أظهر استطلاع للرأي حول التونسي والحياة السياسية التي أنجزها معهد سبر الآراء ومعالجة المعلومات الإحصائية بالشراكة مع وكالة تونس افريقيا للأنباء خلال الفترة ما بين 15 و28 أغسطس 2011 وذلك انطلاقا من عينة شملت 2717 شخصا تم تحديدها بحسب الجهات والوسط والفئة العمرية والجنس أن 50.9% من المستجوبين أجمعوا على ان الأوضاع الحالية في البلاد بعد الثورة غير مفهومة فيما اعتبر 27.2% أنها طبيعية. ولم يلاحظ 11.8% أي تغيير مقارنة بنتائج تحقيق مماثل أنجزه نفس المعهد في أبريل 2011 في حين اعتبر 10.1% ان الوضع الحالي مريب وغير مريح. ويتضح من خلال مسح الآراء هذا أن أكثر من نصف العينة (57 بالمائة) لا يبدو راضيا تماما على الوضع الأمني علما وان هذه النسبة لم تتغير مقارنة بشهر ابريل 2011. كما أظهرت النتائج تراجعا في درجة الرضا على الحكومة المؤقتة حيث استقرت نسبة المستجوبين غير الراضين في حدود 21 بالمائة مقابل 31 بالمائة خلال شهر ابريل وهو ما يعني من وجهة نظر المعهد أن الحكومة المؤقتة فقدت 10 نقاط من ثقة المواطن خلال الأربعة الأشهر الأخيرة. وسجل الاستطلاع تناميا في عدم رضا العينة على الاستجابة للمطالب الاجتماعية التي تضاعفت خلال الأشهر الأخيرة وابدي ثلثا المستجوبين عدم رضاهم أيضا على أداء الاتحاد العام التونسي للشغل. اما في ما يتعلق بأداء الأحزاب السياسية فقد ارتفعت نسبة عدم الرضا على هذا الأداء من 64 بالمائة خلال شهر ابريل 2011 الى 70 بالمائة خلال شهر اغسطس2011. وتعكس هذه النتائج أيضا إمكانية عودة الانفلات الأمني للبلاد حسب 50 بالمائة من المستجوبين وهي نفس النسبة التي ترى انه بالإمكان أن تشهد البلاد أزمة سياسية في حين يعتبر أكثر من ثلث العينة احتمال إخفاق الحكومة المؤقتة في إجراء انتخابات عادلة. ويبدو ان ظاهرة عدم اهتمام التونسي بالحياة السياسية في تراجع ملحوظ حيث تقدر نسبة غير المهتمين بالحياة السياسية باكثر من 75 بالمائة قبل الثورة وهي نسبة تقلصت بعد اشهر من الثورة في حدود 20 بالمائة لتستقر حاليا في حدود 45.2%. هذا واظهر الاستطلاع ان 56.9% من المستجوبين لا يحبذون اي حزب، ويذكر ان ثلثي العينة يعتبر ان الأحزاب السياسية لا تمثله ولا تعكس آراءه وان 60 بالمائة من المستجوبين لا يدركون دور وصلاحيات ومهام المجلس الوطني التأسيسي. غير أن نتائج الاستطلاع أظهرت أن 72 بالمائة من التونسيين ينوون التصويت في الانتخابات القادمة بغض النظر عن التسجيل بالقائمات الانتخابية ومعرفتهم بدور المجلس التأسيسي وأهدافه وأنهم لم يستقروا بعد على رأي في ما يتعلق بمن سينتخبون. وبالنسبة للأحزاب المحبذة فهي في حدود 22.8% بالنسبة لحركة النهضة الإسلامية و8.7% لفائدة الحزب الديمقراطي التقدمي و5.9% للتكتل الديمقراطي من اجل العمل والحريات و3.1% لحركة الديمقراطيين الاشتراكيين.