لا يبدو أن الإدارة الأهلاوية استفادت من أخطائها التي ارتكبتها في الموسم الماضي، إذ لم يكن استعداد الفريق الأهلاوي للموسم الجديد متوقعاً خصوصا بعد أن ظفر الفريق بكأس خادم الحرمين الشريفين للأبطال، إثر غياب طويل عن الذهب، وهو ما كان يفترض أن يكون دافعاً لمسيري الأهلي للإسراع في تجهيز الفريق والتعاقد مع اللاعبين المحليين والأجانب، فضلاً عن التوقيع مع مدرب قادر على قيادة الفريق للمنافسة وإبقائه في منطقة الذهب في المسابقات المحلية. في الموسم الماضي تعاقد الأهلي مع المدرب النرويجي يوهان سوليد وحضر المدرب في المعسكر ولم يتمكن من التعرف على الفريق لعدم وجود الوقت، ناهيك عن كونه لم يكن خياراً موفقاً للإدارة الأهلاوية بعد أن ورّط الأهلاويين بتكديس اللاعبين الأجانب في الخطوط الأمامية، وعندها لم يتمكن الأهلي من السير بصورة جيدة، بل حدث ما كانت تخشاه الجماهير، وفرط الفريق بنقاط البداية التي كانت كفيلة بدخول الفريق للمنافسة، إذ لم يحصد الفريق سوى 3 نقاط من 5 مباريات وهو ما جعل الفريق مهدداً بالهبوط في الجولات الأولى، قبل أن يستعيد الفريق عافيته بعض الشيء، ليعود إلى التذبذب من جديد واللعب دون طموح في بطولة الدوري حتى تمكن من التأهل إلى كأس خادم الحرمين الشريفين للأبطال التي نال الفريق لقبها بعد أن لعبت إرادة لاعبي الفريق دوراً مهماً في كسب البطولة. التعاقد مع المدرب التشيكي كاريل جاروليم جاء قبل بداية الدوري بأقل من 40 يوماً، وهي فترة ليست كافية على الإطلاق ليرسم مدرب الفريق منهجيته الفنية، ويتعرف على مستويات اللاعبين وإمكاناتهم، إضافة إلى تحديد احتياجات الفريق على مستوى العناصر. وبصراحة لم يكن ذلك الأمر متوقعاً في ظل وجود عقليات إدارية مميزة في "القلعة الخضراء"، خصوصاً أن الأهلاويين أكثر من تلذذ بالذهب، إذ لم تتوقف احتفالات الأهلي بالبطولة الغالية حتى والفريق في خضم استعداداته للموسم الجديد، وهي نقطة سلبية من شأنها الحد من طموحات اللاعبين، فالمتتبع للمشهد الأهلاوي سيعتقد أن مسيري الأهلي نسوا الإعداد والتخطيط للموسم الجديد، وكأن الأهلي لم يعتد على نيل البطولات، فالمبالغة الواضحة في الاحتفال بالبطولة لن تعطي الفريق دافعاً لحصد المزيد من المنجزات التي ستبقي البسمة في المدرج الأهلاوي، وهو المدرج العاشق الذي يستحق كثيرا من أجل إسعاده.