دعا مسؤول الداخلية في المجلس الوطني الانتقالي الجمعة الثوار الليبيين الذين اتوا من مدن مختلفة الى طرابلس، الى مغادرة العاصمة التي باتت «مدينة محررة» وذلك بعد ساعات قليلة من تهديد معمر القذافي بشن «حرب عصابات» ضد الثوار». وقال احمد ضراط ان «طرابلس تحررت لذا يتعين على الجميع مغادرة المدينة والعودة الى مدنهم». واضاف ان «الخطر زال ومغادرة الثوار الآخرين امر طبيعي». وأكد ان «ثوار طرابلس قادرون على حماية مدينتهم». وجاءت هذه الدعوات بعدما دعا القذافي المتواري عن الانظار مساء أمس الأول في رسالة صوتية عبر قناة «الرأي» التي تبث من سوريا الليبيين الى المقاومة المسلحة للقضاء على «العدو وطرد الاستعمار»، في اشارة الى حلف شمال الاطلسي. وهذا التسجيل هو الثاني للقذافي خلال ساعات قليلة بعد تسجيل سابق قال فيه «اذا ارادوا معركة طويلة فلتكن معركة طويلة. اذا اشتعلت ليبيا من يستطيع ان يحكمها؟ فلتشتعل». وصدر هذان التسجيلان في ذكرى «ثورة الفاتح من سبتمبر» التي اوصلت القذافي الى الحكم في الاول من سبتمبر 1969. وفي مقابل هذه التهديدات، اكد قادة للثوار انهم مستعدون لمواجهة اي هجمات قد يشنها موالون للقذافي. واعتبر ضراط ان «خطابات القذافي لا تؤثر على الثورة التي نجحت». واعلن عن خطط امنية تشمل عناصر الشرطة والاجهزة الامنية الاخرى ستطبق بدءا من صباح اليوم في طرابلس التي سبق ان سرت فيها اشاعات عن تحضيرات لنشر سيارات مفخخة تستهدف الثوار. وعلى الصعيد السياسي، اكد جمعة القماطي ممثل المجلس الانتقالي الليبي في بريطانيا امس انه سيتم انتخاب مجلس تاسيسي في ليبيا في غضون نحو ثمانية اشهر وتنظيم انتخابات تشريعية ورئاسية في غضون 20 شهرا. وقال القماطي مفصلا الجدول الزمني الانتخابي للمجلس الانتقالي لاذاعة بي بي سي «وضعنا خارطة طريق بفترة انتقالية من 20 شهرا». واضاف ان «المجلس الانتقالي سيدير ليبيا لمدة ثمانية اشهر قبل ان يتولى مجلس منتخب من الشعب» السلطة لصياغة دستور و»في غضون عام (من ذلك) سيتم تنظيم انتخابات». وتابع «بالتالي امامنا ثمانية اشهر وعام قبل الانتخابات النهائية التشريعية والرئاسية. ومع قليل من التوفيق سينتخب الشعب الليبي في غضون نحو 20 شهرا القادة الذين يرغب بهم». ليبيات يحتفلن بتحرير طرابلس من قبضة القذافي. (أ.ف.ب) واعتبر القماطي ان «العملية الانتقالية بدأت» رغم استمرار المعارك بين الثوار والقوات الموالية لمعمر القذافي. واوضح «طالما ان طرابلس مستقرة وآمنة، وهو واقعها الان، وكذلك شان معظم المدن، فبامكان الليبيين بدء العملية الانتقالية». وقال ان القذافي «يختبىء وهو معزول» مضيفا ان «توقيفه مسالة والا فسيقتل اذا قاوم». ووضعت الاممالمتحدة والقوى الكبرى في باريس خارطة طريق للسلطات الجديدة في طرابلس، واعلنت الافراج فورا عن 15 مليار دولار لصالحها. وقال ساركوزي في ختام المؤتمر «سيتم الافراج عن نحو 15 مليار دولار على الفور». واضاف «الاموال التي اختلسها القذافي واعوانه ينبغي ان تعود الى الليبيين. لقد التزمنا جميعنا بانهاء تجميد اموال ليبيا الامس لتمويل التنمية في ليبيا اليوم». وبعد يوم من اجتماع القوى العالمية في باريس رفع الاتحاد الأوروبي عقوبات على الموانيء وشركات النفط والبنوك الليبية أمس الجمعة فيما اجتمع وزراء الخارجية لبحث كيفية مساعدة البلاد خلال الفترة الانتقالية. وذكرت النشرة الرسمية للاتحاد الأوروبي 28 كيانا ليبيا تم رفع القيود عنها منها موانىء طرابلس والخمس والبريقة وراس لانوف والزاوية وزوارة، ومن الشركات المدرجة ايضا الخطوط الجوية العربية الليبية وشركات للطاقة منها شركة راس لانوف لتصنيع النفط والغاز وشركتا سرت لإنتاج وتصنيع النفط والغاز والواحة للنفط. ومن البنوك المدرجة المصرف التجاري الوطني ومصرف الجمهورية ومصرف الصحاري ومصرف الخليج الاول الليبي. ومن المقرر أن يناقش وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي الذين يجتمعون في منتجع سوبوت البولندي اليوم كيفية المساعدة على استقرار ليبيا بعد الصراع. وقال وزير الخارجية البولندي رادوسلاف سيكورسكي إن الأممالمتحدة سيكون لها دور رائد في المساعدة في نزع السلاح بليبيا واستتباب الامن بعد انتهاء الصراع لكن اوروبا اظهرت قدراتها في هذا المجال. من ناحية أخرى، كشف مصدر جزائري أمس عن أن ضباطاً في الجيش والشرطة الليبيين فروا إلى الجزائر خوفاً من انتقام قوات المجلس الانتقالي منهم بسبب اصطفافهم إلى جانب قوات العقيد معمر القذافي في بداية الصراع. ونقلت صحيفة (الخبر) عن مصدر وصفته بال»مطّلع» قوله إن «12 ضابطاً في الشرطة والجيش الليبيين الذين يعملون بالمدن الواقعة جنوب العاصمة الليبية طرابلس، لجأوا في اليومين الأخيرين إلى الأراضي الجزائرية من خلال المعابر الحدودية الجزائرية، عدد منهم بصحبة عائلاتهم، دخلوا التراب الجزائري بالزي المدني، أغلبهم من دون أي سلاح». وأضاف المصدر أن من بين هؤلاء ضابطاً كبيراً في الجيش الليبي كان يعمل في مدينة سبها جنوب ليبيا، اعتقلته شرطة الدرك الجزائرية بمدينة جانت في ولاية إيليزي ومعه مسدس شخصي. وأشار الى أن «هؤلاء لجؤوا إلى الجزائر خوفاً على حياتهم بعد أن أعلنوا دعمهم للقذافي في حربه مع المعارضة المسلحة بالمدن الجنوبية، والتي ما زال رجال الشرطة والجيش فيها يوالون للقذافي». ونقل المصدر عن الضباط الفارين قولهم إن جميع المؤشرات تؤكد أن العقيد القذافي انتهى، وإن كل مساعديه المقربين هربوا بعد سقوط طرابلس في يد الثوار الذين انضم إليهم عدد كبير من الضباط والجنود.