حين تلقيت من الأخ الفاضل د. عبدالعزيز بن علي المقوشي - مشكورًا - نسخة من تقرير "مؤسسة سلطان بن عبدالعزيز آل سعود الخيريّة" لم يسعن حصر ما شهدته من ثمرات تلك المؤسسة المباركة؛ حتى إن هذا التقرير لم يكن ليحصر تلك الجهود بل أشار إشارات يمكن - بلا مبالغة - أن نكتب عن كل واحدة منها تقريرًا مستقلاً! لقد استعرض التقرير الموسوم ب "15 عامًا.. في خدمة الإنسان" بإيجاز شديد مسيرة مباركة لتلك المؤسسة الخيرية التي امتدت 15 عامًا من العطاء المتواصل، والعمل الخيري المؤسسي المتميز، والدعم غير المحدود للجهات الخيرية، فأشار إلى (برامج الرعاية الصحية) التي استفاد منها ما يزيد على (520) ألف مواطن حتى الآن، إضافة لعدد من المنشآت الصحية التي أهدتها المؤسسة للوطن، وفي مجال (بناء الإنسان) أشار إلى مركز سلطان بن عبدالعزيز للعلوم والتقنية، وبرامج المنح الدراسية، واتفاقيات التعاون، ودعم المؤسسات العلمية والتعليمية، ودعم الإصدارات العلمية والأنشطة الثقافية، وغير ذلك، وفي مجال (التنمية الاجتماعية) ذكر التقرير جهود برنامج المؤسسة للإسكان الخيري، وبرنامج العناية بالمساجد، وتطوير ودعم منظومة العمل الخيري، وأبرز الجمعيات والمراكز الخيرية التي تدعمها المؤسسة. إضافة لإشارات موجزة حول ما تقدمه المؤسسة في مجال (التقنية في خدمة الإنسان)، و(التواصل الحضاري والحوار مع الآخر)، و(إسهامات المؤسسة في المشروعات الإنسانية والخيرية خارج المملكة)، وخُتم التقرير بما حققته المؤسسة من صدقية وتقدير دولي، وشهادات عالمية، وجوائز وأوسمة. لقد أشرت إلى أن هذا التقرير - وإن كان لا يتجاوز (62) صفحة - إلا أنه عبارة عن عناوين وخطوط رئيسة ومسارات تلك الأعمال الخيرية فحسب، من دون حصر أو تفصيل؛ فذلك يصعب جمعه، ويتعذر تفصيله، وإليكم مثالاً على ذلك؛ فقد أشار التقرير ضمن عنوان (دعم المؤسسات والمراكز الخيرية) إلى (الجمعية السعودية الخيرية لمكافحة السرطان)، في حين أن لصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز - حفظه الله - أيادي بيضاء على الجمعية كانت ومازالت خير معين - بعد الله - على ما وصلت إليه من تميز وما حققته من ثمرات، وعلاقة سموّه بالجمعية منذ نشأتها لم تنقطع، فقد خصص لها منذ نشأتها دعماً سنوياً عن طريق المؤسسة بمبلغ مليون ريال، وكان لسموه الكريم الفضل - بعد الله تعالى - في تأسيس مبنى للجمعية، فقد دعم المبنى بأربعة ملايين ريال؛ لتتمكن من أداء مهامها في المقر الحالي للجمعية على طريق مكةالمكرمة أحد الشرايين الرئيسة بالرياض، ولا يزال حفظه الله يواصل الدعم السخي، والعمل على إعانة المرضى وتخفيف آلامهم، وكان لسموه دور كبير في برامج الجمعية ومشاريعها الخيرية كمساعيه في موافقة من مجلس الوزراء على منح المرضى تخفيضاً على تذاكر السفر بوسائل النقل المختلفة، وتحقق ذلك بحمد الله، ثم توّج ذلك الدعم بوعد من سموه بدعم جديد للجمعية بمبلغ ثلاثين مليون ريال. وقد كان من نتائج هذا الدعم المبارك أن تضاعف عدد المستفيدين من الجمعية خاصة الفقراء والمحتاجين الذين يتكبدون مشقة السفر والسكن في الرياض حيث المراكز العلاجية، ومازالت الجمعية بحاجة لدعم هذا الجانب؛ لتيسير وصول المحتاجين لتلك المراكز. وكان هذا الدعم للجمعية امتداداً لتلك السلسلة المباركة من الأعمال الخيرية التي يرعاها صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز، التي أشار التقرير إلى أبرزها. إن الجمعية السعودية الخيرية لمكافحة السرطان في ظل ما تلقاه من دعم ومؤازرة كريمة من ولاة أمر هذه البلاد - حفظهم الله ووفقهم - لتسهم - مع مثيلاتها في المجتمع - في تقديم الدعم والمساندة لفئات غالية في مجتمعنا، وإن هذا الدعم الذي يقدمه صاحب السمو الملكي الأمير سلطان، سيكون بإذن الله حافزاً للجمعية لمزيد من العطاء، ومعيناً على تبني البرامج الرائدة التى تحقق أهداف الجمعية وتوصلها إلى غاياتها التي لا يمكن أن تحققها الجمعية إلا بتوفيق من الله ثم بمثل هذا الدعم الكريم. وأسأل الله تعالى أن يسدد الخطا، ويبارك في الجهود،، * الأمين العام للجمعية السعودية الخيرية لمكافحة السرطان