في كل منطقة ومدينة وقرية وهجرة يوجد ملاعب حواري لكرة القدم وأغلبها "ترابية" تفتقر لأبسط أساسيات ومتطلبات الملاعب الرسمية التي تنضوي تحت راية الرئاسة العامة لرعاية الشباب، وهذه الملاعب "الحوارية" أو "الترابية" كما يسميها بعضهم أنشئت بجهود فردية وذاتية من قبل مجموعة من شباب المدينة، أو القرية، أو أبناء الحي، اجتمعوا واتفقوا لإيجاد ملعب منظم لممارسة هوايتهم المفضلة عليها في أوقات فراغهم. وجرت العادة أن تقام في ملاعب الحواري دائماً مباريات ودية بين شباب المدن والقرى المجاورة لهم، وتتميز بالحضور الجماهيري والتشجيع ممن يتابعون ويعشقون كرة القدم، وتقام في ملاعب "الحواري" دورات رياضية جميلة ورائعة من حيث التنظيم والمتابعة واختيار اللاعبين وتقديم الجوائز المشجعة والتقديرية للاعبين والفرق المشاركة، ودائماً ما تقام هذه الدورات الرياضية في لعبة كرة القدم في فصل الصيف أثناء الإجازة الصيفية وفصل الشتاء، وهناك دورات يتم تنظيم إقامتها في شهر رمضان المبارك ويطلق عليها "الدورات الرمضانية" وهي الدورات الأكثر متابعة وحماساً، والأكثر تنظيماً وإقامة نظراً لنجاحها المستمر ومتابعة الناس لها والاستمتاع بإبداعات وفنيات اللاعبين الموهوبين الذين يظهرون ويشاركون أول مرة، وفي بعض المدن الكبيرة يكون في كل حي ملعب حواري وفي كل ملعب هناك موهبة كروية متميزة لكنها بعيدة عن أعين المسؤولين في الكرة السعودية. هذه الدورات الرياضية سواءً الرمضانية أو الصيفية أو غيرها من دورات الأحياء يشارك فيها مواهب كروية مبدعة ومتفننة في لعبة كرة القدم، وتحظى بحضور جماهيري غفير، لكن الملاحظ أن المسؤولين في الرئاسة العامة لرعاية الشباب، وفي الأندية الرياضية بمختلف المناطق مازالوا غير مهتمين بهذه الملاعب أو متجاهلين لدورها بإنجاب المواهب الواعدة التي يمكن أن تسفيد منها الأندية الكبيرة والمنتخبات الوطنية لو تم اكتشافها وصقلها، فأغلب نجوم الكرة في العالم كانت إنطلاقتهم من ملاعب الحواري، ونحن الآن على مشارف توديع شهر رمضان المبارك وفيه تم تنظيم وانطلاق العديد من الدورات الرمضانية في كل مكان وشارك فيها عدد كبير من اللاعبين الموهوبين والنجوم الواعدة، فهل تابعنا واستفدنا من نجوم وموهوبي هذه الدورات وحاولنا صقل مواهبهم؟. يفترض من مسؤولي الأندية والجهات المعنية بالرياضة أن يسلطوا الضوء على دورات الأحياء لاكتشاف اللاعبين الواعدين ومن ثم دعمهم وصقل مواهبهم من خلال ضمهم للأندية الرياضية وتدريبهم لتستفيد منهم أندية الوطن والمنتخبات الوطنية في المستقبل، لا أن يتم تجاهلها والإستهانة فيها!