يوصف الفنانون بأنهم سفراء النوايا الحسنة وأنهم مصادر توصيل الرسائل الهادفة للمجتمع ولكن حرص بعضهم الشديد والمبالغ في الترويج لآفة التدخين عبر تفننهم في التدخين أثناء التمثيل يثير الريبة بل وحتى قد يعطي الحق للمجتمع المدني من ملاحقتهم قانونيا وخاصة بعد أن كشفت دراسات عالمية وعربية أن شركات التبغ تستخدم كثيرا من هؤلاء الفنانين أداة للترويج لمنتجات التبغ المميتة وخاصة بين الشباب التي أكدت معظم الدراسات أن 95% منهم بدأ التدخين وهو في سن المراهقة ، بل ان من يشاهد بعض الأفلام والدراما يجد أن مشاهد التدخين قد أخرجت بطريقة تحمل رسائل للمشاهدين بأن استخدام التدخين هو مصدر للجمال والجذب والرجولة والذكاء ووسيلة للتواصل الاجتماعي ، تلك المشاهد التي جعلت من رئيس المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية بالشرق الأوسط أن يوجه رسالة يحث فيها الجهات ذات العلاقة على حماية جهاز التلفزيون الذي يلتف حوله كل فئات المجتمع والأسرة من مشاهد التدخين التي أكدت العديد من الدراسات بأنها أحد الأسباب الرئيسية في نشر السجائر والشيشة بين الشباب . لذا قامت العديد من الدول الأوروبية بملاحقة هؤلاء الفنانين ومنعهم من التدخين أثناء التمثيل السينمائي. وفي دراسة منشورة على موقع اقليم شرق المتوسط لمنظمة الصحة العالمية على شبكة الإنترنت (www.emro.who.int/arabic/tfi) تم فيها حصر عدد مشاهد التدخين في الافلام العربية من عام 1930م وحتى 2002م حيث وجد ان مشاهد التدخين زادت بشكل كبير في السنوات الاخيرة ذلك لان شركات التبغ توجهت الى هذا النوع من الترويج بعد ان منعت من الدعاية المباشرة في المجلات والقنوات التلفزيونية ، ومن الافلام التي ذكرتها هذه الدراسة وبها عدد كبير من مشاهد التدخين افلام عربية مشهورة ذات شعبية عالية. وبلغ عدد مشاهد التدخين في أحد الأفلام 100 مشهد وفي فيلم عربي آخر كان عدد المشاهد 66 مشهدا حيث كان نصيب بطلة الفيلم 12 مشهدا مما يروج للتدخين عند النساء. وفي أحد الأفلام العربية استطاع احد المدخنين اقناع أساتذته في الجامعة بالتدخين!!. اما الترويج لتدخين الشيشة فهو يكثر في الدراما القادمة من بعض الدول العربية والخليجية والتي تلاقي شعبية كبيرة بين الشباب والفتيات. فهذه دعوة أولا لإخواننا الفنانين بان يمتنعوا تماما عن التدخين أثناء التمثيل حتى لا يكونوا سفراء للنوايا السيئة بدلا من الحسنة ، ورسالة ثانية للمخرجين السينمائيين بان لا يعكروا جمال الفن بمظاهر التدخين المزعجة ، ورسالة ثالثة لوزراء الإعلام العرب أن يتخذوا قراراً حاسماً يتم فيه تطهير جهاز التلفزيون من جميع مشاهد التدخين وتفويت الفرصة على شركات التبغ من استخدام هذا الجهاز الحساس في نشر منتجاتهم الخبيثة التي تهدم صحة ومستقبل المواطن. علما ان دولا مثل الصين قد منعت مشاهد التدخين في الافلام ودولا اخرى مثل تركيا بدأت تلاحق قانونيا الافلام التي تروج للتدخين. * وزارة الصحة برنامج مكافحة التدخين