سيف القحطاني السكرتير الخاص لفقيد الرياضة السعودية الشيخ عبدالرحمن بن سعيد لمدة 20 عاماً تحدث عن الراحل على الرغم من الحالة الحرجة التي يمر بها عقب رحيل الرمز أبو مساعد وأطلعنا على حياة الفقيد الخاصة والتي تنشر لأول مرة. طيب القلب كان الفقيد رجلاً كريماً وحسن المعشر للجميع بمختلف أطيافهم لا همَّ له إلا فعل الخير ولم يرد أحداً طرق بابه سواء كان صغيراً أم كبيراً، وكان دائم السؤال عن البسطاء ويتلمس احتياجاتهم لم يصده شخص في طلب إلا أجاب طلبه، لم يستنجد به ملهوف إلا أغاثه، ولا محتاج إلا أعانه وكان رحمه الله طيب القلب.. كيف لا وهو صاحب الأيادي البيضاء على الجميع. أرسلني لتقديم العون لهذه العائلة.. وفك أسر أحد المسجونين بالطائف الاتصال الأخير للفقيد اتصل بي الفقيد في التاسعة صباحاً وكنت مدهوشاً من هذا الاتصال خلال هذا التوقيت لأنني تعودت أن أكلمه يومياً بعد الثالثة عصراً وبادرني بالسلام ومن ثم السؤال عن حظوظ الهلال في البطولة الآسيوية لأنه سيقابل الجزيرة الإماراتي فأخبرته بأن التعادل في مباراة الجزيرة والغرافة كفيل بوصول الهلال للدور الثاني فحمد الله على ذلك ثم قلت له عسى ما شر لأن اتصاله خوفني، فرد علي قائلاً أنا ذاهب إلى المستشفى، فقلت له إن شاء الله تكون الفحوصات روتينية وتعود إلى بيتك سالما غانما ووعدته بالحضور في اليوم الثاني لمشاهدة مباراة الهلال والجزيرة برفقته في منزله العامر، فقال لي: يا سيف المريض طبيب نفسه وأنا أشعر بأني لن أعود إلى منزلي وعائلتي ودفاتري وإرثي الذي تركته لأبنائي وأنت أحدهم، عندها أصبت بحالة انهيار من هذا الحديث المؤثر على النفس وقلت له بحول الله ستعود إلينا سالماً غانماً. فقاطعني قائلاً: أريد منك الحضور إلى المستشفى بعد صلاة المغرب وحضرت إليه وبعد نقاش قصير قام بتسليمي خمسة آلاف ريال لإيصالها لإحدى العائلات المحتاجة. قصة مؤثرة من قصص الفقيد المؤثرة عند زيارته لمدينة الطائف وكنت برفقته قام أحد الأشخاص في ساحة القزاز بالسلام عليه وعرفه أبو مساعد على الفور فأجهش الرجل بالبكاء وطلب من أبو مساعد أن يفك أسر ابنه القابع خلف القضبان فالمطلوب 50 ألف ريال فتوجه المرحوم بإذن الله برفقة والد المسجون إلى مقر سجنه والتقى هناك بالضابط المسؤول وبعد الاطلاع على قضيته اتضح بأنه مطلوب منه دفع 50 ألف ريال وعلى الفور قام أبو مساعد بدفع ما عليه وأطلق سراح الابن المسجون الذي عاد إلى أحضان والده وذويه وطلب مني أبو مساعد بعدم ذكر مثل هذه الأشياء للعامة، وكان يبتغي وجه الله فقط.