استعرض عضو مجلس إدارة نادي أحد والرئيس الأسبق علي فودة بعض ذكرياته مع "شيخ الرياضيين" عبد الرحمن بن سعيد وقال: "من المواقف التي لا تنسى لهذا الرجل الكبير انه عام 1973 اتصل في منتصف الليل وطلب مني الحضور والاجتماع بتواجد الأمير هذلول بن عبد العزيز ورئيس الهلال آنذاك الأمير عبد الله بن ناصر رحمه الله لنقل خدمات المدافع عبد الله فودة "العمدة" من أحد الى الهلال وكان في ذلك الوقت من أفضل اللاعبين على مستوى الخليج، وفي صباح اليوم التالي تم تسجيل العمدة رسمياً للهلال، ومن ينكر فضل هذا الرجل على الرياضة السعودية والهلال خصوصاً فهو جاحد، ومن المواقف التي لا تنسى واعرفه جيداً أنه كان ينهي أمور الهلال ويحضر المباريات والتدريبات وهو مريض. واضاف:"بعد بروز المدافع الدولي رضا تكر موسم 1416 مع أحد وتقديم أكثر من ناد عروضا لكسب خدماته، ونظراً لتوتر العلاقة بين إدارتي أحد والهلال في فترة سابقة قام بالاتصال عليّ وطلب الموافقة على تحويل مسار اللاعب للهلال وقامت إدارة أحد على الفور بنقل خدماته للهلال، إلا أن بعض الظروف لم تساهم في بقاء اللاعب بالنادي كثيراً وانتقل بعد ذلك للشباب ثم للاتحاد، وللراحل مواقف مشرفة ولا تنسى مع أبناء المدينةالمنورة ونادي أحد، إذ كان من الأوائل في دعم أحد وتسهيل أموره عندما يتواجد بالرياض والتكفل بسكن وإعاشة الفريق عندما كان يلاقي فرق الوسطى بالدوري الممتاز". وتابع قائلا: "مآثر عبد الرحمن بن سعيد كثيرة جداً فهو يعتبر العمود الفقري للهلال عندما كان في عافيته وله الفضل في نقل النادي في فترة وجيزة لعصر البطولات عدا عن اتصافه بالذكاء والولاء وحب الكيان، وكان إداريا محنكا وشرفيا مؤثرا وشخصية كبيرة، له كلمته وله هيبته ومكانته، أسس الهلال فصعد به إلى قمة الكرة الآسيوية". وقال فودة: "ما يقلل من صدمة رحيل الوالد الحنون عبد الرحمن بن سعيد هو انتقاله إلى دار الحق في يوم فضيل وشهر عظيم، وهو الرجل الذي يعتبر صرحا من صروح الرياضة السعودية عامة ونادي الهلال خصوصاً". وطالب علي فودة بالتنسيق مع أبناء شيخ الرياضيين عبد الرحمن بن سعيد رحمه الله الاستفادة من ثروته "التاريخية" على مدار أكثر من سبعين سنة ماضية. وقال: "بحكم علاقتي بالراحل طيب الله ثراه عبد الرحمن بن سعيد، كان لي شرف الاطلاع على مكتبته في منزلة، والتي اعتبرها مكتبة عالمية تضم مخزونا علميا كبيرا وتاريخ الحركة الرياضية بالسعودية منذ بدايته ومدونة بالتاريخ ومسجلة بمذكراته". وتابع فودة: "ما شاهدته في مكتبة ابن سعيد يعتبر من الخيال، إذ تضم المكتبة آلاف الكتب والمذكرات العلمية والتاريخية والرياضية، تعتبر كنزا وثروة تاريخية". وآمل من أبنائه الاستفادة مما تضمه المكتبة من تدوين والدهم على مدار سنوات رياضية خدم فيها الحركة الرياضية بكل جد واجتهاد. واختتم حديثه: "اعزي أسرة وعائلة والدنا ومؤسس الهلال والأسرة الرياضية بشكل عام، لقد خدم الرياضة أعواما طويلة وكان له بصمات واضحة كالشمس، كان يرحمه الله يتميز بحفظ التاريخ الرياضي والأرقام وحفظ التواريخ وكل ما يخص الهلال والرياضة بشكل عام فالله سبحانه خصه بهذا الشيء، ولن أوفيه حقه مهما ذكرت من المآثر عن هذه الشخصية الذي برحيله فقدنا رجلاً رمزاً من رموز الرياضة السعودية، وخسارة لا توصف وله مكانة كبيرة في نفسي لن تمحو مدى الحياة، فهو يعتبر أستاذي تعلمت منه على مدار عشر سنوات كنت اسكن بالرياض الكثير وأخذت منه دروسا كثيرة في حب الكيان والولاء ومبادئه، والذي بذل الكثير في فترة سابقة للنهوض بالرياضة السعودية وقيادة الهلال للبطولات والدليل تواجد اسمه ضمن قائمة أفضل المكرمين على مستوى اسيا".