لم تمنعهم الإعاقة من إيجاد مناخ يجعلهم يلتقون في أجواء تخرجهم من العزلة وتجعلهم يعيشون حياة الأصحاء، وهذا ما اتفقت عليه مجموعة أسر لديها شبان من ذوي الاحتياجات الخاصة، حيث شرعت تلك الأسر في تنظيم لقاءات دورية لأبنائها بهدف الترفيه وفتح نافذة للأمل والانطلاق والاستمتاع بالحياة والتعلم من بعض. السيدة "كوثر إسماعيل" -أم لشاب من ذوي الاحتياجات الخاصة، وأحد المؤسسين للقروب، وعضو في قروب التفاؤل بالرياض، وعضو الجمعية الخليجية للإعاقة بالبحرين-؛ تروي حكاية "قروب الحياة أمل" تقول كانت البداية لقاء مصادفة في أحد الأماكن العامة لبعض الأسر التي لديها شباب وأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة وبعد عبارات المجاملات دار الحديث عن تنظيم زيارات ولقاءات لأطفالهم وشبابهم، حيث خرجت فكرة الالتقاء الدوري والتي بدأت باجتماعات في المولات وكانت نقطة الانطلاق، وسرعان ماتوسعت قاعدة المشاركين لتبدأ فكرة إضفاء الرسمية للقروب الذي اصطدم بالكثير من العقبات وإلى حينه لم يتم تسجيله رسمياً. الخروج للحياة وتواصل السيدة "كوثر" الحديث عن البدايات التي كانت نواتها ثلاث أسر ليصل عدد القروب اليوم إلى 50 شاباً تفوقوا على الإحباطات وتجاوزوا إعاقتهم وخرجوا للحياة، وكانت أول الفعاليات لهؤلاء الشباب المشاركة والاحتفال باليوم العالمي للإعاقة تلتها زيارة جمعية الأطفال المعاقين، وامتدت المشاركة إلى مهرجان الجنادرية باستضافة أحد الداعمين، كما أدى 15 شاب شعيرة الحج، في حين كانت آخر مشاركات الشباب في مهرجان الورود بالطائف؛ ليصبح شعار القروب واقعاً حين أصبحت حياة هؤلاء الشباب مزهوة بالأمل والعمل. وأشارت إلى أن الإيجابيات بلا حدود والتغير تجاوز الوصف في نفسيات الشباب بعد أن أصبحوا أعضاء فاعلين في القروب، مستشهدة بتجربتها مع ابنها الإعلامي "بديع أبو النجا" -أحد المتطوعين في تنفيذ البرامج والفعاليات- والذي يحرص على حضور الفعاليات والقدوم من مكة لجدة إيماناً منه برسالة القروب يكشف عن جانب مهم تحقق من ممارسة الشباب لنشاطات ينفذها القروب، خاصة رحلات البحر التي يحرص جميع الأعضاء على حضورها كل أسبوع، والتي أظهرت قدرات الكثير من الشباب في الصيد والألعاب الخفيفة والتفاعل والمرح، إضافة إلى فعاليات رياضية وترفيهية ورسم ومهارات حركية تتناسب مع احتياجاتهم، كل هذه الأنشطة خلقت مناخاً نفسياً مستقراً لكثير من الشباب، في حين كان ارتفاع معنويات الشباب مصدر سعادة الأسر التي عاد الكثير من أبنائها لمقاعد الدراسة بعد رفض تام في مراحل سابقة، وتطورت مهارات بعضهم لتصل إلى تعلم القيادة ، وأصبح يعتمد على نفسه في التنقلات. أين جهات دعم الطموح؟ وتناشد السيدة "كوثر" الجهات ذات العلاقة سواء كانت حكومية أو أهلية تحمل مسؤوليتها في دعم مثل هذه القروبات التي قامت على جهود أهالي الشباب، وتخاطب المسؤولين في رعاية الشباب والأندية الرياضية لتنفيذ برامج ودوريات تناسب ظروف واحتياجات الشباب لمزيد من الدمج في المجتمع وحفظ حقوقهم، مؤكدة على أنها وباقي الأسر تحملوا الكثير، وهم بحاجة للوقوف معهم ومساندتهم حتى يتطور مستوى الدعم والرعاية لهذه الفئة المهملة والتي هي أحوج ما يكون للاحتواء. "حمد البشري" شاب في مقتبل العمر يعاني من إعاقة تمنعه الحركة وأحد الفاعلين في القروب، حيث تعلم قيادة السيارة والتحق بوظيفة تتناسب مع وضعه الصحي؛ يتحدث بحب عن ماقامت به السيدة "كوثر"، وعن سعادته بالمشاركة في القروب الذي يدين بفضله حين تعرف من خلاله على أصدقائه الجدد، وأصبحت له مشاركات في المعارض الفنية بلوحات من أعماله التي يفخر بها والمنفذ غالبها في ملتقيات القروب، ويتطلع إلى إقامة معرض شخصي له.