من يتتبع ما تحفل به الكتب التاريخية البلدانية والجغرافية والفقهية بذكر الحمى ومواضعه وأماكنه في الجزيرة العربية يجد أن هذا المدلول مستمر منذ آلاف السنين. وأعادني الأستاذ عبدالله الذواد من خلال ما كتب مشكوراً إلى طرح بعض التساؤلات الخاصة عن محميات بلادنا. فالحمى يقصد به الموضع أو المكان الذي يوجد فيه الكلأ ويرعى فيه الناس ومنه ما يملكه المرء بالإحياء الشرعي لأرض أو في معان أخرى عديدة. وقد عرفت الحمى في الجزيرة العربية وأشهرها حمى ضريّة والتي كانت مراعي ابل الملوك وحمى الربذة وأسهب الشعراء بذكر مواضعها وأماكنها التاريخية والجغرافية ولازالت الحمى معروفة إلى اليوم في كثير من الأماكن في الجزيرة العربية ومنها ما يخص بعض القرى أو لبعض القبائل المنتشرة في أرجاء الجزيرة العربية . ورغم انتشار تلكم المساحة الهائلة من الحمى وتبعها دخول المحميات الحديثة التي قامت بها الدولة الحديثة منذ عهد الملك عبدالعزيز رحمه الله حتى عهدنا الحاضر فقد تعددت صورها سواء في وجود المحميات الطبيعية العامة وأشهرها حول مدينة الرياض محمية خريم التي يخرج إليها الآلاف من الناس ومنها المحميات الخاصة بالحيوانات التي كانت قاب قوسين أو ادنى من الاندثار ومنها المحميات الساحلية وهكذا..... وقد يتمنى المرء أن تقوم الهيئة حماية الحياة الفطرية بتعريف الناشئة والطلاب من الأجيال العمرية المختلفة لنشاطاتها من خلال القيام بجولات متعددة لزيارة هذه المحميات المختلفة في بلادنا المترامية الأطراف وان يكون هناك تنسيق وتفاعل مع وزارة التربية والتعليم والهيئة العامة للسياحة والآثار في وضع برامج وخطط سنوية للعمل عليها .مع تقديم إصدارات توثيقية بالتعاون مع الجهات الحكومية والأهلية في إصدار البحوث الخاصة عن المحميات في الجزيرة العربية وأسمائها القديمة والحديثة وتتبع كتب التراث والبلدانيات مع تدعيمها بالوثائق والصور المختلفة والاستعانة بكبار السن من الثقاة ممن أدركوا المواضع ثم وضع هذه الإصدارات بين ايدى الباحثين والزائرين إضافة إلى إنشاء متحف وطني خاص وكبير ينشأ بين جنبات الهيئة ويعرض فيه كل أنواع الحيونات المنقرضة في الجزيرة العربية وما بقي منها مقروناً بالصور والأفلام وما كتب في ذلك بالإضافة إلى ما تحويه الذاكرة الوطنية . فهل تدعم هذه الجهة من قبل وزارة المالية أتمنى ذلك !!!