رمضان شهر الخير والإحسان شهر تكثر فيه أعمال الخير والسعي للخيرات، يتنافس فيه الجميع على الأعمال الخيرة من صدقة وصلاة وقراءة قرآن، وفيه يسعى كثير من المجتهدين لنشر الوعي الشرعي سواء بالصيام او العبادات المختلفة كالعمرة أو القيام أو الصدقات من خلال الكلمات الوعضية وتوزيع الكتيبات والمطويات وهو من الامور المشروعة والمطلوبة. والعجيب أن مثل هذه المطويات والكتيبات والمنشورات الدعائية للجمعيات الخيرية والدعوية عندما يتم توزيعها فهي توضع أمام المصلين في صفوفهم داخل المسجد ما يفقد المصلي الخشوع واستحضار قراءته أو سماعة للقرآن خلال قراءة الإمام خاصة في الصلوات المفروضة، ومن المعلوم أن الخشوع في الصلاة عبادة ينبغي على المسلم الحرص عليها ففيها إقامة للصلاة ودلالة حرص عليها قال جل وعلى: (وَيَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعاً ) (الإسراء:109) بل إنها فلاح للمؤمنين كما وصفهم بذلك جل وعلا قال تعالى: (قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ) (المؤمنون:1-2) لذلك امتدح الله الخاشعين لأن الخشوع في الصلاة صفة من أعظم الصفات وعمل من أعمال القلوب الجليلة. نعم هم يريدون الأجر ولكن يغفلون ما هو أهم من ذلك وهو خشوع المصلي في صلاته، فهذه المطويات والكتيبات والمنشورات الدعائية للجمعيات الخيرية والدعوية تشغل المصلي عن صلاته بزخارفها الجميلة وصورها المنوعة، وهي كتابة أدمي حيث إن بعض المصلين عندما يرونها في صلاتهم فقد يقرؤون المكتوب عليها حتى أن بعضهم ينشغل في قراءتها والتأمل فيها دون قراءة القرآن أو حتى التشهد عند الجلوس فهي تسهم في تشتيت فكرهم عن واجبات صلاتهم فربما سلم الإمام والمأموم يقرأ فيما كتب في المنشور الدعائي أو في المطوية والكتيب. حتى أن بعض المصلين تراهم وقد أبعدوها عن أنظارهم بسبب أنها أشغلتهم وقد قلبوها. لذا أقترح على وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد إلزام أئمة المساجد ومؤذنيها بمنع توزيع هذه المطويات والكتيبات والمنشورات في الصفوف المصلين ووضع منصات أو حوامل كتب أو ما يسمى (استاند) أو رفوف مخصصة عند الأبواب توضع فيها. كما أنه ينبغي أن لا يتم توزيع أي منشور حتى يتم اعتماده بشكل رسمي من قبل جهات رسمية كفرع الوزارة للشؤون الإسلامية أو هيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أو تحت إشراف جهات رسمية مثل مكاتب الدعوة والإرشاد حيث إنها جهات متخصصة وفيها من المشايخ والدعاة ما يضمن عدم تمرير ما يخالف الشرع من بدع وخرافات.