منذ سنوات كان البعض يذهب إلى المكتبات ويشتري بطاقات بريدية للتهنئة برمضان الكريم أو عيد الفطر المبارك، و كان المستفيد الأول إضافة إلى المكتبات البريد، وليس كل واحد يقوم بإرسال بطاقات التهنئة تلك بل البعض، وهؤلاء غالباً يكونون مسؤولين أو تواصلهم مع البريد والمكتبات جيد، والغالبية يكتفون بالاتصال التلفوني، أو الزيارة، أو بعث السلام الشفوي، مثل "فلان يسلم عليك" ويكون الرد الله يسلمك ويسلمه" وإذا كان هنالك جفوة أو انقطاع بالتواصل يقول "زين تذكرنا"، كان ذلك قديماً، ولكن في السنوات الأخيرة تغير الأمر كثيراً، فقبل الرسائل النصية القصيرة عبر الهاتف المحمول، ومع دخول الإنترنت، بدأ البريد الإلكتروني، يفتح نافذة جديدة للتواصل، عبر بعث رسائل التهنئة بشكل يشابه كثيراً البطاقات القديمة، ولكن لا يحتاج الأمر إلى الذهاب إلى المكتبات، بل جولة عبر المواقع الإلكترونية، ومن ثم اختيار الأنسب وإضافة الاسم، وإذا كان الشخص لديه موهبة التصميم، فغالباً يقوم بتصميم بطاقته بنفسه، شريحة التواصل اتسعت بعدد الذين لديهم بريد الكتروني، وتحديداً بعدد ما لدى الشخص من قوائم عناوين وقوائم بريدية، بعد ذلك سحبت شركات الاتصال البساط من البريد والإنترنت، على الرغم من استفادتها من خدمات الإنترنت، ولكن اتجهت إلى الشريحة الأكبر، من خلال الهواتف المحمولة، فبدأت الرسائل النصية التي يتداولها الجميع فيما بينهم ، واتسعت دائرة التهاني لتشمل إضافة إلى العيدين ورمضان والحج ، بدأت التهنئة بقدوم السنة الجديدة، و كانت رسائل يوم الجمعة، و غيرها من الرسائل، واتسع الأمر لتصبح الرسائل عبر الوسائط مدعومة بالصوت والصورة، وانقسم المستخدمون للرسائل النصية للتهنئة بالأعياد إلى قسمين، قسم يبحث عن نصوص جاهزة ويرسلها لمن يرغب بتهنئته، وقسم آخر وهم أقلية يبدعون رسائلهم الخاصة والإبداع هنا متفاوت بحسب مقدرة المبدع، وقسم لا يرغب أن يتعب نفسه فيكتفي ب"رمضان كريم أو عيدكم مبارك.. أو كل عام وأنتم بخير، ولكن حقيقة أضيف إلى الإبداع "الرسائل النصية المختزلة" وهنالك رسائل فعلاً جميلة، وتستحق الاحتفاظ بها،الأمر لم يتوقف عند هذا الحد، بل ها نحن أمام مواقع التواصل الاجتماعي، و تهنئة عبر الفيس بوك عامة تصل إلى الأصدقاء وأصدقاء الأصدقاء وهكذا، ولكن هل هي بمثل متعة إرسال بطاقة بريدية للتهنئة، واستقبالها وقراءتها.. ربما في المستقبل ستكون هنالك وسيلة للتواصل تتسم بالمتعة .. وكل عام وأنتم بخير.