في أجواء إيمانية أدى أكثر من 700 ألف مصل يوم أمس صلاة الجمعة الأولى من شهر رمضان المبارك بالمسجد الحرام حيث امتلأت أروقة وساحات المسجد الحرام منذ الساعات الأولى بجموع المصلين حيث قام رجال الأمن بالانتشار في جميع مداخل الطرق المؤدية إلى المسجد الحرام وتوجيه قائدي المركبات إلى المواقف المعدة في مداخل مكةالمكرمة لإيقاف سياراتهم. وقد شهد المسجد الحرام منذ الساعات الأولى توافد الزوار والمعتمرين والمصلين من المواطنين والمقيمين، حيث امتلأت أروقته وأدواره وبدرومه وساحاته بالمصلين ولتحقيق وتوفير أفضل الخدمات لوفود الرحمن قامت الجهات المعنية بالتعاون والتنسيق فيما بينها وتضافرت جهودها للعمل بروح الفريق الواحد لتوفير أرقى الخدمات وتقديمها بالصورة التي تتوافق مع تطلعات ولاة الأمر حفظهم الله وتتواكب مع ما تبذله الدولة من جهود لتوقير أقصى درجات الراحة والأمن والأمان. وقد ام المصلين في المسجد الحرم أمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ صالح آل طالب الذي أوصى المسلمين بتقوى الله التي بها تكفير الذنوب والنجاة من الخطوب ومعرفة الحق حين التباس الدروب. وقال فضيلته في خطبة الجمعة التي ألقاها يوم امس في المسجد الحرام ان شهر رمضان المبارك قد حل والفرصة بالتزود حانت والعبد في هذا الشهر إما موفق أو مخذول وستمر أيامه سراعا وتمضي تباعا وسيكون من شأن الموفقين تحصيل وافر الأجور والسعادة في الدنيا وفي يوم النشور وسيبكي أقواما أسا وندما على ضياع الليالي وفوات الأوقات ولات سعاة ندم ولا بكاء. ودعا المسلمين في هذا الشهر إلى التقليل من أعراض الدنيا والإحسان إلى الأقربين وإدامة ذكر الله وتحقيق التقوى التي شرع الله الصيام لأجلها لان رمضان يصل النفوس بالله فيشرق عليها من لدنه النور حتى تذوق حلاوة الإيمان لان من عرف حلاوة الإيمان لم يعرف البغضاء ولا الشر ولا العدوان. ودعا أمام وخطيب المسجد الحرام المسلمين بان يجعلوا شهر رمضان شهر عبادة وخشوع وتوبة وإنابة يلتزم فيه بالأدب ويرتفع فيه عن الدنايا والريب ويستحضر العبودية بصيامه ويعمر وقته بالقربات ويستزيد من الطاعات ما بين تلاوة للقران وتدبر لآياته أو صدقة وصلة وإحسان وبر وذكر لله تعالى بأنواع الذكر مع الخشوع والسكينة وبقيام الليل وتلاوة القران وبالدعاء والتضرع والإنابة والاستغفار. وبين الشيخ آل طالب انه في كل عام نترقب هذا الشهر لنستريح من وعثاء الدنيا وصخبها ولتستريح قلوبنا وتبتل نفوسنا يعود شهر الخير لتتصافح الأيدي المتباعدة وتتصل الحبال المقطوعة وتنتهي حكايات من الشقاق غصت بها أروقة المحاكم وشقيت بها دوائر الأسر والأحياء والمجتمعات ويؤذن حادي الصفح أن حي على الصفاء فتأتلف القلوب المتباينة وتجلو الأخوة الإسلامية بأعظم رابطة فتبدو الأخوة في أكمل صورها.