هذا شهر الرحمة والغفران يغمرنا بأنواره , هذا هو رمضان يملأ قلوبنا بالمحبة والإيمان , هذا هو الشهر الذي يغفر فيه الله لعباده الذنوب ويتجاوز عن الخطايا ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ماتقدم من ذنبه) رواه الشيخان. وعندما نتحدث عن اللياقة الصحية في هذا الشهر الكريم فإن ذلك نتيجة لما يشعر به كثير من الصائمين من نشاط وحيوية أثناء هذا الشهر الكريم وبعد انتهائه . فالصيام وسيلة جيدة للتخلص من العادات الغذائية السيئة , كما يؤدي الصيام الصحي إلى صيانة أجهزة الجسم والمحافظة عليها بشكل جيد. ولا شك أن لصلاة التراويح والتهجد دوراً في تنظيم عمليات هضم وتمثيل الغذاء, وزيادة صرف الطاقة . لماذا ؟ لأن المواظبة على الصلاة تؤدي إلى استعمال وتحريك معظم أعضاء الجسم والعضلات المختلفة في جسم الإنسان . كما أن تأدية الصلاة والمحافظة عليها تؤديان إلى رفع الروح المعنوية عند الإنسان , بالإضافة إلى الحد من زيادة الوزن , ومحاربة السمنة التي يعاني منها الملايين. أما فيما يتعلق بالتركيز وتنشيط الذاكرة عند الإنسان , فقد وجد أن هناك هرموناً في جسم الإنسان يطلق عليه (هرمون خروج الماء). ويفرز هذا الهرمون من الدماغ , ويعمل على امتصاص الماء في الجسم عن طريق الكلى . ومن العوامل التي تزيد من إفراز هذا الهرمون عدم شرب الماء وكثرة التعرق ... وحيث إن الصائمين يمتنعون عن شرب الماء من الفجر حتى الغروب , فإن مستوى هذا الهرمون يرتفع خلال شهر رمضان . وقد نشر بعض الباحثين في مجلة لانست(LANCET) البريطانية دراسة تفيد بأن هذا الهرمون يزيد من سرعة تعلم بعض الحيوانات المخبرية كما ينشط الذاكرة لديها... ولكن هل ينطبق ذلك على تنشيط ذاكرة الإنسان ؟! ربما تؤدي الأبحاث والدراسات مستقبلاً إلى أن الصيام لا يقود أبداً إلى ضعف التركيز أو تدهور الذكاء كما يظن بعض الناس , بل إن الصيام الصحي يحسن من القدرة على التركيز واللياقة الصحية للإنسان . وما أروع الشارع الحكيم الذي أوضح أن الصيام خير للإنسان في قوله تعالى (وأن تصوموا خير لكم إن كنتم تعلمون) . كل عام وأنتم بخير .....