حتى لا أثير حساسيّة أحد حين أُقارن وضع استراحات الطرق في بلدان قريبة منا، وبين الاستراحات في بلادنا. يكفي أن أقول إنها على طرقاتنا مُزرية بكل ما للكلمة من معنى . حال تلك الاستراحات المُزري قد طُرحت في كل مناسبة ومنذ زمن طويل ولكن لا مُجيب رغم الوعود التي سمعناها ومازلنا نسمعها. شخصيّاً كمواطن لي الحق في المطالبةِ باستراحات متكاملة الخدمات. أتنازل هذه المرّة بطوعي واختياري بعد أن يئست من تحقيق المنشود فأختزل الآمال العراض التي كنا نحملها معنا كلما سافرنا برّاً بأمرٍ لايمكن لكائن بشري التنازل عنه. مكان نظيف لقضاء الحاجة أي دورات مياه فقط لا غير. هل هذه صعبة أيضا؟؟ البعض أُجبر على شراء خيمة صغيره في ثوانِ معدودة يمكن فتحها. يحملها معه في شنطةِ السيارة كلما قرر الخروج من المدينةِ التي يقطنها. تلجأ النساء خاصة لهذه الخيمة كحمّام لقضاء الحاجة رغبة في السِتر. هل بعد هذه الحال من شكوى نبثها ؟ إذا كان السفر برّاً في أمريكا أو أوربا يعتبر الجزء الماتع من الرحلة فهو لدينا قطعة من عذاب بل هو المعاناة الأقسى. المطاعم على الطرق حدّث عنها لدرجة التقزز. تخيل مطعماً في عمق الصحراء قد أمِنَ أصحابه أي نوع من أنواع المراقبة ما الذي سيقدمه يا تُرى للمسافرين الجوعى؟! نصل للمصايف وأولها الطائف المأنوس. رغم قناعاتي بأن تلك المدينة ذات الريادة السياحية في بلادنا ستعود كما كانت سابقاً إلاّ أن الجهات التنفيذيّة بها لا أعتقد بأن لديها الحماس لتحقيق ذلك الهدف. سوء النظافة ، سوء في إدارة سير المركبات على الطرقات يتبعه أسوأ أساليب قيادة السيارات وخصوصاً من أصحاب تلك المركبات الصغيرة التي لا اعرف كيف أصنفها فهي ما بين الدراجة النارية، وبين السيارة لكنها تفتقد أبسط وسائل السلامة وحماية ركّابها فيما لو وقع حادث. تلك المركبات يقودها سائقوها كطيور الخواطيف بكل تهور وعنجهية. أماكن السكن أو كما يحلو للبعض تسميتها مواقع (الإيواء) تفتقر إلى الكثير حتى تستحق التسعيرة التي لا تقبل الجدل أو المفاصلة، كما أن نُدرة الفنادق ذات النجوم المتعددة تجعل تصنيف الطائف سياحياً بدرجة أقل مما تستحق تلك المدينة الرائدة. أسلوب تعامل الباعة والعاملين في مجال السياحة هناك نقطة معتمة لا أدري على من تقع مسؤولية إزاحتها من المشهد. انتهت المساحة سأكمل في المقال القادم.