يواجه الصوماليون الذين يتدفقون بالمئات يوميا على المخيمات الكينية المكتظة للحصول على المساعدة وقد أنهكهم التعب في رحلة الفرار من وجه الجفاف القاتل والنزاع المسلح، من مشكلة جديدة تتمثل في قلة الغذاء والمأوى. وقطع ادن احمد مثل آلاف من الصوماليين الآخرين، الرحلة الطويلة والخطرة عبر الأراضي القاحلة التي ضربتها المجاعة في جنوب الصومال، وقد اضطر للاختباء مرات عدة من المليشيات المسلحة أثناء فراره إلى كينيا المجاورة. وقال "الوضع هنا أفضل منه في الصومال لكنه ليس جيدا"، ويحاول احمد جاهدا الآن الإبقاء على حياة أبنائه في مخيم داداب للاجئين في شرق كينيا. والأوضاع في مخيمات اللاجئين بائسة مع تزايد الضغوط كل يوم بسبب تدفق أعداد جديدة من الفارين الذين يتقاسمون الإمدادات المحدودة من الأغذية والأدوية والماء والمأوى، ويوضح احمد بحزن "الطعام قليل والمشاكل كثيرة" في المخيم، ويفر نحو 1300 صومالي يوميا إلى كينيا المجاورة في محاولة يائسة للحصول على الإمدادات، ويضيف احمد البالغ من العمر 60 عاما "بالنسبة لي ولأطفالي لا يبدو المستقبل جيدا". وداداب هو اكبر مخيم للاجئين في العالم. وهو مجموعة من الأكواخ المصنوعة من قطع الأقمشة والبلاستيك، وتضم مجموعة المخيمات التي يغطيها الغبار والمنتشرة في شمال كينيا أكثر من 380 ألف لاجئ معظمهم من الصوماليين الفارين من الجفاف والحرب، وذكر هوا حسن عبدي (80 عاما) أثناء انتظاره في طابور ضخم للحصول على لقاحات ضد الحصبة وشلل الأطفال لأحفاده الأربعة "تعرضنا للهجوم مرتين أثناء رحلتنا إلى هنا، واخذ المسلحون ملابسنا وطعامنا". وأعلنت الأممالمتحدة حالة المجاعة في منطقتين تسيطر عليهما حركة الشباب المرتبطة بتنظيم القاعدة. إلا أن آثار المجاعة انتشرت في أنحاء البلاد وكذلك في أنحاء من جيبوتي وأثيوبيا وكينيا وأوغندا، وقد أدى تدفق الفارين إلى وضع ضغوط هائلة على عاملي الإغاثة. قال وليام سبندلر المتحدث باسم المفوضية العليا لشؤون اللاجئين "في كل يوم يصل إلى هنا أكثر من 1300 شخص".