شهدت البورصات العالمية تطوراً تقنياً كبيراً ساهم بتسهيل اتمام الصفقات بأسرع وقت ممكن قد يصل جزءاً من الثانية وأصبحت خدمات السمسرة تقدم عبر أجهزة إلكترونية بدلاً عن التلكس والتلفون أو التلويح بالأيدي والحركات البهلوانية التي كان يقوم بها سماسرة ومحرجون. ولمواكبة التطور العلمي قامت مؤسسة النقد العربي السعودي (ساما) بشراء نظام إلكتروني (سريع) لتسوية إجراءات بيع وشراء الأوراق المالية عام 1990م. فبالرغم من حدوث بعض الأعطال وهو أمر طبيعي في أي تجربة تقنية جديدة استطاع النظام القيام بالواجبات المرسومة بشكل جيد وتمت أغلب العمليات بسلاسة ويسر خاصة أن عدد وحجم العمليات كان أصغر بكثير مما هو عليه الآن. وفي عام 2001م أعلنت ساما عن تدشين نظام إلكتروني متقدم لبيع وشراء الأسهم أطلق عليه اسم (تداول) وأصبحت عمليات بيع وشراء الأسهم تنفذ بشكل سريع عن طريق صالات الأسهم في البنوك وفروعها المنتشرة في المدن والقرى. أما اليوم فقد زاد عدد المتعاملين في سوق الأسهم السعودية بشكل كبير وأصبح منظر التدافع والحركات البهلوانية أو التلويح بالعقل أمراً مألوفاً في جميع صالات الأسهم بسبب أخطاء التنفيذ وبطء الأجهزة. ولقد ازداد الوضع سوءاً لدرجة أن أوامر البيع أو الشراء تحتاج لأكثر من عشرين دقيقة حتى تدخل النظام وبهذا يصبح الوضع حساساً جداً حيث لا يستطيع المتعاملون إدخال أوامرهم في الوقت المناسب لجني الأرباح أو الحد من الخسائر. فهناك من يقول إن أجهزة البنوك أو السيرفرات التي تستخدمها البنوك تفوق سرعة السيرفر المستخدم من قبل ساما وآخرون يرون أن النظام الإلكتروني قد يكون وصل الحد الأقصى لطاقته الاستيعابية. وأيضاً هناك من يقول بأن أسلوب البطء في تنفيذ صفقات البيع أو الشراء يستخدم للحد من عمليات المضاربة ولإعطاء السلطات الرقابية الوقت اللازم لمتابعة نشاط المحافظ الكبيرة. فبغض النظر عن مدى صحة تلك التوقعات أعتقد أن الجميع متفقون على ضرورة تسهيل إجراءات تنفيذ صفقات البيع والشراء لكي تتساوى فرص المتعاملين سواء كانوا في القرية أو المدينة. ومن يزر صالات الأسهم قبل افتتاح السوق بدقائق تتكون لديه فكرة بأن هناك سباقاً غير عادي بين المتعاملين للفوز بإدخال أوامر الشراء بأسرع وقت وبذلك يكسبون عامل الوقت ليصبح بإمكانهم تنفيذ أوامر البيع قبل الآخرين.. بورصة من سبق لبق. [email protected]