سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
سليمان القهيدان: رسالة « أراسكو للأغذية » تتمثل في المساهمة في سد الفجوة الغذائية في المملكة الشركة تنفرد بإدخال نظام الحاضنات ونظام التبريد الهوائي على مستوى شركات الدواجن في الشرق الأوسط
شركة عملاقة، اتخذت من المساهمة في الأمن الغذائي الوطني مبدأً ورسالة، وعملت على تأصيل جملة (شركة وطنية) بمفهومها الواسع، لتطلق العنان لأبناء الوطن لقيادتها نحو النجاح المستمر.. تلك هي شركة أراسكو، الشركة التي تمثل اليوم ثقلاً كبيراً في القطاع الغذائي والزراعي في البلاد، ما مكنها من المساهمة في هذا القطاع بشكل كبير.. لقد وجهت الدعوة ل(الرياض) لزيارة أحد مرافق الشركة الكبيرة، مصنع أراسكو للأغذية، الذي ينتج دواجن (إنتاج).. كانت الساعة تشير إلى السابعة صباحاً.. استقبلنا قبل المصنع رجل يرتدي بنطالاً وسترة بيضاء، كانت المفاجأة أنه علي الغامدي.. سعودي في مصنع دواجن، لم تكن الصورة مألوفة لنا من قبل.. دخلنا المصنع فإذا بالرجال والآليات والتقنية والجودة والسلامة جميعها تلتقي على خطوط ذلك المصنع الكبير.. التقطنا صوراً كثيرة وسجلنا انطباعات أكثر، ثم عدنا إلى مكتب الشركة في قلب العاصمة الرياض لنجلس إلى الأستاذ سليمان القهيدان كبير المديرين الماليين ورئيس أراسكو للأغذية.. في مكتبه المطل على طريق العليا العام، استمعنا إلى قصة من قصص النجاح التي تسجل لأبناء هذا الوطن الكبير، فكان هذا الحوار.. * أرجو إطلاع القارئ على نبذة تعريفية لشركة أراسكو للأغذية؟ أراسكو للأغذية هي أحد قطاعات الشركة العربية للخدمات الزراعية (أراسكو)، ومتمثلة بوحدة عمل إستراتيجية تهدف لتوفير غذاء آمن وصحي. فقد بدأت الشركة بتنفيذ المرحلة الأولى من إستراتيجية الشركة وذلك عن طريق توفير الدجاج ذي النوعية الممتازة لمائدة المستهلك، حيث تم العمل على تأسيس سلسلة الإمداد وذلك من خلال الاستثمار في مزارع الأمهات والفقاسة ومزارع اللاحم حتى وصول الطير لمسلخ آلي بتوجيه كامل للمشروع نحو قبلة المسلمين وفقا لتعاليم ديننا الإسلامي الحنيف. ويتميز هذا المسلخ بأنه يدار بطريقة شبه أوتوماتيكية لرفع درجة الدقة والسرعة وتقليل الأخطاء البشرية قدر الإمكان، ومنع الملوثات المصاحبة لعملية الذبح، ما يتيح للمستهلك منتج طبيعي وصحي. ولتحقيق ذلك الهدف كان لابد من اتباع منهجية مهنية من خلال حصول الشركة على شهادة ايزو 22000 -2005، وهي النظام الخاص بسلامة الأغذية وتشتمل المواصفة على التحليل العشوائي لنقاط التحكم الحرجة المعروفة بالهاسب HACCP. كما حصلت الشركة على ايزو 9001- 2008 وهي نظام جودة خاص بالجوانب الإدارية داخل الشركة. وتفخر أراسكو للأغذية بمساهمتها الوطنية لسد الفجوة الغذائية في بلادنا الحبيبة. كما تزخر الشركة بالكوادر السعودية المدربة للمساهمة في رفع مستوى الصناعة ككل. * ما هي الطاقة الإنتاجية الحالية، وما هي خطط الشركة المستقبلية؟ - تبلغ الطاقة الحالية للشركة 150 ألف طير في اليوم، وطبقاً لإستراتيجية الشركة هناك مرحلتان للتوسعة، الأولى الذهاب لطاقة إجمالية تبلغ 200 ألف طير في اليوم مع نهاية العام 2011 م، وذلك عن طريق توسعة المسلخ الحالي، أما المرحلة الثانية فهي بناء مسلخ آلي حديث بطاقة إجمالية 200 ألف طير في اليوم مع نهاية العام 2014 م ، ليبلغ إجمالي الطاقة المستهدفة 400 ألف طير في اليوم. ولتأمين سلسلة الإمداد من الصوص فقد استثمرت الشركة ببناء فقاسة حديثة بطاقة 83 مليون بيضة في العام، مع إدخال نظام الحاضنات، ولأول مرة على مستوى المملكة، والذي لة التأثير المباشر على صحة وسلامة الصوص، حيث من المتوقع أن تبلغ الاستثمارات الجديدة للشركة 800 مليون ريال. والجدير ذكره أن الشركة تعمل على توفير سلسلة إمدادات غذائية بشرية وحيوانية في المملكة، حيث تسهم في تحقيق التنمية المستدامة، كما تهتم بالبيئة من حولها، مقدمة المحافظة عليها من أولوياتها ودعم الجهود الرامية لإبقائها نظيفة. وتحرص الشركة على رفع مستوى جودة المنتجات الغذائية بالمملكة، وتقديم أفضل المنتجات للمستهلك العزيز مع الاهتمام بسقف مستويات سعرية معقولة لمنتجاتها الغذائية عالية الجودة. نعمل على المساهمة في سد الفجوة الغذائية * لماذا يميز المستهلكون منتجات دواجن (إنتاج) كأحد أهم المنتجات الوطنية؟ - يتميز دجاج إنتاج بمزايا كثيرة لعلي أوجزها في عدة نقاط. تتميز كافة منتجات الشركة بإتباع نظام صارم للجودة والنوعية و أنه يقف خلف المنتج شركة عملاقة ومتخصصة بالإنتاج الحيواني (أراسكو للأعلاف)، فتقدم نوعية عالية الجودة من الغذاء الطبيعي للدجاج، ولعل الميزة المنفردة بها أراسكو هي استخدام نظام التبريد الهوائي بدرجة حرارة -2 إلى 4 بدلاً من الطريقة التقليدية (التبريد المائي) وهي فريدة من نوعها في الشرق الأوسط ، ولعل المستهلك الكريم يلحظ دقة وزن المنتج في السوق، فمن مميزات التبريد الهوائي أنه يقلل درجة الرطوبة في المنتج ويعطي وزناً حقيقياً. كما أن التبريد الهوائي له درجة صلاحية أطول مقارنة بالتبريد المائي. فمن خلال استخدام تلك الطريقة (المكلفة) تفادت الشركة عيوب التبريد المائي والمتمثلة في أنه يوفر بيئة مناسبة للنمو البكتيري نتيجة للرطوبة، و يزيد كذلك في الوزن بنسبة 5% بالإضافة لتكوين بيئة مناسبة للتلوث البكتيري داخل المصنع , لذلك تجد أن معظم المستهلكين من المتذوقين للدجاج يفضل شراء دجاج إنتاج ويبحث عنه في معظم منافذ البيع . * كيف تنظرون إلى منافسة المنتج المستورد للمنتج المحلي في مجال الدواجن على وجه التحديد؟ حجم السوق المحلي يبلغ مليون طن تقريباً، يتم إنتاج من 45%-55% محلياً. وتركز شركة أراسكو للأغذية على توفير الدجاج المبرد وذلك من المزرعة إلى المائدة يومياً، حيث نجد التغير في سلوك وتفضيلات المستهلك من المجمد للمبرد لما فيه من مميزات عديدة، ما ينفي صفة المنافسة مع المستورد والذي يقتصر على المجمد. ولله الحمد والمنة، ونتيجة لما تبذله الشركة من خدمات وجهود فقد بلغت الحصة السوقية لدجاج إنتاج 19% من الدجاج المبرد خلال العام 2010 م، ونلمس ذلك إذا ما عرفنا أن عمر الشركة لم يتجاوز 6 سنوات. * ما هي سياسة الشركة في عملية الوصول إلى سقف أسعار يحقق التوازن في السوق المحلي؟ - إن أحد أهم المكتسبات التي تحرص عليها الشركة هي ثقة المستهلك العزيز، التي تتعزز من خلال وضع سياسة تسعير معقولة. وعلى الرغم من تقلبات أسعار المواد الخام، حيث تمثل 70% من تكلفة إنتاج الدجاج الحي فقد زادت بمقدار 45% عن بداية العام، إلا أن الشركة لم ترفع أسعار الدجاج منذ ما يقارب 5 أشهر، وذلك حتى لا يكون المنتج متقلباً من حيث السعر فيفقد ثقة المستهلك العزيز. فتقوم الشركة بتغطية الاحتياجات من المواد خلال فترة من ثلاثة إلى ستة أشهر وذلك لامتصاص أي تقلبات في تكلفة المواد الخام، ومازلنا نأمل أن يتم تطبيق الخطة الوطنية لتشجيع صناعة الأعلاف. نظام التبريد الهوائي وبهذة المناسبة الكريمة أشكر مقام خادم الحرمين الشرفين على القرار القاضي بدعم الأعلاف ومدخلاتها بنسبة 50 في المائة عما هو معمول به حالياً والهادف لتخفيض تكلفة اللحوم و الدواجن ونحن في أراسكو للأغذية نتفاعل مع هذة القرارات و التطورات ومع أي دعم حكومي يصب في مصلحة الوطن والمواطن ونستشعر دورنا الريادي في ذلك ومراجعتنا للأسعار تتم بشكل دائم ومستمر مع معطيات السوق وكذلك دائما مانلبي رغبات عملائنا الكرام بتقديم العروض الترويجية المخفضة من خلال أسواق التجزئية وذلك بشكل أسبوعي وشهري. *كيف تنظرون إلى مسألة حماية المنتج الوطني، خاصة في القطاعات التي يستطيع فيها هذا المنتج سد حاجة السوق المحلي؟ - نظراً لتغير النمط الاستهلاكي للمستهلك وزيادة الوعي الصحي لديه للحفاظ على صحته، وذلك بتفضيل اللحوم البيضاء لقيمتها الغذائية العالية، ما أدى إلى زياد الإقبال على استهلاك لحوم الدجاج، حيث بلغ معدل استهلاك الفرد السنوي من الدجاج اللاحم في المملكة حوالي 42 كجم. ونتيجة للجهود الحثيثة التي توليها حكومة خادم الحرمين الشريفين لوصول الصناعة إلى مثيلاتها من الصناعات السعودية التي تتميز بالكفاءة، نأمل أن تحقق صناعة الدواجن الاكتفاء الذاتي في إنتاج الدجاج اللاحم.