حققت الشركات المتداولة في السوق المالية السعودية أرباحاً فاقت 47 مليار ريال في النصف الأول من عام 2011م وبزيادة بلغت نسبتها 25.5 في المائة مقارنة بالفترة المماثلة من عام 2010م التي قدمت فيها الشركات المتداولة 37.7 مليار ريال. وقال مختصون اقتصاديون في حديثهم ل"الرياض" إن عملية تجنيب المخصصات للديون المشكوك في تحصيلها للبنوك، وعدم رغبة أو قدرة بعض البنوك على التوسع في عمليات الإقراض يعتبران العامل الأساسي المؤثر في تواضع معدلات النمو لدى البنوك خلال النصف الأول مما انعكس في انخفاض مؤشر قطاع البنوك بنسبة 8.35%. وتوقعوا بنفس السياق أن تحقق الشركات السعودية أرباحاً تزيد عن 90 مليار ريال في نهاية عام 2011م وبزيادة متوقعة تزيد نسبتها 20 في المائة مقارنة بأرباح 2010م. وقال المحلل الاقتصادي الدكتور إبراهيم الدوسري إن الشركات الرابحة خلال النصف الأول بلغت 109 شركات من أصل 145 شركة متداولة، في حين بلغ عدد الشركات الخاسرة 36 شركة، وعلى مستوى القطاعات البالغ عددها 15 قطاعاً والتي جاءت جميعها رابحة تحسنت أرباح 10 قطاعات منها. فيما تراجعت أرباح 5 قطاعات هي القطاع الزراعي الذي تراجعت أرباحه بنسبة 9.6 في المائة، وقطاع التأمين الذي تراجعت أرباحه بنسبة 62 في المائة، وقطاع التشييد والبناء الذي تراجعت أرباحه بنسبة 10 في المائة، وقطاع النقل الذي تراجعت أرباحه بنسبة 76 في المائة، وقطاع الإعلام والنشر الذي تراجعت أرباحه بنسبة 18 في المائة. د. الدوسري وتابع أنه بنظرة إلى القطاعات التي تحسنت أرباحها فإن قطاع البنوك تحسنت أرباحه بنسبة 11.6 في المائة بعد أن أدت شركات القطاع البالغ عددها 11 مصرفاً أداء جيداً باستثناء "سامبا" الذي تراجعت أرباحه بنسبة 8 في المائة. وأكمل أما قطاع البتروكيميات فقد تحسنت أرباحه بنسبة 48 في المائة من خلال 11 شركة رابحة، في حين جاءت 3 شركات خاسرة هي "بتروكيم" و"اللجين" اللتين تراجعت خسارتهما، فيما زادت خسارة "كيان" ثلاثة أضعاف. وبالنسبة لقطاع الاتصالات الذي تحسنت أرباحه بنسبة 23 في المائة فقد حافظت "الاتصالات السعودية" على مركزها المالي بتحقيقها 3.8 مليارات ريال أرباحاً خلال النصف الأول من عام 2011م مساوية للفترة المماثلة من عام 2010م، فيما تحسنت أرباح "اتحاد الاتصالات" بنسبة 34 في المائة وتراجعت خسارة "زين" بنسبة 24 في المائة و"عذيب" بنسبة 39 في المائة. أما قطاع الأسمنت الذي تحسنت أرباحه بنسبة 19 في المائة فقد جاءت شركات القطاع ال9 في خانة الشركات الرابحة، علماً بأن أرباح "أسمنت الشرقية" قد تراجعت بنسبة 6 في المائة. أما قطاع الطاقة فقد تحسنت أرباحه بنسبة 87.5 في المائة بعد أن قدمت "الكهرباء" تحسناً بلغت نسبته 96 في المائة و"الغاز" 20 في المائة. وتوقع الدوسري بنفس الصدد أن تقدم الشركات السعودية أرباحاً تزيد عن 90 مليار ريال في نهاية عام 2011م، وبزيادة متوقعة تزيد نسبتها 20 في المائة مقارنة بأرباح 2010م. من جهته قال المحلل الاقتصادي طارق الماضي في تعليقه على قطاع المصارف إن عملية تجنيب المخصصات للديون المشكوك في تحصيلها، وعدم رغبة أو قدرة بعض البنوك على التوسع في عمليات الإقراض يعتبران العامل الأساسي المؤثر في تواضع معدلات النمو لدى البنوك خلال النصف الأول، مما انعكس في انخفاض مؤشر قطاع البنوك بنسبة 8.35%، في حين شملت تلك السلبية في أداء الأسهم جميع بنوك القطاع باستثناء مجموعة ساب المالية التي استطاع سهمه تحقيق نسبة أداء ايجابي عند 6.97% منذ مطلع العام الحالي. وأضاف "فيما ظل معدل النمو في الأرباح في مصرف الراجحي في الربع الثاني عند المقارنة للربع المماثل من العام الماضي في حدود 3.60%، في حين أن المقارنة تكون أفضل قليلا عند المقارنة مع الربع السابق بنسبة 8.41%. وقال إن الوضع لا يختلف كثيرا عند مقارنة النصف الأول الحالي مع النصف المماثل من العام الماضي حيث ظلت نسبة النمو 2.31%. ولفت إلى أن الوضع في مصرف الراجحي ظل بدون أي تغير وبدون أي قفزات غير اعتيادية في نسب نمو الأرباح وبربحية للسهم لم تتجاوز 2.36 ريال للنصف الأول، ووصل انخفاض سعر السهم منذ مطلع العام نسبة 10.40%. وعلى صعيد متصل قال الماضي إن أداء مجموعة سامبا المالية بالمقارنة بين الربع الثاني والربع الأول من نفس العام تعطي عملية نمو جيد وبنسبة نمو 24.8%، وهو ما يعكس سوء أداء الربع الأول وليس تغير ايجابي في الأداء على الربع الثاني، أما حين نقارن بين الربع الثاني والربع المماثل من العام الماضي سنجد البنك سجل انخفاضا بمقدر 7.1% وذلك في انعكاس واضح بالعمولات الخاصة وهو ما أدى إلى انخفاض ربحية السهم خلال الثلاثة شهور إلى 1.25 ريال، ووصل انخفاض سعر السهم منذ مطلع العام بنسبة 19.33%. وأوضح أن تخفيض مصاريف العمليات ساعد بنك الرياض على إعطاء نتائج أفضل بشكل طفيف، حيث سجلت نسبة النمو في الربع الثاني مقارنة مع الربع السابق 12.8%، وتنخفض عند المقارنة مع الربع المماثل من العام الماضي إلى نسبة نمو بمقدار 9.1%، في حين أن نسبة إجمالي نمو النصف الأول بلغت 8.8%، لتقفز ربحية السهم بشكل طفيف إلى 1.05 ريال، ووصل انخفاض سعر السهم منذ مطلع العام نسبة 6.78%.