اقر تكتل اللقاء المشترك المعارض وحلفائه في اجتماع لهم امس مشروع تشكيل مجلس وطني لقوى الثورة الشعبية والسير نحو اسقاط ما تبقى من نظام الرئيس علي عبدالله صالح. وقال محمد الصبري القيادي في المعارضة ل «الرياض» «ان تشكيل المجلس يعد خيارا وواجبا وطنيا لمواجهة ما تفرضه مقتضيات الثورة المتمثلة باسقاط النظام وتصعيد الفعل الثوري والعمل على ايصال الثورة في تحقيق اهدافها في بناء الدولة اليمنية المدنية الحديثة.» واكد الصبري انه تم تشكيل لجان تواصل مع جميع المكونات المساندة للثورة والمنخرط فيها بما في ذلك المكون العسكري وشباب الثورة وقوى الحراك الجنوبي والحوثيين ومعارضة الخارج، واشار الى ان اللجان ستقوم بعرض المشروع خلال اسبوعين على هذه المكونات وبعدها يستم الاعلان عن تسكيلة المجلس الذي سوف ينتخب له رئاسة مؤقته تعمل على توخيد الجهود، ووضع برامج العمل ومواجهة التحديات.» وعند سؤاله فيما اذا كان المجلس سيقم بتشكيل حكومة مؤقتة، قال ان المجلس هو جبهة ثورية سيكون امامها كافة الخيارات مفتوحة. وياتي الاعلان بعد ان اعتبرت المعارضة ان المبادرة الخليجية لنقل السلطة لم تؤدي الغرض منها بعد رفض الرئيس علي عبدالله صالح التوقيع عليها، ولذا تم اللجوء الى هذا الخيار وهو تشكيل مجلس وطني للحسم الثوري من خلال تصعيد النضال السلمي. وكانت مجموعات من مكونات شباب الثورة اعلنت مطلع هذا الاسبوع عن تشكيل مجلس رئاسي انتقالي، وعلى الرغم من انه لم يلق تفاعلا من كافة القوى، الا ان مراقبين عدوه خطوة حركت المياه الراكدة. هذا وتواصلت الثلاثاء التظاهرات والمسيرات في كل من تعز وصنعاء وشبوة ومارب وغيرها من المدن للمطالبة بالحسم الثوري واسقاط ما سمي ببقايا النظام. الى ذلك اعلن مصدر محلي يمني أمس مقتل قيادي في تنظيم القاعدة شرق زنجبار، كبرى مدن محافظة ابين، خلال مواجهات مع الجيش أمس الأول.. وقال المصدر ان «اشتباكات متقطعة شهدتها زنجبار اودت بالقيادي العسكري حسن باسنبل المكنى (ابو عيسى)». الى ذلك، تعمل قبائل ابين الجنوبية على تضييق الخناق على عناصر القاعدة وطردهم من بعض المدن بحيث تمكن مسلحون تابعون للتنظيم من بلدة الوضيع دخول بلدة شقرة الساحلية التي كانت خاضعة له، بحسب محمد سكين الجعدني احد وجهاء العشائر. وقال الجعدني ان المسلحين استعادوا مركز شرطة شقرة والمركز الصحي ومقر السلطة المحلية «بعدما طلبنا من عناصر القاعدة مغادرة المنطقة بسلام»، وشدد على مواصلة القبائل لجهودها «بمواجهة المتطرفين». بدوره، قال مدير امن بلدة الوضيع عبدالله ناصر ان رجال قبيلته «طردوا المسلحين التابعين للقاعدة من البلدة دون وقوع اي مواجهات»، وفي بلدة لودر شرع العشرات من شبان المدينة في اقامة نقاط تفتيش في الشوراع عقب فشل اجتماع بين القبائل والقاعدة في منزل الشيخ ناصر العوذلي، وفقا لمصادر محلية. وذكرت المصادر ان «شيوخ قبائل لودر طلبوا من عناصر القاعدة ان يغادر الاجانب منهم المنطقة ليتسنى لهم الحديث عن وضعهم باعتبارهم من ابناء العشائر. لكن هؤلاء رفضوا ذلك»، واوضحت ان «عناصر القاعدة ما يزالون ينشطون في لودر ولم يغادروها رغم نقاط التفتيش»، يشار الى ان تنظيم القاعدة لا يزال يسيطر على زنجبار وجعار. من جهة اخرى، وزع مسلحو القاعدة في محافظة ابين بيانا باسم «انصار الشريعة» يحذر القبائل من الانجرار «نحو مخطط اجرامي للزج بهم في مواجهة». واضاف البيان «نناشد الشرفاء العقلاء ان لا ينساقوا وراء هذا المخطط الاجرامي الذي يهدف للزج بأبناء القبائل في حرب ضروس لن يدفع ثمنها الا من غرر به». إلى ذلك، تحدث مسؤول امني يمني رفيع أمس عن دعم أميركي لبلاده ضد تنظيم القاعدة عقب استغلاله الأزمة في البلاد، وفتح جبهات عدة ضد الجيش اليمني، والسيطرة على بعض مناطق اليمن. وقال اللواء علي الانسي رئيس جهاز الأمن القومي في تصريح أمس «إن الدعم الأميركي جاء عقب قيام تنظيم القاعدة باستغلال حالة عدم الاستقرار السياسي والأزمة الخانقة التي تمر بها البلاد وحاول السيطرة على بعض المناطق».