بينت مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية مسبقاً أن الخسوف الكلي للقمر الذي حدث مساء يوم الأربعاء 13رجب 1432 ه، سوف يحدث عند الساعة 20.24.34 مساء ، ويستمر إلى الساعة 02.00.45 صباحاً. ويدل ذلك على أن الخسوف ظاهرة فلكية معروفة واعتيادية. وعلى الرغم من هذا، إلا أن هذا الحدث يجب أن لا يمر دون دروس وعبر. لن أتحدث عن الأبعاد الدينية لظاهرتي الخسوف أو الكسوف، فهي مبينة في العديد من الكتب الدينية، بل سوف أتطرق إلى بعد آخر يستلزم الحديث عنه، ذلك هو الاستفادة من علم الفلك في تسيير أمور العباد. والفلك علم ضارب في القدم، عرفه اليونانيون حيث نشر بطليموس كتاباً عن الفلك في عام 150م. كما أن التنبؤ بمواعيد الخسوف والكسوف موثق في الحضارات القديمة. وفي الإسلام، يذكر ابن تيمية أن معرفة الخسوف والكسوف ليس من باب العلم بالغيب. وبالتالي ، فإن ما يثار اليوم من محاولات للتقليل من علم الفلك أو عدم الاعتماد عليه في تسيير أمور العباد ما هو إلا محاولة للنكوص إلى الوراء. ويشير موقع وكالة ناسا الأمريكية الالكتروني (HYPERLINK "http://eclipse.gsfc.nasa.gov/LEcat5/LEcatalog.html"http://eclipse.gsfc.nasa.gov/LEcat5/LEcatalog.html ) إلى أن القمر سوف يخسف 12064 مرة خلال خمسة آلاف سنة (من 2000 قبل الميلاد إلى 3000 ميلادية)، منها 3479 حالة خسوف تام تشكل 28.8% من إجمالي عدد مرات الخسوف. وخلال القرن الحالي (2000-2100) سوف تحدث 228 حالة خسوف، منها 85 حالة خسوف كامل بنسبة تساوي 37.28%. إذا حالات خسوف القمر ليست خافية، بل يتم تتبعها في مراصد متطورة ويتم حسابها بدقة متناهية. وتستخدم ناسا في تحديد تلك الحالات معادلات رياضية دقيقة للتنبؤ بحوادث الخسوف والكسوف. وعلمياً تحدث ظاهرة الخسوف عندما تقع الأرض بين القمر والشمس، ما ينتج عنه حجب أشعة الشمس عن القمر ومن ثم يختفي ضوئه. واليوم أصبحت عملية حركة القمر معلوم مسارها بدقة عالية، مما يعني انه يمكن الاعتماد على الفلك في تحديد شهور السنة الهجرية. وفعلاً هذا ما يتم عمله في "تقويم أم القرى" حيث تقوم اللجنة بالاعتماد على الحسابات الفلكية في تحديد الشهور، وهذا موثق في موقع التقويم "http://www.ummulqura.org.sa/"http://www.ummulqura.org.sa ، حيث يذكر الموقع ما نصه: " في عام 1420ه اعتمد إحداثيات (خط الطول وخط العرض) للكعبة المشرفة بمكةالمكرمة أساسا لتقويم أم القرى . كما اعتمدت ولادة الهلال فلكيا حال غروب القمر بعد غروب الشمس في مكةالمكرمة. إلا أن الأمر يختلف في حالة الأشهر الدينية، حيث يقول نفس الموقع ما نصه "....ويعتمد في إثبات دخول أوائل الأشهر للمواسم الدينية على الرؤية الشرعية." . وهذا في ظني تناقض عجيب!! إذ كيف يمكن أن يؤخذ بالفلك (الحساب) تارة ويترك تارة أخرى. هذا سؤال مطروح أرجو أن يناقش بتروٍ وبعيد عن التشنج والأهواء والهمز واللمز. وللجميع مودتي. *جامعة الملك سعود