قُطر مهم من أقطار الوطن العربي ، ولا شك في ذلك ، فقد أخذ نصيباً وافراً من اللغة العربية والأدب والشعر والقصة والترجمة والمسرح والصحافة . وكثيرٌ مَن سألوا أنفسهم: إذا كانت معظم أقطار أفريقيا تتسم بالبشرة السمراء ، فلماذا السودان وحده أخذ تلك الصفة ولازمته؟! اعتمد معظم الكتاب السودانيين على المصادر العربية في تعريفهم معنى (السودان) . ولم يحاول أي منهم الرجوع إلى اللغات الأفريقية والتي كان يفترض أن تبدأ بها المحاولات الأولى ، وذلك لمجموعة من الأسباب منها ما هو متعلق بالجغرافيا والبيئة والثقافة وغيرها. وإليكم أبرز ما جاء على لسان علمائنا الأجلاء : كتب الدكتور حسن الفاتح قريب الله بمجلة الثقافة السودانية، العدد-16- بتاريخ ديسمبر 1980م ، تحت عنوان ( السودان بين الوصفية والاسمية)، قال : لون شعب هذا الوادي واختلاف سحنته عن سواه، ومقابلته بشرته، هو الذي أكسبه الوصف بالسودان. أما الدكتور عبدالله الطيب ، فقد اعتمد على مقولة الجاحظ (السودان والبيضان) ، وقال :إن السودان تعني جمع أسود. وإذا ما رجعنا إلى المعنى الأفريقي - في للغة النوبية ، نجد الكلمة أصلها : سَوْدان-Sawdan وتعني بالنوبية : المخلوط ، وهو ما ليس بالأبيض الباين، ولا الأسود الباين، أي : هو وسط بين السواد الشديد، والبياض الشديد.. وتحدّث المؤرخون عن مملكة نشأت في أفريقيا اسمها مملكة التكرور . زادت قوة مملكة التكرور في النصف الأول من القرن الخامس الهجري وبسطت نفوذها على مناطق كثيرة في "أفريقيا جنوب الصحراء" أفريقيا السمراء وبلغت أوج قوتها واتساعها في القرنين الثامن والتاسع . وكانت مصدرا للتبر (الذهب الخالص) . قال الإمام الشافعي : - أمْطري لؤلؤاً جبالَ سرنديب وفيضي آبارَ تكرور تِبرا أنا إن عشتُ لست أعدم قوتاً وإذا مت لستُ أعدم قبرا همتي همة الملوك ونفسي نفس حرّ ترى المذلّة كفرا وإذا ما قنعت بالقوت عمري فلماذا أزور زيداً وعمْرا وعبر العصور بات كل من ينتمي "غرب أفريقيا" لغرب أفريقيا ينسب لمملكة التكرور ويسمى ب "التكروري " ربما نسبة للتكرار وهي كلمة عربية انطبق معناها على التكروريين .. ومع ذلك، تتفق المصادر التاريخية العربية والغربية على تسمية جزء من شعوب غرب أفريقيا بالتكرور، وإن كانت المصادر العربية خاصة الحديثة منها تنسب كل سكان غرب أفريقيا للتكرور. واعتاد أهل الجزيرة العربية على إطلاق مفردة (تكروني) على كل قادم للحج من أفريقيا..