ينطلق معرض « ميناسارت فير» MENASART-FAIR الذي يضم صالات عرض خاصة بالإنتاج الفني لأهم الفنانين وبرامج تعليمية يتخللها ندوات تربوية مصممة خصيصاً للمعرض بالإضافة إلى محاضرات وجلسات حوار يترأسها كبار الخبراء في مجال الفنون كما سيتضمن برامج أخرى معارض محيطة أخرى على غرار معرض خاص بالنحت وزاوية مخصصة للتصوير.. إلخ يوم الأربعاء القادم في بيروت ويستمر حتى 16يوليو الحالي. وسيقدم معرض « ميناسارت فير 2011» برنامجاً غنياً بالمحاضرات والمناقشات والطاولات المستديرة ينظمها متخصصون عالميون رواد في مجال الفن في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وجنوب شرق آسيا, مما يقوي شرعية اعتبار بيروت عاصمة ثقافية دولية، وستكون للقاءات والحفلات التي ستجمع هذه الشخصيات دور كبير في إغناء التبادل في جو احتفالي على قلب الشعب اللبناني. السيدة لور دوتفيل: المعرض سيسمح باكتشاف الفنانين المعاصرين وهذه أمثلة على التفسير الجديد للفن المعاصر هذا وستعقد 12 محاضرة ومناقشة حول طاولة مستديرة مخصصة لفهم الفن المعاصر في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وجنوب شرق آسيا ويشارك فيها أهم الشخصيات في عالم الفن والمال. وسيتضمن المعرض الذي سيشهد حضورا لافتا للفن المعاصر السعودي يتمثل في معرض «نبط .. نبض إحساس بالوجود» ومعرض « أ ث ر « إضافة للحضور الفني للفنانين السعوديين أمثال: ريم الفيصل ولولوة الحمود وعبدالناصر غارم ومهدي الجريبي وفهد القثامي؛ بجانب مشاركة اللبنانيين للمرة الأولى بأفضل ما يقتنون من تحف فنية في مجموعاتهم الخاصة. و سيتضمن المعرض منحوتات ونماذج فنية ضخمة وعرضا لفنانين لبنانيين يعملون بالخردوات، وسيقام ركن خاص بالفيديو تمهيداً للتعرف إلى عالم هذه الوسيلة من خلال مجموعة تتألف من اثني عشر فيلماً تم اختيارها من منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وجنوب غرب آسيا. مهدي الجريبي يدشن مشروع (نقاط) بعد توقف 7 سنوات عن عرض مشاريعه الجديدة كما ستعرض مؤسستان فنيتان قطعاً من مجموعاتهما التي تعود إلى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وجنوب شرق آسيا ضمن مجموعاتها الفنية التي لا تسعى من خلالها نحو الربح. كما خصص ركن لعرض مجموعة متنوعة من كتب الفن والمنشورات والمجلات والصحف، ومكان مخصص للأطفال حيث سيتمكنون من التعلم عن الفن واللعب به. فهد القثامي يقدم مشروعين جديدين يطرحهما للمرة الأولى الجريبي يطلق مشروعاً جديداً حول هذا المعرض التقينا بالتشكيلي السعودي مهدي الجريبي الذي يدشن مشروعه الجديد الذي يحمل عنوان (نقاط) ضمن جناح الفن السعودي المعاصر الذي تنظمه (كيوب ارت) في بيروت ليحدثنا عن هذا المشروع خصوصا أن هذا المشروع يأتي بعد توقف دام لأكثر من سبع سنوات عن عرض مشاريعه الجديدة منذ آخر أبحاثه التشكيلية: (زنكوغراف) الذي تم عرضه في العام 2003م. من أعمال مهدي الجريبي ومشروع (نقاط) يعتمد على الإنشاء في الفراغ مكون من سبع مسَّنات يدوية (آلات يدوية لشحذ المعادن كانت متداولة في فترات سابقة)، ينصِّب الفنان كل آلة منها على حامل حديدي معالج بارتفاع 120سم ،مثبت على الأرضية بواسطة قاعدة والآلات تنتظم على سجاد أحمر بطول 8م . يقول التشكيلي الجريبي عن مشروعه: «إنه مشروع يبحث في الزمن، زمن الفعل لا الزمن المعاش والمدرك، يبحث في الاختلاف بينهما، في التزامن واللا تزامن»، ويضيف: «إن استقلالية الفنان هي فضاؤه الوحيد والمتاح لإنجاز خطابه الجمالي والفني، مهما كانت الطريق طويلة ووعرة».. مهدي الجريبي ويرى الجريبي أن الشارع هو مرسمه وورشته، لا يتحدث عن توقفه، بل يفضل أن يبدأ من جديد دائماً..مشيراً إلى مشاريعه المنجزة أخيراً ك (زمزم 2010)، مؤكداً أنه لن يكرر أي فعل فني يمتلك أدواته، في كل نهار هناك بداية جديدة.. وهو يحتفي بنقاطه كما يقول حينما يفرش تحت أقدامها هذه السجادة الحمراء، كما يحتفي بقارئه أيضاً. ويضيف التشكيلي الجريبي: هذه النقاط تمتلك خاصية الحركة والفعل، في اصطفافها تقف ضمن حيز عرض واحد، لكن كلاً منها يمتلك إحداثيات خاصة تجعل من انوجادها فعلاً غير متزامن». ويتابع الجريبي: «النقاط تتحرك بواسطة قرص دائري، تقف كإشارة فيما تتسع الدوائر، أضع الآلات السبع كنقاط لانتهاء جملة الخطاب، وهو ما يستدعي العودة إلى قراءة مفردات العالم الذي أنتج هذه الآلة واستخدمها، واستمر في استخدامها، أما النقاط ذاتها فهي منتج دون تاريخ، لكن صلاحيتها لا محدودة في القدرة على الفعل والتشكيل. فهد القثامي ويضيف التشكيلي مهدي الجريبي أحد أبرز الفنانين المؤثرين في حركة الفن السعودي المعاصر، فقد بدأ الحضور في الساحة الفنية المحلية منذ العام 1989، شارك في عدد من دورات (بينالي القاهرة الدولي)، ترينالي الهند الدولي،(بابل 2002 ) المتحف الوطني للفن المعاصر، سيؤل- كوريا الجنوبية، معرض ومزاد ( 30 فناناً ضد مرض الزهايمر ) Drouot Montaigne- باريس. فيما ظل مشروعه المثير (جدل) حاضراً بقوة طيلة العقد الأخير كأبرز المشاريع الفنية التي قدمها الفنانون السعوديون، فقد حضر مستعاداً في ( Edge of Arabia)- لندن : 2008م، ثم في مزاد كريستيز –دبي 2009م قبل أن تباع 14 قطعة من (جدل-2) في (فن أبو ظبي 2010). فهد القثامي يقدم مشروعين جديدين كما يتواجد التشكيلي السعودي فهد القثامي خلال هذه التظاهرة الفنية الكبيرة ليقدم مشروعين جديدين يطرحهما للمرة الأولى في الجناح السعودي الذي تنظمه (كيوب ارت)، المشروع الأول عبارة عن عمل تركيب وطباعة مكون من أربع قطع هو ((on-line، أما (فعل ماض) مشروعه الثاني فهو (فيديو آرت) يشتمل على عرض جذاب مدته الأصلية 2:40 دقيقة بينما يمكن للعرض أن يتمدد لفترات طويلة دون أن يحسم المشاهد رأيه بانتهاء العمل كما يشير التشكيلي فهد القثامي بالقول:» أنه فعل ماضٍ، لكنه ماضٍ يستمر ويتتابع، ورغم عدم وجود هذه الصيغة من الأفعال (لغوياً) في (العربية) لكنه أمر يتحقق في العمل الفني كما يراه القثامي في مشروعه (فعل ماضٍ)، حيث نرى تصويراً لفعل يقوم به شخص يغسل يديه، يتحقق من ذلك، ويعيد ويكرر الأمر مرة تلو أخرى وبسرعات مختلفة، ومن زاوية تصوير لا متوقعة أيضاً، بمصاحبة مؤثرات صوتية مستمرة تطارد متلقي العمل وتستوقفه. ويعلق التشكيلي القثامي على هذا المشروع قائلا: إنه فعل ماضٍ فهناك زمن بين لحظة العرض والمشاهدة هو ما يصنع فعلاً ماضياً، كما الزمن بين لحظة التصوير والعرض، الفعل والتصوير. أما مشروع (on-line) ففيه نرى صورة مطبوعة للجمل وفق إضافات يقترحها الفنان الذي أضاف صحناً لاقطاً وجهاز صوتيات مثبتاً على ظهره.. ويستلهم العمل من تقنيات شتى، يتلاعب الفنان بقوانين التصنيف الفنية - مجدداً وكما في جل أعماله- ، لذا يقترح الفنان خطابه عبر هجين من الأنواع الفنية، بينما يصور واحداً من أهم ملامح البيئة والحيز: الجمل. ثبات صورة الجمل كمخلوق مقابل تبدلات حالة الاتصال، الإضافة الساخرة والأصيلة لهذه الصورة،تضفي أهمية لما يبعثها. وتأتي المفارقة بهذا العمل في إشارته التي تصل لمتلقيها بشفافية فيما يتابع (الجمل) تلقي الإشارات وبثها- كما يصورها التشكيلي القثامي. فهد القثامي لفت الأنظار مبكراً منذ فوزه بواحدة من أهم جوائز التشكيل في السعودية (فنان عكاظ)- 2008، وقد أنجز عدداً من المشاريع الفنية من أهمها (حكاية مسامير)، )confus)، عرض أعماله مشاركاً في إيدج اوف اريبيا- اسطنبول - برلين، شانغهاي، دبي ارت. فكرة إنشاء معرض «ميناسارت فير» حول فكرة إنشاء معرض «ميناسارت فير» أكدت السيدة لور دوتفيل مديرة معرض «ميناسارت» أن الفكرة أتت منذ خمسة أعوام ساهمت في تنظيم معرض ضخم تحت عنوان «آرت باريس أبو ظبي» حول الفن المعاصر في الإمارات العربية المتحدة، وفيما تم تمثيل بعض فناني المنطقة في المعارض, وكانت غالبية الأعمال المعروضة تعوض إلى سوق الفن المعاصر الغربي. وتضيف:» ابتكار هذا الحدث أتى لسببين, أولاً: لإيجاد منصة أو جسر عبور لهؤلاء الفنانين الشباب ولصالات عرض التحف الفنية التي برزت في السنوات الأخيرة، ثانياً: لجعل معرض «ميناسارت» الملتقى الذي يسمح باكتشاف الفنانين المعاصرين الموجودين في هذه المنطقة الذين تدعمهم صالات عرض اللوحات الفنية المشهورة». ..وعن السبب وراء اختيار لبنان لاستضافة هذا الحدث؟ أجابت السيدة لور دوتفيل:» إن بيروت تعج بالمواهب الواعدة جداً ولطالما شكلت قاعدة استراتيجية لكافة أنواع التبادلات والتأثيرات، وتضيف :» لبنان كان وسيبقى موقع حوار الثقافات المفضل والمميز وملتقى كافة التيارات الثقافية التي تختلط وتمتزج لإنشاء هذه الفسيفساء الثقافية الغالية على قلوب اللبنانيين». وعن إمكانية الحديث عن أن ما يقدم في المعرض يصنف تحت فن عربي أم إسلامي؟ تقول السيدة لور دوتفيل قائلة :»يجب أن يكون الجواب دقيقاً, فمن جهة, لا أعرف إن كان من المناسب والصحيح أن نتكلم حالياً عن فن عربي إسلامي خاص من شأنه تأكيد هوية جماعية في أيامنا هذه, لم يعد الفنانون سجناء ثقافتهم الخاصة, ويعيش عدد منهم في الخارج حيث يتابع دراساته الفنية. وأضافت :» ولكن من جهة أخرى, يبدو واضحاً أن عدداً كبيراً من فناني المنطقة يلتزم ثقافته التقليدية الخاصة المتجذرة في تاريخه الخاص, ونذكر مثالاً على ذلك التفسير الجديد المعاصر للخط العربي الذي يقدمه كل من نجا مهدوي أو أحمد مصطفى ويعكس عدد آخر من الفنانين العصر الذين يعيشون فيه, وذلك عبر الرسائل التي يوجهونها والتي تتعلق مباشرة بوضع بلادهم الاقتصادي أو الاجتماعي أو السياسي, ويستوحي بعض هذه الأعمال من الأحداث التي تشهدها المنطقة ويمكن حتى تفسيرها بالتعبير الحقيقي الذي يظهر مثلاً في لوحات «هادي سي» أو رسوم جعفر خالدي التي ستعرض في «ميناسارت» هذا العام.