أكد منسّق مكافحة الارهاب بوزارة الخارجية الاميركية السفير دانيال بنجامين أن مقتل أسامة بن لادن انهك القاعدة، واعرب عن اعتقاده بأن الزعيم الجديد للتنظيم أيمن الظواهري يختبئ بالمنطقة الحدودية بين افغانستانوباكستان. وقال السفير بنجامين في مقابلة مع يونايتدبرس انترناشنال "إن ازاحة شخص من مقام بن لادن اضعف القاعدة بالتأكيد، ولهذا السبب أكدنا مراراً وتكراراً أن التخلص منه يُعد أهم انجاز في الحرب ضد التنظيم منذ هجمات الحادي عشر من أيلول/سبتمبر2001 في الولاياتالمتحدة. واضاف أن تأثير مقتل بن لادن "فاق توقعات الولاياتالمتحدة لأنه كان حتى اللحظات الأخيرة من حياته يشارك بفعالية في ادارة التنظيم، كما أنه قضى على رمز القاعدة وعلى طريقة عمل التنظيم". وقتلت القوات الأميركية بن لادن بغارة على مخبئه في بلدة أبوت أباد الباكستانية مطلع أيار/مايو، وتم نقل وقائعها بصورة حية على الهواء مباشرة إلى البيت الأبيض. وقال المسؤول الاميركي "إن مقتل بن لادن يمثل انتكاسة كبيرة لتنظيم للقاعدة، لكنه لا يعني وبأي شكل من الأشكال أن التنظيم انتهى، ولا يزال يُعد منظمة خطيرة وقد يسعى في المستقبل القريب إلى اظهار قدرته على التحرك من خلال العنف ولهذا لا نعتبر مقتله نهاية للقاعدة، بل انجازاً كبيراً في الحرب ضد التنظيم". اسامة بن لادن ورداً على سؤال عن الجهات التي تدعم القاعدة وما إذا كانت ايران واحدة منها، أجاب السفير بنجامين "اعتقد أن هناك أفراداً زودوا القاعدة بالدعم، ولهذا السبب تركز استراتيجيتنا بمجال مكافحة الإرهاب على حرمان هذا التنظيم من المصادر التي يحتاج إليها لممارسة نشاطاته الارهابية، لكننا لا نعتقد أنه يتلقى أي دعم قوي من دولة بعينها". وقال "نستمر في ابداء قلقنا من جود شخصيات بارزة من تنظيم القاعدة في ايران وقد تكون رهن الاحتجاز هناك، وقمنا بحث الايرنيين مراراً وتكراراً على ارسال هؤلاء إلى دولهم أو إلى بلدان أخرى تريد محاكمتهم وجددنا هذه المطالب، لكنهم لم يستجيبوا حتى الآن". وسُئل ما إذا كانت الولاياتالمتحدة اقتربت من معرفة مكان اختباء الزعيم الجديد لتنظيم القاعدة أيمن الظواهري بعد تصفية بن لادن، أجاب السفير بنجامين "لا نعلّق على المسائل الاستخباراتية، لكننا نعرف أن قادة القاعدة يختبئون في مكان ما على الحدود بين افغانستانوباكستان، وعرفنا أن بن لادن كان في باكستان بعد مطاردة امتدت عشر سنوات، لكني لن أقول أي شي عن مدى قربنا أو بعدنا من الهدف"، في اشارة إلى الظواهري. وقال المسؤول الاميركي إن الأحداث التي تشهدها ليبيا واليمن سوريا والتطورات التي مرت بها دول عربية أخرى "أثّرت على الحرب ضد الارهاب الدولي، ونحن قلقون من أن هذه الأحدث صرفت تركيز بعض الدول وقد تكون جعلتها غير يقظة كما كانت من قبل حيال مكافحة الارهاب، كما أننا قلقون أيضاً من أن تنظيم القاعدة والجماعات التابعة له سيعتبرون ما يحدث في هذه الدول فرصة للتدخل كونهم ينشطون في مناطق الصراع والحروب". لكنه اضاف "لا نرى أن تنظيم القاعدة يلعب دوراً سياسياً بارزاً في أي من هذه الدول وعلى الأخص في اليمن، ونحن واثقون من أن اليمنيين سيكونون شركاء أقوياء في محاربة هذا التنظيم كما كانوا في السابق، حالما ينهون خلافاتهم ويستأنفون العملية السياسية".