أعلن ماجد عبدالله اعتزاله كرة القدم العام 1998 بعد عطاء وافر مبهر جعله أسطورة حقيقية في اللعبة الأكثر جماهيرية، وظل أمر تكريمه على مدى سنوات طويلة بمثابة غصة في حلوق الرياضيين الذين لم يصدقوا مرور العام تلو العام دون أن يحظى هذا النجم الفذ بمهرجان يليق باسمه وتاريخه؛ بل إن الحديث عن تكريمه كان يردده محبو ماجد من غير النصراويين أكثر من النصراويين أنفسهم، الذين طالما تغنوا بأهدافه الجميلة وفرحوا ببطولات ماجدية صفراء لم يعد لها وجود، وكان كل موسم يشهد حديثا لا ينقطع وتساؤلات عن أسباب عدم تكريم هذا اللاعب، وفي حين تعاقبت الإدارات على الكرسي النصراوي لم تضع أي منها في أجندتها تفعيل إقامة المهرجان المنتظر؛ خصوصا وأن التكريم حظي به لاعبون نصراويون لم يقدموا لناديهم ولا لمنتخب بلادهم ما قدمه ماجد عبدالله، وجاء رئيس النصر الحالي الأمير فيصل بن تركي لينبري لوقف هذا الجحود ويُخرج حفلًا تاريخياً لائقاً في حضرة ريال مدريد بكامل نجومه، وأياً كانت مسببات المبادرة العاجلة في إقامته فالأهم أنه حدث وفي ظروف ملائمة ونهاية سعيدة، أوقفت تساؤلات مخجلة تلاحق النصراويين كل النصراويين حول نكران جميل أهم لاعب في تاريخ الكرة السعودية. ماجد ليس لاعبا عاديا، ولا نصراويا جاء للوسط الرياضي فترة قصيرة ليرحل؛ بل هو تراكمات خبرة وإخلاص وأخلاق وتعامل مثالي جعله أقرب اللاعبين لكل الإدارات، والشخصية الوحيدة التي يجتمع عليها المختلفون، وأظن أن أحداثاً عدة ومواقف تعرض لها ماجد في مسيرته الطويلة لاعبا وإداريا اختار تجاهها الصمت تغليبا لمصلحة النصر الكيان، لا أدري ما الذي قاد ماجد للانقلاب على توجهاته وقناعاته ليحدث انفجارا في العلاقة بينه وبين ناديه؟!، ويصنع شرخا في قناعة راسخة من محبيه بكل ما يقول، لا أصدق أن يقبل ماجد يوما بأن يكون أداة يسيرها آخرون لمصالحهم، ولن أصدق ذلك لأنني أعرف ماجد جيدا بصراحته وتغليبه مصلحة النادي الذي أبرزه وخدمه بإخلاص. ماجد حصل له ما يريد بمهرجان تاريخي، وتسلم حقوقه التي كان يأمل الحصول عليها، والوعود التي وعده بها رئيس النصر ما كان يجب أن يتطرق لها بتلك الطريقة الخارجة عن المألوف والعبارات التي تجعلني أؤكد أن ماجد هو الذي يخسر، لأن الجماهير التي أحبته وبحثت عن تكريمه همها الأول اليوم أن يعود فريقها لسابق عهده، ولن يتحقق ذلك إلا بوقفة ماجد وأمثاله أولا مع ناديهم بالرأي والمشورة التي بغيابها غاب القرار الصحيح لدى مسيري النادي في هذه المرحلة. نحن في عصر الاحتراف والتعامل بالعقود، وما يتفوه به ماجد لا يستند لأوراق رسمية، وما يطلبه مجرد وعود وشهود مختلفين يفترض أن لا يخرجوا قضية كهذه للسطح إن كان الاستقرار يهمهم، أما رئيس النصر فلم يكن موفقا في التعامل مع النجوم السابقين الذين اختاروا الإعلام ليشكلوا ضغطا جديدا على إدارته التي لم تحقق أي إنجاز، وعليه المبادرة بالعمل بدءًاً بإنهاء الديون وحسم أمر الجهاز الفني والتعاقد مع أربعة أجانب مؤثرين في أسرع وقت، وإلا فعليه انتظار مزيد من المشاكل من طراز ماجد وهريفي!!.