انتهت الامتحانات وبدأت الكثير من العوائل الاستعداد للسفر إن لم تكن قد سافرت. ويتم الاستعداد للسفر مبكرا لدى الكثير من حجوزات طيران وفنادق والأماكن التي سيتم زيارتها ولكن في خضم ذلك كله ينسى الكثير من المسافرين أمرا مهماً وهو الاستعدادات الصحية. والصحة خلال السفر أمر مهم جدا حيث نشأ تخصص طبي يعرف بطب السفر (Travel Medicine) للتعامل مع الاحتياجات الصحية للمسافر. وبما أننا الآن في موسم الإجازات والسفر، فقد رأيت أنه من المناسب التعرض لهذا الموضوع. ويشتمل طب السفر على عدد من التخصصات التي تزداد الحاجة لها في السفر مثل الأمراض المعدية وطب المناطق الاستوائية وصحة البيئة والطب المهني وغيرها. وقد يعتقد القارئ أن المسافر معرض فقط للأمراض المعدية مثل إسهال السفر الذي سنتطرق له أو الأمراض المعدية الأخرى مثل الملاريا والدرن والأمراض التناسلية وهذا غير صحيح البتة. فالمسافر وبسبب الإجهاد والتعب وقلة النوم معرض لكل الأمراض التي قد يصاب بها في موطنه إضافة إلى الأمراض المعدية. فقد أظهرت دراسات الوفيات أن وفاة المسافرين نتجت عن عدة أسباب أهمها أمراض القلب (50-70%)، الإصابات والحوادث (حوالي 25%) ثم الأمراض المعدية 2.8-4%). إسهال السفر: وأظهرت الدراسات أن حوالي نصف المسافرين من دول متقدمة إلى دول نامية يصابون ببعض الأمراض المعدية أهمها إسهال المسافرين. وإسهال المسافرين يصيب 20- 25% من المسافرين من دول متقدمة إلى دول نامية ويحدث الإسهال في العادة خلال الأسبوع الأول من السفر ولكنه قد يحدث بعد ذلك كما أنه قد يحدث بعد العودة للوطن. والعلاج يتكون في الأساس من الراحة والإكثار من السوائل والأملاح لتعويض ما يفقده الجسم وتزول الأعراض في العادة خلال ثلاثة ايام ولكن في بعض الحالات قد تكون الأعراض أشد وقد يحتاج المريض إلى تناول مضاد حيوي أو إلى الحصول على مغذ في الدم لمقاومة الجفاف الناتج عن الإسهال وبالذات عند الأطفال وكبار السن. وينتج إسهال المسافرين عن تناول طعام أو شراب ملوث لذلك لابد للمسافر من أخذ الحيطة الكاملة والتأكد من نظافة كل ما يتناوله وأن يشرب من المياه المعلبة فقط علما بأنه وللأسف يتم في بعض الأماكن تعبئة الماء من الصنبور (البزبوز) وإعادة قفل القارورة وبيعها. وتسبب إسهال المسافرين عدة أنواع من البكتيريا التي قد تكون الإصابة بها في بعض الحالات شديدة لذلك وجب أخذ الحيطة وبالذات للأطفال الصغار. كما أن التهاب الكبد الوبائي من نوع (أ) ينتقل عن طريق الأطعمة الملوثة. الأمراض المعدية الأخرى: وهناك مناطق في العالم وبالذات في أفريقيا وبعض دول آسيا يكون المسافر إليها معرضاً للإصابة بالملاريا أو الحمى الصفراء وكلاهما مرضان معديان ينتقلان عن طريق الناموس. وإذا كان المسافر سيذهب لمناطق موبوءة بالملاريا فقد يحتاج أن يستشير طبيبه للحصول على علاج وقائي قبل السفر وخلاله. الاستعداد للسفر: 1. التأمين الصحي: يغفل الكثير عن أمر مهم وهو الحصول على تأمين صحي يغطي فترة السفر. والتأمين الصحي مهم جدا حيث إنه يؤمن للمسافر العلاج في مستشفيات البلد الذي ينوي السفر إليه حيث إنه في بعض الدول لا تقبل المستشفيات علاج المرضى غير المؤمّن عليهم. 2. زيارة الطبيب: وتبدأ خدمة طب السفر بزيارة الطبيب قبل السفر للحصول على النصائح المهمة والتطعيمات اللازمة وطريقة تناول الأدوية بالنسبة للمرضى خلال سفرهم. وكذلك وضع خطة واضحة للمرضى وشرح ما يجب عليهم فعله في حال زيادة أعراض المرض خلال السفر فمثلا ماذا يجب على مريض الربو عمله في حال زادت أعراض المرض خلال السفر وغير ذلك من الأمراض. وتستمر عناية هذا التخصص بالمسافر بعد عودته من السفر فيما يسمى بمتابعة وعناية ما بعد السفر. نصائح عامة للمسافر: وقد وضعت منظمة الصحة العالمية ومركز التحكم في الأمراض في الولاياتالمتحدة توصيات مميزة للمسافرين ويمكن القارئ الحصول عليها من موقع المنظمتين على الإنترنت. ولكن بصفة عامة ننصح المسافر وبالذات المصاب بأمراض مزمنة بزيارة طبيبه وتحديد المنطقة التي ينوي السفر إليها ومناقشة كل ما يحتاجه المسافر من تطعيمات أو أدوية وجميع النصائح الوقائية ومعرفة الأمراض المعدية المنتشرة في المنطقة المزمع السفر إليها وطرق الوقاية منها. كما يجب على المسافر أخذ الحيطة في كل ترتيبات السفر لتجنب الإصابة بالحوادث وأخذ حقيبة للإسعافات الأولية. أما بالنسبة للمرضى فعليهم أخذ كميات كافية من أدويتهم حيث إنها قد لا تتوفر في جهة السفر أو أنه قد يصعب الحصول عليها كما أن عليهم الانتظام في تناول أدويتهم حسب إرشادات الطبيب والا يلهيهم السفر عن المحافظة على صحتهم.