أمهلت طهران أمس الأوروبيين أسبوعين لدراسة المقترحات الإيرانية واتخاذ قرار مناسب حول ملفها النووي وقالت في رسالة بعثتها إلى البلدان الأوروبية الثلاثة التي تجري مفاوضات معها نيابة عن الاتحاد الأوروبي وهي فرنسا وبريطانيا وألمانيا لو أردتم أن تتكلل المحادثات النووية الإيرانية الأوروبية بالنجاح فعليكم الرد ايجابياً على المقترحات التي طرحتها طهران في اجتماع باريس. وذكرت صحيفة ايران الحكومية اليوم ان عضو الوفد الإيراني المفاوض في المحادثات النووية الإيرانية الأوروبية سيروس ناصري الذي توجه نهاية الأسبوع الماضي إلى فيينا حاملاً رسالة تهدد بقطع المحادثات أبلغ الأوروبيين بأن طهران تمهلهم أسبوعين لدراسة مقترحات طهران والرد ايجابياً عليها وفي حال عدم حصولها على رد مناسب فإنها ستكون في حل عن التعهدات التي قطعتها أمام أوروبا في باريس وسوف تعتبر نفسها غير ملزمة باتفاق باريس الداعي إلى تجميد عمليات تخصيب اليورانيوم والذي وقعه الطرفان في نوفمبر الماضي. وأضافت الصحيفة بأن الرسالة الإيرانية تتضمن أيضاً تهديداً بانسحاب إيران من المحادثات النووية مع أوروبا مهما بلغ الثمن.. ووجهت البلدان الأوروبية خلال الأيام القليلة الماضية تحذيراً شديد اللهجة إلى ايران أكدوا من خلاله بأن استئناف تخصيب اليورانيوم المعلق سيعني انهيار المحادثات بين الجانبين وستتمخض عنه نتائج خطيرة. وكان وزراء خارجية كل من فرنسا وبريطانيا وألمانيا قد حذروا إيران بأن انهيار المحادثات النووية الإيرانية الأوروبية سيؤدي إلى أن يتخذ الأوروبيون قراراً بإحالة الملف النووي الإيراني إلى مجلس الأمن تمهيداً لفرض عقوبات اقتصادية دولية على إيران.. ورغم هذا التحذير الأوروبي إلا أن مسؤول الملف النووي الإيراني حسن روحاني أكد أمس الجمعة بأن بلاده مستعدة لدفع أي ثمن إذا ما شعرت أنها غير قادرة على الاستفادة من حقوقها النووية ضمن المعاهدات والقوانين الدولية. وتأتي هذه التطورات فيما أعرب مراقبون سياسيون عن اعتقادهم بأن طهران تخشى اتخاذ قرار قد يؤدي إلى تأجيج مخاوف المجتمع الدولي حيال الملف النووي الإيراني الذي تؤكد الولاياتالمتحدة انه يهدف إلى صنع أسلحة نووية وهو ما تنفيه إيران بشدة.. وطالبت طهران خلال الجولة الأخيرة من مباحثاتها مع الثلاثي الأوروبي في العاصمة البريطانية لندن السماح لها باستئناف بعض أنشطتها البحثية التي لا صلة لها بالتخصيب مقابل مواصلة المحادثات النووية مع أوروبا وهو ما لا يلقى تجاوباً من أوروبا التي تطالب طهران بوقف نشاطاتها النووية مقابل إغراءات اقتصادية.