"مصطلح " لم ينجح أحد" يذكر الكثير بنتائج طلاب وطالبات المنازل أو المدارس الليلية في زمن مضى ليس بالبعيد ، ولكنها اصبحت عبارة ساخرة تطلق على كل من لم يرتقِ للمستوى المأمول أو العالي الاداء حتى في عالم الرياضة لم يسلم من تلك السخرية . راودني الفضول إلى ان ابحث هل تنطبق تلك العبارة على شركات التطوير العقاري أو العمراني لدينا ؟؟ أُسست عدة شركات شبه حكومية أو للاستثمار الحكومي نصيب الاسد منها خلال العقود السابقة لكنها وبلا تردد لم تنجح في تغيير سياساتها التقليدية للاستثمار أو في مجال التطوير .. تتغير مجالس الادارات فتتغير الشعارات بدون انجازات . وبعيداً عن رؤوس اموالها الضخمة المتكدسة في البنوك للحصول على فوائد لا تكاد تذكر من باب "فلوسنا في حسابنا" وهذا يذكرني بان تاريخها وانجازاتها ينطبق عليه القول العسكري " للخلف در " أو " مكانك سر" . فتلك تأسست في عام 1970م وتَعتبر نفسها رائدة في صناعة العقار وهي بعيدة كل البعد عن تلك الصناعة ، والاخرى تأسست في عام 1414ه ورؤيتها الاستراتيجية تكمن في ريادتها في المساهمة مع القطاع العام في مشاريع الخدمات والنفع العام بالمشاركة مع الدولة وهي كذلك ليست بالبعيد عن سابقتها فهي لم ولن تنفع رغم تعدد اغراضها في مجال اقامة المرافق والمباني التجارية والمكتبية والسكنية ومباني الخدمات وعلى ذلك يتم القياس على الشركات الاخرى . والثالثة كانت في عام 1976م وهي لن تكون افضل من اخواتها السابقة بل معاقة وعاقة . بعد تلك المراجعة المشاكسة لم أجد أي انجازات تذكر لتلك الشركات أو لشعاراتها البراقة والمزيفة أو اغراضها أو نشاطاتها إذ لا يمكن الاعتداد بأي انجاز من خلال تخطيط أرض وبيعها في مزاد علني لانه لا فائدة من ذلك ولن يحسّن من وضعها المالي لان هذه حيلة العاجز عن التطوير .. فكيف بعد ذلك يمكن ان تكون لها فاعلية أو مشاركة في صناعة أو ريادة العقار وان كنت لا أرى نفعاً من اطلاق لقب مطور عمراني أو عقاري عليها . ولو تساءلت لماذا ؟؟ فسنجد أن الجواب يكمن في أن مشاركتها في تنمية مشاريعها أو في الاستثمار في القطاع السكني والاسكان لا يكاد يذكر "عجة جن" كما انني لا اطالب في منحها مجاناً للمواطنين فالدولة أوجدت الحلول بعيداً عن جيوب ومحافظ تلك الشركات ، إضافة إلى أننا نرفض وبشدة أن تتحول تلك الشركات المساهمة ذات الربحية إلى شركات خيرية أو جمعية خيرية. لكن بعد ذلك لا يوجد ما يشفع لها ان تبقى على ما هي عليه لان الكثير من الافراد استثمروا ونجحوا وزادت ثرواتهم خلال العشر سنوات السابقة فقط وليس من عام 1970م .. فهل حان الوقت ان تتغير بمنهجياتها وعملياتها الاستثمارية ؟ وإن لم يكن فهل تستطيع ايجاد شركات رائدة في صناعة التطوير العقاري "العمراني" كما في دول العالم الاخرى ولن أضرب مثلا حتى لا يغضب الاخرون من شدة الغيرة . أم أن المخاطرة في هذا المجال كبيرة جداً حتى ان الشركات شبه الحكومية لا تستطيع تنبؤ مستقبلها رغم حماية الحكومة لها . نداء : المجال في استثمار فكرة الصناديق العقارية الصادرة من هيئة سوق المال السعودية ستحافظ على ثرواتكم فهل ستستفيد من الطرح أم تبقى على "لم ينجح أحد" حتى تاريخه. * متخصص في مجال التطوير العمراني والمشاريع