يرعى صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية ورئيس المجلس الأعلى لجامعة نايف العربية للعلوم الأمنية في تمام الساعة التاسعة من مساء اليوم الأربعاء الحفل السنوي لجامعة نايف العربية للعلوم الأمنية بتخريج دفعة جديدة من طلاب كلية الدراسات العليا وكلية التدريب وكلية علوم الأدلة الجنائية وكلية اللغات بالجامعة إضافة إلى المشاركين في الحلقة العلمية "تطوير التدريب الشرطي في الدول العربية" التي نظمتها الجامعة بالتعاون مع المنظمة الدولية للشرطة الجنائية (الإنتربول)، والمشاركين في الدورة التدريبية الخاصة (مكافحة الإرهاب) لمنسوبي وزارة الداخلية البولندية. وفي هذه المناسبة سجل عدد من أعضاء السلك الدبلوماسي المعتمدين لدى المملكة وعمداء الكليات بالجامعة والمسؤولون انطباعاتهم عن رعاية سموه وتقديرهم لدوره الرائد في الجامعة وعن اعتزازاهم بالجهود الكبيرة التي تقوم بها جامعة نايف العربية لتحقيق الأمن العربي بمفهومه الشامل. في البداية تحدث السيد بارترون بيزانسانو سفير الجمهورية الفرنسية بالرياض الذي اكد أن التعاون الفرنسي مع جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية يعود إلى بدايات نشأة الجامعة مشيراً الى ان وجود جامعة نايف في حد ذاته يشكل كسباً كبيراً في ميدان التعاون الشرطي والأمني لاحتضانها طلاباً ومتدربين من 22 دولة عربية معتبراً أن هذا التنوع يهيئ للمتدربين تأهيلاً أكاديمياً وعملياً تدريبياً يسهل عملية تبادل الخبرات بين المتدربين من مختلف البلدان الأمر الذي ينتج عنه العديد من الآثار الإيجابية المباشرة على مكافحة الجريمة المنظمة العابرة للحدود وجرائم الإرهاب. دبلوماسيون: الجامعة لها دور رائد في تحقيق الأمن العربي بمفهومه الشامل وأكد السفير الفرنسي أن التعاون بين جامعة نايف والمؤسسات الفرنسية خلال العام 2010م قد نتج عنه تنظيم دورتين تدريبيتين إضافة إلى تنظم دورة تدريبية في سان مالو خلال العام الحالي 2011م عن حماية الشخصيات المهمة، إضافة إلى الزيارات الأمنية والعلمية المتبادلة التي كان آخرها زيارة المفتش العام اندري ميشال فونترو مدير معهد الدراسات العليا للأمن والقضاء، وكذلك التعاون العلمي بين الجامعة والعديد من الجامعات الفرنسية من خلال مذكرات التفاهم العلمي. وختم السفير الفرنسي حديثه بتأكيده على أن الجهات الأمنية والعلمية الفرنسية تسعى إلى توطيد التعاون مع جامعة نايف في مجالات إدارة الأزمات ومكافحة الهجرة غير المشروعة والجريمة الإلكترونية والدفاع المدني ومكافحة الفساد وغيرها. ونوه السيد بارترون بدور جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية قائلاً انها ربما تكون الجهة الوحيدة في العالم القادرة على استيعاب متدربين من مختلف أنحاء العالم لما تهيأ لها من خبرات وإمكانيات مادية وبشرية. السفير الجزائري مفهوم الأمن الشامل من جهته أكد الدكتور لحبيب أدامي سفير الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية بالرياض على أن الأمن يكتسب أهميته من أهمية أثره على الأفراد والجماعات والمجتمعات، وقال ما من جهة تنبري لهذه الوظيفة إلا وتكتسي نبلَ المهمة الأمنية بأبعادها الشرعية والقانونية والاجتماعية ومن استعصى عليه استيعاب هذا المعنى فليتصور قليلا عالمنا بدون أمن وليتصور عندئذ نتائج تزاحم المصالح وتضادّها، على مستوى الأفراد والجماعات والدول والتكتلات الدولية ومن عجز عن تصور ذلك تجريديا فليلاحظْه تجريبيا في الدول والمجتمعات التي انفرط فيها عقد الأمن بمفهومه الشامل واستفحل فيها الهرج والمرج وطالت المفاسدُ دينَ الناس ومُهجهم وعقولهم وأبدانهم.. د.ابن رقوش وفي هذا السياق تأتي قيمة ما تقوم به جامعة نايف كمؤسسة علمية أمنية تمثل الجهاز العلمي لمجلس وزراء الداخلية العرب، تتبنى مفهوم الأمن الشامل واستراتيجية الأمن الفكري، وتعمل على تدريب الكوادر الأمنية العربية وتزويدهم بمستجدات الوظيفة الأمنية في جانبها الفكري والمادي والتقني. وكونها مؤسسة علمية يدل على أن المهمة الأمنية صارت مسألة تخضع للمعايير العلمية وتتطلب البحث والتطوير والتجريب والتمحيص، وتُثرى بالاستفادة من التجارب الميدانية في عملية تكوينية تدريبية يخضع لها الكادر الأمني بصفة مستمرة. د.عامر الكبيسي وهذا ما تفعله الجامعة من خلال الدورات المخبرية والحلقات العلمية والملتقيات الدولية التي تتضمنها برامجها السنوية للتكوين والتدريب. وقد كان لكل ذلك أثر كبير على دعم العمل العربي الأمني المشترك في مجال مكافحة الجريمة المنظمة والإرهاب عربيا وإقليميا ودوليا، وقد استفادت الجامعة من رعاية دولة المقر بشكل عام ومن رعاية الأمير نايف بشكل خاص، ما أعطاها بعدا آخر يضاف إلى الأبعاد العلمية والأكاديمية والمهنية التي أسلفنا. تكريم .. لرجال العلم والأمن من جانبه اعتبر الدكتور جمعان رشيد بن رقوش نائب رئيس الجامعة ان رعاية سموه لهذه المناسبة تجسيد لما تحظى به الجامعة ومناشطها والدارسين فيها من رعاية واهتمام من قبل سموه الكريم ما يشكل أثراً كبيراً في نفوس الخريجين إذ ستتوج فرحة تخرجهم بشرف استلام شهاداتهم من يدي قائد مسيرة الأمن العربي المشترك، وأكد ابن رقوش أن هذه الرعاية إنما هي امتداد للعطاء المتصل والمتواصل الذي تحظى به الجامعة من حكومة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين حيث تبنت فكرة إنشائها ودأبت على دعمها حتى أضحت بيت الخبرة الأمنية العربية، ومعلماً من معالم العلوم الأمنية. وأضاف إن الجامعة أصبحت تتبوأ موقعاً متقدماً على الخريطة العلمية والأكاديمية نتيجة للنقلة النوعية المتميزة في أدائها الذي يستجيب لمتطلبات العصر واحتياجات الأسرة الأمنية العربية وكل ذلك بفضل الله تعالى ثم بما تهيأ لها من إمكانيات مادية وخبرات بشرية وللاهتمام الكبير الذي تجده من أصحاب السمو والمعالي وزراء الداخلية العرب، والرعاية والتوجيهات السديدة والمتواصلة من الأمير نايف بن عبد العزيز الذي لم يدخر جهداً ووقتاً في سبيل الرقي بهذا الصرح الأمني الذي أضحى من مفاصل مسيرة الأمن العربي المشترك الهامة الذي خبرة وحكمة سموه الكريم. رقم قياسي غير مسبوق وبهذه المناسبة قال الدكتور عامر خضير الكبيسي عميد كلية الدراسات العليا بالجامعة تسعد الكلية في هذا اليوم بتخريج دفعة جديدة من طلبتها الذين استكملوا متطلبات حصولهم على درجة الدكتوراه أو الماجستير أو الدبلوم في الأقسام العلمية الأربعة وما يتفرع منها من تخصصات دقيقة وذلك في سياق دور الجامعة المتميز في رفد الأجهزة الأمنية على اختلاف قطاعاتها بنخبة جديدة تميزت هذا العام بقفزة نوعية تمثلت في إنجازهم لمتطلبات التخرج في حدود المدة الزمنية الدنيا وفي تناولهم لموضوعات بحثية لها أبعاد تطبيقية وتطويرية جديدة كما تحققت طفرة كمية تمثلت بتخريج (16) طالباً من حملة الدكتوراه و(192) طالباً من حملة الماجستير و(169) طالباً من حملة الدبلوم خلال هذا العام وهي بذلك تحقق رقماً قياسياً غير مسبوق مع الحفاظ على معايير الجودة والتميز التي حرصت على تطبيقها. وختم الدكتور الكبيسي بتأكيده الى إن خريجي هذه الجامعة يحتلون اليوم أرفع المواقع القيادية ويسهمون في تطوير أجهزة الأمن العربي ودفع عملية التنمية المستدامة والأمن الشامل.