لاحظت في الفترة الاخيرة أن أغلب الشباب السعوديين المبدعين في مجالاتهم مستاؤون من الوضع المعيشي، صحيح أننا ولله الحمد في خير ونعمة من الناحية المادية، ولكنهم يشتكون عادة من كثرة العوائق التي تمنعهم من استغلال كامل طاقاتهم لتقديم ما لديهم للمساعدة في خدمة وتطور المجتمع، وتلك العوائق تبدأ من المجتمع نفسه إلى بيروقراطية الجهات الحكومية وإلى قلة الترفيه وبعض الأمور الاخرى التي لا يسعني أن اذكرها الآن. لن اكتب عن أي من تلك العوائق في هذا الموضوع (لاني اعلم ان تدوينتي المتواضعة لن تغير اي شيء)، افضّل أن أكتب نظرتي للموضوع من ناحية ايجابية (زائدة)، واذكر 4 أسباب تجعل بلدنا البلد الافضل للمبدعين: الأغلبية لا تقرأ الكتب العلمية المتخصصة: لا شك ان قراءة الكتب العلمية المتخصصة تطوّر معلوماتك وجودة عملك بشكل كبير. فقد تحصل على ما يعادل خبرة 10 سنوات عن طريق قراءة كتاب واحد. وبما ان الأغلبية لا تقرأ الكتب العلمية المتخصصة (أو حتى أي نوع من الكتب أساسا)، فهذا يعني أنك ستتفوق عليهم جميعا وتبرز نفسك بكل سهولة ويسر مقارنة بهم أليس ذلك رائعا؟ لا يوجد أماكن ترفيهية تضيّع مالك عليها: وهذه النقطة ستنفع غير المتزوجين الممنوعون من دخول الأسواق والمتنزهات وحتى الملاهي الترفيهية، والمقاهي تقفل الآن الساعة 12 ليلاً بعد القرار الأخير، والأماكن الترفيهية لا تتعدى النوادي الرياضة و... لا اعرف غير النوادي الرياضية حقيقة. فكما ترى العيش هنا يساعدك في التوفير الكثير من المال والوقت لتخصصه في بناء مشاريعك الخاصة. فاستنادا على الأنظمة هنا (التي من المؤكد أنها بنيت على دراسات علمية)، لا يحتاج الشباب إلى أي ترفيه. الأغلبية تريد نفس نمط الحياة: الأغلبية هنا تبحث عن نفس النمط للحياة وهو: الحصول على وظيفة تساعدهم على العيش، والزواج والاستقرار وهو شيء رائع جدا لأنك الآن تعلم أن هناك فرصا كثيرة (في التجارة خاصة) لن يستغلها سوى القلة في المجتمع (على افتراض انها فرص لا تستهوي العمالة)، وبالتالي تتوفر لديك خيارات كثيرة تختار ما يعجبك منها لتنفرد بالنجاح باذن الله. الكثير من التعقيد في الإجراءات بشكل عام: سواء كانت تلك الإجراءات لجهة حكومية أو جهة خاصة. وقد تستاء من هذه النقطة، ولكن لو نظرنا لها من ناحية ايجابية، هذا التعقيد يساعدك في بناء شخصيتك لتصبح أكثر صبرا ومثابرة، وتقوّي قدرتك على ضبط النفس، وهي صفات يجب ان تتوفر في الشخص الناجح. الخلاصة: ماذا يعني كل هذا؟ هناك فرص كثيرة للنجاح والتمّيز يمكنك استغلالها، خاصة في ظل عدم وجود منافسة جديّه من الآخرين كما يحدث في الدول الأوروبية مثلا. فلا تستاء من الوضع واستمر في العطاء والتقدّم، وسخّر البيئة لك بدلا من أن تكون عليك.