استغلت (اسرائيل) بخبث ظهور أسرى فلسطينيين في سجون الاحتلال على موقع التواصل الاجتماعي الالكتروني "فيس بوك"، للزعم بأن الظروف التي يعيشها هؤلاء الاسرى مريحة للغاية، على رغم المطالبات والقرارات بتشديد شروط اعتقالهم، لتقترب من ظروف احتجاز الجندي الاسرائيلي الاسير غلعاد شاليط. ففي سابقة هي الاولى من نوعها يظهر على صفحة "فيس بوك" يظهر مشتركون وباسمائهم الحقيقية على صفحة "فيس بوك" ليتبين انهم اسرى يقبعون في سجون الاحتلال، ويديرون علاقات مع آخرين، باستخدام هواتف خلوية ذكية، يتم تهريبها اليهم، وتمثل بالنسبة لهم حلقة التواصل مع ذويهم والمحيط الخارجي. وكان أسير حمساوي سابق هو الأسير ناصر عبدالجواد ناقش رسالة الدكتوراه في اتصال مع أساتذته بإحدى الجامعات الفلسطينية، عبر هاتف نقّال مهرب. ويكتب الاسير سائد عمر من منطقة نابلس ويقضي حكما بالسجن 19 عاما، على صفحته شعار "أموت وسلاحي بيدي لا أن أحيا وسلاحي بيد عدوي". وقضت الرجولة ان نمد اجسادنا جسرا" ونقول للرفاق هيا اعبروا"، وشعارات واقوال اخرى تمجد المقاومة والفصيل الذي ينتمي اليه وهو "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين". ويظهر الاسير عمر في أحد البوماته وهو يعد مع عدد من رفاق القيد وليمة فاخرة من الارز والدجاج، كما يظهر وهو يرتدي الكوفية الحمراء، وحاملا علم فريق برشلونة الاسباني لكرة القدم، والذي يبدو انه يشجعه. ويوم الاربعاء الماضي نشرت صحيفة "معاريف" الاسرائيلية تقريرا حول ما اسمته "ثورة التكنولوجيا" التي يستغلها الاسرى في سجون الاحتلال والتي تسمح لهم بالتصفح للشبكة العنكبوتية وبمكالمات الفيديو. وقالت ان صفحات "فيس بوك" للعديد من السجناء بان الاستخدام منتشر ومتوفر جداً لدرجة أنهم لا يخشون من الكشف عن هويتهم". وقالت "معاريف" إن الاستخدام العلني للفيس بوك وللفيديو قد ينطوي على مخاطرة كبيرة. ففي الماضي وجه سجناء كبار خلايا ارهابية خارج السجن، بالاساس لتنفيذ عمليات اختطاف. في تلك الايام اضطر السجناء الى ايجاد سبل ذكية واصيلة لنقل الرسائل الى رجالهم في الخارج. اما اليوم فيمكنهم ببساطة اجراء دردشة على الفيس بوك او أن يرسلوا رسالة مشفرة وكله عبر الخلوي". واضافت: التكنولوجيا تسمح للسجناء فضلا عن التصفح السريع والنوعي، اجراء مكالمات فيديو مع العالم الخارجي. وهكذا مثلا عندما توفي والد أحد المعتقلين "بث له صديقه كل الجنازة في مكالمة فيديو خلوية. وسجين آخر استخدم الفيديو كي يجري مشتريات: فقد أراه اقرباؤه الملابس في محل الملابس واختار تلك التي احبها على نحو خاص". واشارت الى ان الاسرى يبذلون جهودا كبيرة لتهريب الاجهزة النقالة الذكية الى السجن بل وجهود لا تقل صعوبة لاخفائها عن عيون السجانين. غير أن الصور تبين ان الهواتف الذكية تسللت الى صفوف السجون بما فيها سجن "رامون"، و"نفحة" و"كيدار". وكانت حكومة الاحتلال ومؤسسته الامنية بما في ذلك ادارة السجون قررت عقب اسر شاليط البدء باجراءات تضييق منهجية لسحب منجزات الحركة الاسيرة والتضييق على المعتقلين، بذريعة ان الجندي الجندي الاسير في غزة، يعيش في ظروف صعبة، ولا يسمح له بالزيارة "، في اطار الضغط على الاسرى والجهة الآسرة. ونقل موقع "العربية نت" عن أحد الاسرى في مقابلة عبر "فيس بوك"، قوله "ان مصلحة السجون على علم بالظاهرة." وتحدث عن ما اسماه "اتفاق صامت" مع ادارة السجن. فالادارة تعرف باننا نخبىء الهواتف الذكية في حجرنا، ولكنها تغض النظر طالما لا نستخدمها لاغراض تعتبرها ادارة السجون أمنية أو عسكرية". وتعقيبا على ذلك قالت مصلحة سجون الاحتلال "انها تخوض حربا ضروسا ضد تهريب الهواتف الخلوية الى السجون واستخدامها، من خلال التفتيشات، الوسائل التكنولوجية والردع. ولعلمنا فإن الحديث يدور عن معلومات ليست دقيقة."