ذكر مصدر طبي تونسي أن العقيد الليبي معمر القذافي يتكفل بمصاريف علاج الكتائب الموالية له و»الثوار» الذين يصابون في اشتباكات بين الجانبين وينقلون للمصحات الخاصة التونسية للعلاج. وقال الدكتور بوبكر زخامة رئيس غرفة (نقابة) المصحات الخاصة في تونس، في تصريحات نشرتها جريدة «المصور» الأسبوعية الصادرة امس، أنه «تم الاتفاق مؤخرا مع وزارة الصحة الليبية على تغطية نفقات العلاج الخاصة بجرحى كتائب القذافي والثوار الليبيين على حد سواء». وأضاف أن المصحات الخاصة التونسية تستقبل أسبوعياً ما بين 100 و150 جريحا من الثوار والكتائب، موضحا أن الجرحى يصلون إلى تونس في سيارات إسعاف ليبية أو في سياراتهم الخاصة فيما يفد آخرون عبر البحر في بواخر وسفن. وأفاد أن المصحات الخاصة التونسية قامت منذ اندلاع «الثورة» الليبية يوم 17 شباط - فبراير الماضي» باعتماد تعريفات خاصة للأشقاء الليبيين وفق تخفيضات مهمة مراعاة للأزمة التي يعيشونها حاليا». وأوضح ان المصحات الخاصة في تونس «وضعت على ذمة الجرحى الليبيين إلى جانب العلاج، الإحاطة النفسية اللازمة لمساعدتهم على تجاوز الفظاعات التي عاشوها خلال هذه الحرب». وأشار المتحدث إلى «اكتظاظ» المصحات الخاصة التونسية بالجرحى الليبيين في الفترة الحالية. وقال «يتم الاتفاق حاليا (مع السلطات الليبية) حول نقل الجرحى الذين لا تتطلب وضعياتهم الصحية الإقامة بالمصحات إلى الفنادق حتى يتمّ توفير الأسرّة لمستحقيها». وأضاف أن وزارة الصحة الليبية تكفلت أيضا بمصاريف علاج الجرحى الليبيين (الكتائب والثوار)الذين تم علاجهم «مجانا» في المصحات الخاصة التونسية بداية الثورة الليبية الأمر الذي «فاجأ» أصحاب هذه المصحات، على حد قوله. في الاتجاه ذاته ذكر شاهد عيان أن المناطق القريبة من معبر «وازن - الذهيبة» الحدودي المشترك بين تونس وليبيا والذي يسيطر عليه الثوار الليبيون تتعرض منذ ليلة البارحة إلى قصف «عنيف» بصواريخ غراد من قبل كتائب القذافي. وقال شاهد العيان خليفة الهويدي المقيم في الذهيبة في اتصال هاتفي إن عديدا من المباني الواقعة على الجانب الليبي من المعبر دمرت جراء القصف الصاروخي المستمرّ. وتحاول الكتائب استعادة السيطرة على معبر الذهيبة - وازن الذي يستخدمه الثوار لنقل الإمدادات الغذائية والوقود نحو المناطق الليبية الغربية المتاخمة للحدود التونسية ولإجلاء الجرحى نحو المستشفيات التونسية. من ناحية أخرى، دخل ضابط بالجيش الليبي برتبة عميد مساء الاثنين الأراضي التونسية مع سائقه الخاص بعد انشقاقهما عن كتائب القذافي التي تسيطر على جبل الغزايا غير البعيد عن معبر وازن. وذكرت تقارير صحفية أن 130 ضابطا بالجيش الليبي (يحملون رتبا مختلفة) انشقوا عن نظام القذافي ولجأوا إلى التراب التونسي منذ بداية الثورة الليبية في 17 شباط - فبراير الماضي.