تخطت قيمة الفرص الاستثمارية التي عرضها العقاريون السعوديون حاجز التريليون ريال سعودي في أول أيام معرض جدة الدولي لتطوير المدن والاستثمار العقاري (سيتي سكيب جدة 2011) الذي دشنه صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن ماجد بن عبدالعزيز محافظ جدة أمس السبت بحضور كوكبة من أبرز المهتمين بتطوير العقار في السعودية والعالم وأكثر من (40) خبيراً شاركوا في (قمة جدة العقارية) التي تقام بالتزامن مع المعرض بمركز جدة الدولي للمنتديات والفعاليات. وانطلقت قمة جدة العقارية عند العاشرة من صباح السبت، وتحدث أكثر من (20) خبيراً عقارياً في الجلسات الست وورش العمل عن (نظرة مستقبلية للسوق السعودي ، وسوق المملكة والاستراتيجية المستقبلية للقطاع العقاري ،وتمويل المشروعات ، تحديد القطاعات والطلبات ،الاستثمار ، هيكلة الشراكات المربحة بين القطاعين الخاص والحكومي ) والتي استمرت حتى الخامسة مساءً في حين فتح المعرض أبوابه للجمهور مبكراً، وشهد إقبالا كبيراً في اليوم الأول خصوصاً في الفترة المسائية التي حظيت بحضور المستثمرين والمطورين، إضافة إلى الزائرين من السعودية ومختلف دول العالم الباحثين عن أحدث الفرص المطروحة في مجال التطوير العقاري. ويعرض الحدث العقاري الأول في الشرق الأوسط على مدار أيامه الثلاثة فرصاً استثمارية تتجاوز تريليون ريال تماشياً مع الازدهار العقاري الكبير الذي تعيشه المملكة في أعقاب القرارات التاريخية التي أصدرها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في الشهور الماضية . جانب من زوار المعرض في يومه الثاني وتوقع الدكتور عبدالله مرعي بن محفوظ عضو مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية بجدة ورئيس مجلس إدارة شركة معارض الوطنية المنظمة للحدث الكبير أن تشهد أسعار العقار هبوطاً كبيراً في الفترة المقبلة سيكون المستفيد الأول منها هو المستهلك الذي يبحث عن مسكن مريح بأقل تكلفة، وقال: مع تحسن المؤشرات الاقتصادية وارتفاع أسعار البترول وتوقع نمو في الناتج المحلي الإجمالي ومع البرامج التحفيزية للاقتصاد التي تهدف إلى استثمار جانب كبير من الرأسمال العام في مشاريع واسعة النطاق لتطوير القطاع العام والبنية التحتية، إلا أن القطاع السكنى هو أكثر القطاعات مراقبة من الحكومة السعودية نظرا للنمو الكبير في معدلات الزيادة السكانية الوطنية، كما أن قطاع التشييد والرعاية الصحية والتعليم ليس بيد التجار، بل بيد الحكومة والوزارات المسؤولة، والتعديلات التي اقترحها مجلس الشورى على قانون الرهن العقاري أدت إلى تحسن المزاج العام للسوق نحو المعقول في أسعار العقار، وهو ما سيؤدي بدوره إلى توازن السوق، وانخفاض أسعار العقارات. وأشار ابن محفوظ إلى أن هناك حزمة من البرامج التحفيزية التي قدمتها الحكومة السعودية من خلال الأمانات العامة في جدة والرياض والشرقية ساهمت في انخفاض أسعار العقار، عبر تشجيع مشاريع التنمية ميسورة التكلفة بما في ذلك منح أراض بالمجان. مؤكداً أن مجلس الشورى يدرس الآن ضريبة الأراضي البيضاء والحكومة تسعي إلي تقديم أراض خام لأمانات المناطق، والشركات المساهمة الخاصة توفر أفضل فرص التملك، لذلك لا يمكن أن تستمر أسعار العقار في الارتفاع ... والصبر وحده سوف يجبر أصحاب المخططات إلي تقديم أسعار معقولة للعقار. يشغل التمويل مساحة جيدة من المعرض؛ ويبدو جناح بنك الجزيرة المشارك ولفت الدكتور عبدالله مرعي ابن محفوظ إلى أن القرارات السامية التي صدرت مؤخرا ستنعش فعاليات المعرض الذي تستمر فعالياته حتى غد الاثنين، مشيراً إلى أن البدء في بناء (500) ألف وحدة سكنية لمحدودي الدخل، ورفع الحد الأعلى للقرض من الصندوق العقاري إلى (500) ألف ريال سينعكس بشكل كبير على حركة العقار، ويساهم على إحداث نقلة نوعية في قطاع تنمية الإسكان، ويخلق الكثير من الفرص الاستثمارية لمطوري العقار. من جانبه.. أشاد حسين بن علي الحارثي العضو المنتدب لشركة معارض الوطنية بالحضور الكبير الذي شهده المعرض في أول أيامه وتوقع أن يحقق الحدث العقاري الأول نجاحاً كبيراً يتجاوز ما تحقق في العامين الماضيين، وأكد أن فعاليات قمة جدة العقارية حظيت بمشاركة كوكبة من الخبراء وناقشت موضوعات حيوية تهم كل العاملين في مجال التطوير العقاري والباحثين عن الاستثمار في القطاع. وأوضح أن فعاليات قمة جدة العقارية ستتواصل عبر عدد من الجلسات تبدأ بقضية حديد فرص النمو في قطاعي السياحة والفنادق والاستفادة منهما، بهدف مراجعة العرض والطلب والحاليين لتطوير السياحة والفندقة بجدة ومقارنة أحجام المعاملات والقيم في المملكة بالأحجام العالمية ومؤشرات الأداء الرئيسية، ويتحدث خلالها إيلي يونس نائب الرئيس لفنادق ريزيدور في الشرق الأوسط وإفريقيا، وفيليب بارتود مدير التطوير لفنادق أكور، في حين يدور النقاش في الجلسة الثانية عن دفع عجلة النمو المستدام والعمليات التطويرية على المستويات الحكومية والقانونية والتنظيمية التي تدفع عجلة النمو في المملكة ويشارك كوكبة من الخبراء والمختصين في النقاش، بينما تركز الجلسة الثالثة على (إسكان معقول التكلفة) وتشهد مناقشة الخطة الخمسية لمعالجة نقص السكن في المنطقة ويتحدث خلالا قارون سود المدير التنفيذي لشركة تمويل، نضال جمجوم الرئيس التنفيذي لشركة كنان الدولية، خالد المشعان الرئيس التنفيذي لشركة الأرجان العقارية العالمية، جوزيف أديسون مدير التطوير في شركة تمكين، والمهندس فهد المطوع الرئيس التنفيذي لشركة إيوان.