شكراً سلمان العطاء.. شكراً ياوالد الضعفاء.. شكراً عوضتنا عن فقدان الآباء.. كلمات قليلة على لسان أبناء إنسان من الأيتام الذين ترعرعوا تحت كنف سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض.. الأمير الإنسان.. عندما التقيناهم كانوا شغوفين جميعاً للحديث، فهم غير راغبين فيه، ولكن من أجل أن تصل وردة شكرهم ورسالة حبهم لصاحب الفضل في صلاحهم وتفوقهم بعد الله الأمير سلمان بن عبدالعزيز، ومن أجل أن يقولوا له لقد زرعت فينا وستجني بإذن الله أجراً وفخراً، كان ذلك أثناء لقاء «الرياض» بالعديد من أبناء المستفيدين من برنامج الأمير سلمان بن عبدالعزيز لتأهيل أبناء إنسان. الرسالة والرؤية بداية أوضح الاستاذ «شافي القحطاني» -المدير التنفيذي لبرنامج الأمير سلمان لتأهيل أبناء إنسان- أنّ البرنامج تم بموافقة كريمة من صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض رئيس مجلس إدارة جمعية إنسان، وقد انطلق البرنامج في غرة رمضان 1431ه بإعداد اللوائح وحصر المستهدفين، والتواصل مع الشركاء في التدريب والتأهيل. وقال: تتلخص رؤية البرنامج في أن يكون برنامج الأمير سلمان لتأهيل أبناء إنسان برنامجاً رائداً في مجال تأهيل وتنمية الأيتام من الجنسين؛ ليحققوا طموحاتهم ويكونوا مواطنين صالحين ومنتجين ومفيدين لأنفسهم ومجتمعهم، كما تعتمد رسالة البرنامج على السعي لتزويد الأبناء بالمعارف والمهارات التي تمكنهم من تحقيق مستقبل مشرق لأنفسهم، ويكونوا نافعين لمجتمعهم ووطنهم من خلال أساليب مهنية متطورة تتسم بالتجديد والابتكار، وبناء على ذلك تم العمل على اختيار التخصصات العلمية الدقيقة بما يتوافق واحتياجات سوق العمل في البلاد؛ بما يضمن فرص وظيفية مناسبة لهم وذات مردود مادي مناسب لهم، وكان التركيز أولاً على التخصصات الصحية من خلال الكليات والأكاديميات والمعاهد الصحية المتخصصة وفق اتفاقيات محددة. الأبناء المسجلون وأضاف: يستهدف البرنامج جميع الأبناء المسجلين في جمعية إنسان والحاصلين على الدراسة الثانوية أو المنقطعين عن الدارسة والأرامل، وقد بلغ عددهم (11000) أحد عشر ألف ابن وابنة، حيث تم إلحاق أكثر من 700 ابن وابنة بالكليات والمعاهد والجامعات، وقد تكفل البرنامج بتكاليف رسوم الدراسة كاملاً في تخصصات هي التخصصات الصحية، عدد 375 ابناً وابنة مابين دبلوم صحي وبكالوريوس، الحاسب الآلي عدد 206 ابناً وابنة، اللغة الإنجليزية عدد 114 ابناً وابنة، تخصصات إدارية 95 ابناً وابنة. طلاب من جمعية إنسان في إحدى المحاضرات الابتعاث والتوظيف وأشار «القحطاني» إلى أنّ إجمالي ماتم إنفاقه على الابتعاث الخارجي خلال النصف الأول فقط للعام الحالي 1432ه أربعة ملايين ومئتي ألف ريال، خلاف الخصم الذي يحصل عليه البرنامج من شركاء التدريب يصل متوسطه إلى 25%، كما تم إلحاق 135 ابناً ببرنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث منذ انطلاقته على شكل أربع دفعات وجارٍ العمل على إنهاء الحجوزات والتأشيرات ل (55) ابناً، حيث من المتوقع سفرهم في شعبان 1432ه وقد تكفلت الجمعية بكافة المتابعات والقبول وخلافه، فضلاً عن ذلك إلحاقهم بدورات لغة انجليزية في المعاهد المتخصصة بتكلفة (192500) ريال خلال هذا العام 1432ه، مضيفاً أنه تم ترشيحهم للتخصصات المطلوبة في سوق العمل من طب وهندسة إلكترونية وطاقه كهربائية وإدارة أعمال وقانون، وذلك في دول كندا واستراليا وبريطانيا وأمريكا، وفيما يخص توظيف أبناء إنسان أوضح المدير التنفيذي لبرنامج الامير سلمان لتأهيل ابناء انسان أنه تم توظيف أكثر من 250 من أبناء الجمعية من خلال البرنامج منذ انطلاقته في عدد من المستوصفات والمستشفيات والشركات الوطنية والخاصة والمدارس وغيرها. شافي القحطاني واثق من التميز والتقت «الرياض» بعدد من الطلاب المستفيدين من برنامج الأمير سلمان لتأهيل أبناء إنسان حيث وقع الاختيار على الدارسين بمعهد طب الطوارئ نظير تميزهم وللتخصص الإنساني في طب الطوارئ وحاجة المجتمع لمثل هذا التخصص، حيث يدرسون للتخرج فني طب طوارئ وتستقطبهم العديد من الجهات مثل هيئة الهلال الأحمر السعودي أو وزارة الصحة والمستشفيات والشركات الكبرى. وأوضح الطالب «عبدالرحمن» -من أبناء إنسان- أنّ البرنامج نقلة كبيرة في حياتهم، فقد منحهم فرصة لاثبات جدارتهم وتحقيق طموحاتهم، وقد كان قبل البرنامج متخوفاً من البطالة، ولكنه ومع تكفل برنامج الأمير سلمان بدراسته في هذا التخصص المتميز واثق بإذن الله من التميز والحصول على وظيفة مرموقة، والفضل بعد الله لصاحب الفضل أبو الأيتام الأمير سلمان، مشيراً إلى أنّ الجمعية خيرته بين عدة تخصصات فوجد نفسه في تخصص طب الطوارئ؛ لأنه تخصص مطلوب وهو فرصة لخدمة وطنه. صالح اليوسف خدمات تعليمية أما الطالب «سلطان» فقد التقيناه وهو في اللباس الطبي لمنسوبي طب الطوارئ وأثناء التدريب، مشيراً إلى أنّ البرنامج يؤهلهم ويوظفهم ويبتعث الايتام، وهي خدمات كبيرة جداً بل وتضاهي خدمات وزارات متخصصة وكبيرة، وأثناء تجولنا بين الطلاب استوقفنا أحد الطلبة، وطلب منا كتابة عبارة (شكراً أبوي سلمان والله أنك حنون وطيب وما قصرت مع كل محتاج) وبعد سؤالنا له، أوضح أنه تعب في طلب وظيفة بشهادة الثانوية العامة رغم أنّ تقديره جيد جداً، ولكن بعد أن هيأ الله له هذه الفرصة وجد أنّ مستقبله سيكون مشرقاً ولديه نية للزواج، وشكر الطالب إدارة البرنامج وجمعية إنسان على حرصهم وتسهيلهم للإجراءات ودعمهم للأيتام.