«سارة» فتاة تقاسمت الحياة مع إحدى صديقاتها حتى أصبحت الصديقة والأخت منذ الصغر، وعاشت «سارة» طفولتها معها بجميع مراحلها الدراسية من التمهيدي وصولاً إلى المرحلة الثانوية، ومن هنا ابتدأت القطيعة، ولم تخبر تلك الصديقة «سارة» بأنها على مشارف الزواج فالتمست لها ألف عذر، واستمرت تلك الصديقة في أمور الزواج وترتيباتها؛ التي لم تعلم سارة بها، مع تغير مفاجئ لتصرفاتها، وأصبحت تعيش صدمات متتالية من كل تصرف تقوم به، وتزوجت تلك الصديقة وتجاهلت كل من حولها إلى بعد زواجها، وانقطعت علاقتهم لمدة ست سنوات متتالية، لكن بعد انفصالها عن زوجها عادت لها مره أخرى.. لكن السؤال الذي لم تجد له سارة جواباً لماذا هذا التصرف؟ الزوج «شريك حياة» ولكنه ليس الحياة بأكملها حتى نبتعد عن الآخرين القرار ليس في يدي! في البداية أوضحت «هدى السهلي» أن علاقة الفتاة مع صديقاتها تتغير بعد الزواج؛ نتيجة توسع محيطها الاجتماعي، كما أن ارتباطها بأهل الزوج تجعل المسؤوليات والواجبات الاجتماعية تكثر وتزداد، بالإضافة إلى أن الفتاة لم تعد تملك قراراً وحيداً في الخروج مع الصديقات، فالقرار أصبح مشتركا بوجود الزوج، مضيفة أنه مع تنظيم الوقت تستطيع الفتاة التغلب على جميع الأسباب المؤدية إلى الانقطاع عن الصديقات. فتاة موسوسة! إلى جانب ذلك رفضت «الجوهرة البريدي» هذا التصرف من قبل الفتيات وأطلقت عبارة «فتاة موسوسة» لكل من يعمد إلى ذلك، متسائلة هل الحياة زوج حتى ننعزل عن أصدقائنا ومن يتمنون لنا الخير، بحيث أن الزوج لن يغني الفتاة عن صديقاتها، ومن تنقطع فترة عن صديقاتها بلا سبب فهي حتماً ستعود لهم بكل خجل. تأثير الأهل وتوافقها الرأي «بيان الخنفور» التي رفضت ذلك التصرف، قائلة: «للأسف أغلب الفتيات في هذه المرحلة يعتقدن أن الزوج سيملأ حياتها بكل تفاصيلها، وأنها لن تحتاج لغيره، لكن بعد عدة شهور تعاود الوصل بصديقاتها؛ لأنها قد تدرك بأن الزواج لم يعق الزوج عن الاجتماع بأصدقائه، وأن لحظات الفراغ ستطول بها حين تعيش بعيدة عن صديقاتها حينها ستصلهم بكل تأكيد. وأوضحت أن مثل تلك القرارات غالبا الفتاة هي المسؤولة الوحيدة عنها، وقد يكون تأثير الأهل أحياناً في الإكثار من الوصايا والاعتقادات الخاطئة فتزيد من التحذير من الصديقات وأفكارهن؛ حتى تقنع ابنتها بأن صديقتها ستحسدها على رزق أتاها. أعذار واهية ورأت «إيمان القنيعي» أن الصداقة غريزة بداخل الإنسان ولا يمكن الاستغناء عنها تماماً ولا عذر للانقطاع فتره طويلة، مضيفة: مع بداية الحياة الزوجية يجب على الفتاة التخفيف من المحادثات مع صديقاتها وترتيب أولوياتها، وليس قطع العلاقة بينهما. وذكرت «ربى فهد» أسباب قد يكون لها الأثر في انقطاع الفتاة، منها انشغالها بحياة جديدة، وأشخاص جدد تعرفت عليهم من خلال أسرة زوجها، ومحاولة التأقلم معهم بأي طريقة، إلى جانب فارق الاهتمامات مع صديقاتها القديمات فتعتبر اهتماماتهن تافهة ولا تليق بها كمتزوجة، وكذلك خوفها على بيتها وزوجها من العين والحسد، وخوفها من صديقاتها من خطف زوجها، رافضة ذلك التصرف، حيث أنها فكرة عقيمة يفكر فيها من كانت شخصيته ناقصة، كما أن الصداقة تبقى ولا تضرها تلك الظروف أو العقبات إن كان أساسها صحيحا وحقيقيا. تواصل تقني وترى «ريم العسكر» أن هذا الوقت ظهرت فيه وسائل التكنولوجيا وقربت البعيد، من خلال الهواتف والبلاك بيري والماسنجر والفيس بوك، وتستطيع الفتاة التواصل مع صديقاتها وإن سمحت لها الفرصة تقوم بزيارتهن. صداقة مصلحة وتحدثت»سارة محمد» أن عدم الاهتمام بمبدأ الصداقة كان له الدور الكبير في انقطاع العلاقة بين الصديقات، وغالباً من تكون صداقته مصلحة هو من يعمد إلى ذلك، مضيفة أن الزوج لا يمنع الفتاة من استمرار الصداقة، لكن لا بد للفتاة من الموازنة في حياتها، وغالباً ما تحسم الأمر الفتاة بعيداً عن الزوج، بدليل انقطاع الفتيات عن صديقاتهن فتره خطوبتهن. وذكرت قصة واجهتها مع إحدى صديقاتها في المرحلة الجامعية بانقطاعها عنها بشكل متقطع والهروب منها، وعند سؤالها عن سبب ذلك تبرر لها بصعوبة المواد الدراسية وانشغالها بها، وبعد عدة اتصالات تقوم بإبداء الأعذار المتكررة وفوجئت برسالة نصية تبلغها بأنها عقدت قرانها، وعند محاول الاتصال لم تجد أي رد حتى هذا الوقت. وتؤيدها «سمية عبدالله» في أن هذا الوقت لا يوجد صداقة باسمها وقيمتها الحقيقية التي نعرفها، لكنها تعتمد في الغالب على المصلحة إما لأن والدها ذا سمعة، أو لأنها تملك مالا تملكه من أمور متعددة، أو لأنها تحتاج تلك الفتاة في إنقاذها في أي وقت تحتاجها فيه سواء في محيط الدراسة أو غير ذلك، وعند زواجها لا ترى لها أثرا، فهذه ليست صديقة ولا تستحق الصداقة. تغير الحياة كما أوردت «سارة الجويعد» عدة أسباب لانقطاع الفتاة وهي تأثير الأهل على الفتاة بشكل كبير، وبشكل سلبي خوفاً من الحسد والعين، خاصة من الصديقات اللاتي لم يتزوجن، وكذلك انشغال الفتاة بأمور الزواج، وتحديداً في فترة الخطوبة والملكة، والحياة الجديدة والاستعدادات للزواج، مشيرة إلى أن الأسئلة المتكررة من قبل بعض الصديقات قد تصل إلى التطفل على الحياة الزوجية ورغبتهم في معرفة كل ما يدور في حياة الفتاة الخاصة، وبأدق التفاصيل سبب في البعد عنهم. اعتقاد خاطئ وأشارت «لمى محمد» إلى أن الاعتقاد الخاطئ من بعض الصديقات أن البعد عمن حولها من صديقات لخوفها منهم هو بداية سعادتها؛ أمر غير صحيح، مؤكدة على أن القطيعة من قبلهم يدل على عدم أصالتها في حق صديقاتها وفي حق نفسها؛ لأن الزواج ليس كل شيء في هذه الحياة، وليس آخر محطة لها، بل هي تجربة من تجارب الحياة قد ينجح الشخص فيها وقد يخفق، وبعض الصديقات تقطع كل من حولها ومن ثم تعود مره أخرى لكنها ترى نظرات غريبة من بعض صديقاتها ويفقدون مصداقيتها وثقتهم بها وتتزعزع العلاقة فيما بينهم، فمن يعمد إلى هذا العمل شخص غير وفي ولا يفهم الحياة بشكلها الصحيح. نظرة الزوج وبينت «أميرة فهد» أن الزوج قد يرى أن هذه الفتاة انطوائية بعدم وجود صديقات حولها، وقد يؤثر ذلك على علاقته بها، ونظرته إليها واعتقادات منه أنها لا تحسن التصرف مع من حولها ومع صديقاتها، الذي قد يترتب عليه مشاكل أسرية بداية حياتهم، فينبغي على الفتاة عدم عمل ذلك وإيهام الزوج بأنها لا علاقة لها بصديقات؛ لأن ذلك له أثر على حياتها الزوجية.