تستضيف منظمة الخليج للاستشارات الصناعية "جويك" غداً في مقرها بالدوحة، الاجتماع التحضيري التأسيسي الأول للاتحاد الخليجي لمصنعي الأدوية، الذي من المقرر أن يضع حجر الأساس لأول اتحاد ينظم قطاع صناعة الأدوية في دول مجلس التعاون وجمهورية اليمن. وقال ل"الرياض" الأمين العام لجويك الأستاذ عبد العزيز بن حمد العقيل إن قطاع صناعة الأدوية يزخر بالعديد من الفرص الواعدة للاستثمار إذ يقدر حجم سوق العقاقير الدوائية في دول الخليج العربية واليمن حالياً بقرابة 6 مليارات دولار أميركي. (22.5) مليار ريال سعودي، ويشهد هذا السوق نمواً مطرداً، ومن المتوقع أن يصل حجمه إلى حدود العشرة مليارات دولار أميركي مع حلول العام 2020، وذلك بمعدل نمو مقداره 6 % سنوياً. وعلى الرغم من النمو الكبير لهذا السوق، فإن التصنيع المحلي يظل عاجزاً عن تلبية الطلب المتزايد، حيث إن دول المنطقة تستورد معظم احتياجاتها من الأدوية من الخارج، وقد بلغت الميزانية الإجمالية لدول الخليج واليمن المخصصة للقطاع الصحي للعام 2010 حوالي 26 مليار دولار، وبلغ إجمالي حجم اشتراكات التأمين الصحي في هذه الدول قرابة 13 مليار دولار، أي أن مجموع ما يصرف على هذا القطاع يصل الى 39 مليار دولار. من هنا كانت الحاجة لوجود إطار تنظيمي لهذا القطاع، لذا وجهت "جويك" الدعوة إلى مصنعي الأدوية الخليجيين والموزعين المعتمدين، وقد أكد عدد كبير منهم حضوره ومشاركته في الاجتماع. وحول الدور المنتظر والمتوقع من الاتحاد قال العقيل: في ظل غياب أي جهة تتبنى الصناعات الدوائية، فإن من مهام الاتحاد خدمة مصنعي الأدوية في موضوع الاستثمارات والتمويل خصوصاً أنه لتمويل هذا النوع من الاستثمارات شروطاً مختلفة عن التمويل الصناعي، وكذلك حول نسبة الفائدة ومدة التمويل. ففي حين أن الاستثمار في العقار مثلاً يبدأ بعد سبع إلى عشر سنوات بتحقيق الأرباح، يختلف وضع الاستثمارات في الصناعات الدوائية، والقصة معقدة أكثر، فبناء مصنع يحتاج لسنتين، وتسجيل المنتج يحتاج لسنة، والتسويق لسنتين، فيكون أمام المصنع وقتاً طويلاً قبل أن يبدأ بالإنتاج الفعلي وتحقيق الأرباح إذن الأمر يتطلب شروطاً تمويلية مختلفة. وحول ضعف الدعم وبرامج التمويل لهذا القطاع قال العقيل:الأمر يحتاج لتضافر الجهود من قبل المعنيين لتسهيل مهمة المستثمرين في هذه الصناعات، ونحن في جويك سبق أن عقدنا في أبريل الماضي الاجتماع التنسيقي الأول لمصنعي الأدوية والذي أوصى بإنشاء اتحاد لمصنعي الأدوية والمستلزمات الطبية في دول مجلس التعاون واليمن بهدف تطوير هذه الصناعات ورعاية مصالح المنتجين، والتعاون والتنسيق بين مصنعي الأدوية في الدول الأعضاء ووضع آليات محددة لتقوية التواصل والتنسيق والتشاور المستمر. كما دعت لتوحيد التشريعات الخاصة بالإجراءات المتعلقة بتسجيل المنتجات الدوائية وفحصها وإقرارها ومواصفاتها وغير ذلك بين الدول الأعضاء. كما خلص هذا الاجتماع إلى الدعوة لوضع برنامج زمني محدد من قبل حكومات هذه الدول لدعم المصانع الدوائية القائمة لتمكينها من الالتزام بالمواصفات والمقاييس المحدثة، إذا اقتضى الأمر، ودعوة بنوك وصناديق التنمية الصناعية في دول مجلس التعاون واليمن لوضع برامج تمويلية ميسرة لتشجيع الصناعات الدوائية، على أن يتم دعم هذه البرامج من قبل دول المنطقة. إلى جانب التشديد على أهمية إجراء دراسة متعددة الأطراف حول الصناعات الدوائية في دول المجلس والفرص الواعدة. وعن الكيفية التي ستجري من خلالها عملية التأسيس والمقر المنتظر للاتحاد أجاب العقيل قائلاً :سيشهد مقر "جويك" في الدوحة، غداً الاجتماع التحضيري التأسيسي الأول للاتحاد الخليجي لمصنعي الأدوية، الذي سيضع حجر الأساس لأول اتحاد ينظم قطاع صناعة الأدوية في دول مجلس التعاون وجمهورية اليمن. وسيناقش الاجتماع عدداً من المواضيع من ضمنها القانون الداخلي لاتحاد مصنعي الأدوية البريطاني ومواد تأسيس الاتحاد الخليجي لمصنعي البتروكيماوياتGPCA وذلك بهدف الاستفادة من التجارب السابقة في هذا المجال، إلى جانب عرض الأهداف المتوقعة من الاتحاد المزمع تأسيسه والرؤية والمهمة التي ستوكل إليه، مع مناقشة أنواع العضويات.