في الوقت الذي تنهي فيه إدارات الأندية إجراءات التوقيع الرسمي مع اللاعبين الأجانب تنطلق عبر مواقع الإنترنت حملة مديح وثناء على المستوى الفني للاعب، ما يفتح أبواباً كبيرة للآمال التي تحملها جماهير النادي والإدارة منتظرين بكل شغف الإطلالة الأولى في الموسم لرؤية نجمهم الذي أشُبع مدحاً وثناءً، إلا أن المؤشرات سرعان ما تنخفض بسرعة البرق مع الإطلالة الأولى وتبدأ علامات الخوف والقلق لتبدأ الأصوات الرسمية بالظهور مطمئنة الجماهير على مستوى لاعبها الأجنبي وأنه يحتاج إلى الانسجام مع المجموعة فقط والتعود على الأجواء في السعودية. الوقت يمضي والجماهير تترقب ولا يزال بعض الأجانب غائباً عن مستواه ويشكل عبءاً فنياً على فريقه ولا تزال الأصوات تبرر تحت مسميات "الحاجة إلى الانسجام والتأقلم"، الموسم ينقضي دون أن يثبت أقدامه أو تستعجل إدارة ناديه بإنهاء علاقته مع النادي باكراً في فترة الانتقالات الثانية لتنجو من سهام النقد التي تستقبلها بين الحين والآخر، النتائج النهائية خسائر مادية تذهب لمصلحة اللاعبين الأجانب ومن ينجح فيهم ويؤثر بصفوف فريقه هم قلة والبقية يحصدون المال ويرحلون إلى بلاد أخرى، إلا أن ما يثير الاستغراب في ذلك أن بعض الراحلين من الدوري السعودي دون أن يقدموا مستويات متميزة يعودون إلى أوروبا وينجحون بتقديم مستويات كبيرة بعكس ما أظهروه في الملاعب السعودية، أمثلة كثيرة من اللاعبين الأجانب الذين عبروا من الدوري السعودي دون بصمة ودون نجاحات تذكر. من اللاعبين الذين حضروا إلى الدوري السعودي ورحلوا دون بصمات نذكر التونسي أمين الشرميطي قدم من أوروبا إلى الاتحاد إلا أن اللاعب عانى من الضغوطات التي حرمته تقديم مستويات مقنعة، مما حدا بالإدارة الاتحادية إلغاء عقده والتخلي عن اللاعب بحجة تواضع إمكانياته وعلى الرغم من كل ذلك فإن الشرميطي انتقل الى وصيف الدوري السويسري فريق زيوريخ ونجح في تسجيل ثمانية أهداف قبيل تعرضه لإصابة في أربطة الركبة، والحال كذلك مع المحترف المغربي نور الدين البخاري والذي استقدمه الاتحاد بمبلغ مالي كبير من فريق نانت الفرنسي وفشل قبل أن يبدأ في اللقاءات الودية وغادر بعد ذلك إلى الدوري الهولندي لفريق سبارتا روترادم الهولندي قبل أن يحط رحاله في الدوري التركي أخيراً، وفي النصر قدم المحترف الغيني باسكال فيندونو من الدوري القطري وفشل في إرضاء طموحات النصراويين للبقاء موسماً آخر في الدوري السعودي وغادر بعد ذلك اللاعب إلى أوروبا ليحط رحاله في الدوري الفرنسي بنادي موناكو الفرنسي بعد رحلة لم تنجح في الشرق الأوسط مروراً بثلاثة أندية ابتداء من السد القطري ونهاية بالنصر السعودي مروراً بالريان القطري، وفي الجانب ذاته فشل المحترف الروماني ولاعب منتخب رومانيا رازفان كوسيتش من إقناع النصراويين وفشل في البقاء حتى نهاية الموسم على الأقل مما أجبر النصراويين على إنهاء التعاقد معه ليرحل اللاعب إلى صفوف كارباتي الأوكراني بعد رحلة مخيبة للآمال والطموحات ونجح رازفان من استعادة مستواه وتسجيل 6 أهداف في الدوري الروماني، والحال ينطبق على مواطنه اوفيديو بيتري نجم ستيوا بوخارست الروماني والذي لايزال حبيساً مقاعد البدلاء في النصر ولم ينجح من إقناع مدربه الكرواتي دراغان للمشاركة أساسياً في صفوف النصر، وفي النصر أيضاً ظهر المصري حسام غالي بمستويات متفاوتة منذ قدومه من الدوري الإنجليزي وظل مستواه في الدوري السعودي في انخفاض متواصل مما أجبر الإدارة النصراوية على التخلي عن اللاعب والذي قرر العودة إلى ناديه الأصلي "الأهلي المصري لينجح اللاعب من تقديم مستويات مميزة ضمن خلالها مقعداً أساسياً وشارة قيادة الفريق، وفي الشباب فشل الأرجنتيني مانويل مارتنيز في إرضاء طموحات الشبابيين ليرحل إلى الدوري الأرجنتيني بعد مستويات مخيبة للآمال إلا أن اللاعب عاد سريعاً وأثبت نفسه مع فريق فليز سارسفيلد ليمثل منتخب التانغو في لقاء ودي، والأمر ذاته ينطبق على المهاجم الأورجواني خوان مانويل أوليفيرا الذي لم يقنع بمستوياته الفنية الشبابيين مما أجبرهم على التخلي عنه ليرحل اللاعب إلى نادي بينارول الأورجواني ويصل معه إلى نهائي الليبرتادوريس لمواجهة سانتوس البرازيلي ونجح اللاعب من تسجيل 5 أهداف حتى الآن وفي حال نجح مع فريقه من تجاوز سانتوس فإنه سيطير لكأس العالم للأندية. نماذج مختصرة للاعبين قدموا للدوري يحملون آمال وتطلعات جماهير فرقهم وإدارتهم بعد التعاقد معهم بمبالغ عالية إلا أنهم فشلوا من تقديم المستوى المميز، مما أجبرهم على مغادرة الدوري السعودي إلا أن معظمهم عاد لمستواه بمجرد الرحيل إلى دوري آخر ليحجز خانة أساسية مع فريقه، فهل استعجلت الأندية بإصدار أحكامها على لاعبيها الأجانب وعجلت برحيلهم عن الأندية السعودية أم قست الجماهير بنظرتها على مستوى اللاعبين مما تسبب بالضغط على الإدارات لفسخ عقودهم، أم أن الأجواء في السعودية لا تسهل إنسجام اللاعبين الأجانب في الدوري السعودي بغض النظر عن الإمكانيات الفنية التي يملكها اللاعب فهل تستفيد إدارات الأندية من خلال الصبر على لاعبيها في المواسم المقبلة أم تبقى الأمور مثلما هي يأتي لاعبون ويذهبون دون بصمة إلى جانب صرف مبالغ عالية للتعاقد معهم. بخاري