من الناحية الفنية بصورة مؤلمة أكدها عدم الاستقرار الإداري، والتخبط الفني الذي يقوده المدرب الإيطالي زينجا، ولم يكن أكثر المتشائمين الرياضيين ومن محبي النصر يتوقع الظهور الفني الضعيف للفريق (الأصفر)، بعد أن قفز الموسم الماضي قفزة نوعية جراء قرارات إدارية ناجحة دعمت صفوفه بلاعبين مميزين، ومدرب شهير هو جورج داسيلفا الذي غير تعامل اللاعب النصرواي مع كرة القدم بمساعدته لهم بالنظر دائما نحو مرمى الخصوم والبحث الدائم عن التسجيل، بدلا من سنين طويلة كان فيها الفريق لا يرى سوى مرماه؛ فحقق انتصارات كبيرة، وهزم بطل الدوري ووصيفه ولم يخسر سوى ثلاث مباريات واحتل مركزا متقدما هو الأفضل منذ سنوات. طالبت مرارا بتجديد عقد الأورجواني داسيلفا لأن عمله الكبير ظهرت نتائجه نهاية الموسم؛ وصل لتشكيل مناسب، وكوَّن هوية خاصة وتعامل كما يجب مع الظروف الصعبة، وكان فريقه بطلا للدور الثاني الأكثر جمعا للنقاط، كل ذلك حدث وهو الذي لم يختر الأجانب، ولم يكن له دور في التنسيق لتجارب المعسكر الخارجي الودية، وكيف سيكون الحال لو بقي موسما آخر، وقام بنفسه باختيار ما يحتاج من لاعبين محليين وأجانب. المحصلة النهائية كانت تشير لاستمرار داسيلفا تحقيقا للاستقرار الفني؛ لكن ما حدث أن إدارة النصر توجهت للتغيير، واتخذت قرارا غير موفق بالتعاقد مع زينجا صاحب السجل التاريخي الضعيف، وتجاهلت أصوات التحذير من فشله في مواقع عدة، وهذا القرار بُني عليه قرارات أشد سوءا باختيار الإيطالي للاعبين الأجانب الثلاثة، بعد أن وافق على بقاء لاعب الوسط الأرجنتيني أفيجيروا على مضض وحاربه بداية الموسم قبل أن يؤكد الأخير أنه أفضل الموجودين. وما زاد الأوضاع سوءا الارتباك الإداري باستقالة مدير عام إدارة كرة القدم القريني بعد غيابه عن التدريبات أكثر من عشرين يوما دون اتضاح الرؤية. وإذا كان الإيطالي زينجا هو من اختار الأجانب، الذين يشكلون القوة الضاربة لدى المنافسين؛ فقد كان من الغرابة أن يضع اثنين منهم على دكة البدلاء، وما كان يتردد من أن المدافع الأسترالي جون ماكين رفض المشاركة لعدم استلامه حقوقه المادية وهو ما روَّج له الإيطالي نفسه لمسؤولي النادي كشف حقيقته اللاعب في حواره ل (العربية)؛ حين نفى ذلك وأكد أنه كان يتمنى المشاركة وأن زينجا هو من أبعده عن التشكيل!!. ويبدون أن زينجا الذي أبعد الروماني رازفان والأسترالي ماكين كان ينوي إلحاقهم بلاعب المحور أوفيديو بيتري لولا غياب أحمد عباس الإجباري بداعي الإصابة، ولأنني ممن لا يستعجل الأحكام على الأجانب أتساءل كيف سيأخذ الأجنبي فرصته والمدرب يضعه في دكة البدلاء؟!. تطوُّر النصر الكبير نهاية الموسم الماضي جعل الكثير من الجماهير العاطفية تتعامل معه وكأنه المرشح الأول لحصد البطولات؛ متناسين ما يعمله الآخرون من جهد مضاعف، وما يجب أن يدركه كل النصراويين أن الفريق كان قد وصل لمرحلة جيدة بسبب استقرار إداري، وإدارة فنية ناجحة بقيادة داسيلفا، واستقطابات محلية مميزة وأجانب تألقوا في أول ظهور لهم؛ فضلا عن غياب المشاكل والأزمات المادية التي تتصدر أخبار النادي منذ أسابيع، ولا بد من إعادة الأمور لنصابها لوقف التقهقر الذي أكدته الخسارة القاسية من صغار الوحدة بالرياض قبل استعادة التوازن؛ ليس بحثا عن لقب الدوري بل لعودة الشخصية المميزة التي بنتها الإدارة مع داسيلفا، وأضاعتها مع زينجا.