خلال إحدى مهام فهرسة مجاميع المخطوطات في دار الكتب المصرية، أمسك أحد المفهرسين مخطوطاً كُتب عليه "زينةُ الكَتَبَة" للرازي، وتساءل من دون أن يدرك قيمة ما يقلبه بين يديه، عن التصنيف الذي ينبغي إدراج المخطوط ضمنه. كانت تلك مفاجأة مثيرة، أن يُعثر بهذه المصُادفة على أقدم نص متخصص وكامل حول صناعة المخطوط العربي. كان يُمكن للمصادفة أن تكمل عملها ويتوارى المخطوط تحت أي تصنيف من دون الالتفات إليه. لكن شاء القدر أن يتم تقديره، بعدما علمت بالأمر "ناشيونال جيوغرافيك العربية"، التي تتناوله في عدد يونيو الجاري، لتعرض لقرائها نصاً منسوباً لمؤلِّف شهير، لم تتناوله أيٍّ من الدراسات المعاصرة، سواء تلك التي اعتنت بالموضوع أو المؤلِّف، بل إنه لم يذكر كمصدر تراثي مفقود. ويتناول العدد موضوعاً عن الأرض التي شهدت بداية ظهور الديانات منذ 11600 عام، حيث عثر علماء الآثار على أول معبد في مدينة غوبكلي تبه التركية، يقولون انه سيغير كافة النظريات السائدة حتى الآن حول تطور تاريخ البشرية. وفي موضوع شديد الحساسية، تسلط ناشيونال جيوغرافيك العربية الضوء على زواج القاصرات اللاتي تراوح أعمارهن بين 5 و11 عاماً، في ثلاث دول هي: اليمن وافغانستان والهند. وتنشر المجلة تحقيقاً يبين بشاعة الجريمة التي ترتكب بحق تلك الفتيات بحجة العادات والتقاليد. وبالانتقال إلى افريقيا، تتناول المجلة موضوعاً عن أهم محميات إفريقيا الطبيعية في ناميبيا، التي تعتبر اول دولة في العالم تدخل مفهوم حماية الحياة الطبيعية في صلب دستورها. ومن الولاياتالمتحدة تناولت تحقيقاً مصوراً حول المناطق الساحلية الرطبة في سان فرانسيسكو الأميركية التي تشهد عمليات مد وجزر عديدة وقاسية تتعدى بضعة أمتار، ينشأ عنها عالم من الحياة البرمائية لا مثيل له. وفي تحقيق عن المعادن، تتناول المجلة إحتكار الصين لمجموعة كبيرة من المعادن الاستراتيجية على مستوى العالم في باطن مناجمها المنتشرة في طول البلاد وعرضها، وهي تهدد بعدم تصدير هذه المعادن الضرورية لبعض الصناعات الدقيقة التي بات العالم في حاجة ماسة لها. وتقدم المجلة هدية العدد لشهر يونيو وهي عبارة عن DVD شيق بعنوان "مُدمرات ثائرة -الإعصار القُمعي"، ويتناول الاعاصير العاتية وهي الرياح الأسرع على وجه الأرض، إذ تقارب سرعتها 500 كيلومتر في الساعة، وتدمر كل شيء في طريقها.