من مناجم المعادن الثمينة (الفوسفات والبوكسايت) في حزم الجلاميد شمالًا إلى وجهة الخير حيث رأس الزور في أقصى نقطة من شرق القلب تبدأ رحلة (سار) الزمن القادم الحديدية بإرادتها الوطنية الجادة ، ومن الجنوب البهي .... لوسط الوحدة المذهلة من المجد الأبي .... للغرب المقدس .... للشمال القريب القصي....لتعود مرة أخرى بآمالنا وأحلامنا في رغدِ غدٍ أمثل نودع فيه كثيراً من معاناتنا طوال عقود من عمر تنميتنا مع شح وسائل المواصلات في الأمن والسلامة ، والاقتصاد ، والوظيفة ، والبطالة ، والسياحة وسواها حاجةً وتنميةً وبناء حياة . و (سار) هي : الشركة السعودية للخطوط الحديدية أو هي ربما تلك الحلقة المفقودة في بحثنا المضني عن حلول للسعودة المتعثرة . تصوروا كيف يكون ذلك ؟ وما علاقتها بالسعودة ؟ هل بسبب وجود مجموعة أو كوكبة من شبابنا المؤهل الذي يدير حتى الآن دفتها بكل اقتدار فقط ؟ الأمر أبعد من هذا وأعم وأشمل وهو المتعلق بوجود حقيقي لبنية تحتية قوية وصلبة لتوطين الوظائف بعد أن كانت مفقودة ونحن نبحث عن حلول في سواها ونغفل عنها - في هذا الجانب - ما أفشل كثيرا من الجهود والمحاولات الجادة في تلبية طلب وحاجة مناطق الأطراف من الشواغر الوظيفية في حين تكتظ المدن الرئيسة بالعديد من قدرات التأهيل المعطل ، وربما شاهدنا بل بكينا حرقة لحوادث سير عدد غير قليل من المعلمات في رحلات الألم اليومية نحو لقمة العيش في مدارس الهجر والقرى النائية . بخط سير ، ومن خلال (سار) ، يمكن للمعلمة ،وخريج الكلية التقنية في الرياض أن يباشرا صباحا ويعودا ظهرا من عملهما في مدرسة سدير الابتدائية للبنات ومدينة سدير للتقنية مثلا ، ويمكن لناشد الهدوء والبعد عن ضجيج المدينة أن يغفو ويسكن (رماح) الغافية على الرمال ويكون على مكتبه في الرياض أو في مصنعه بالجبيل عند الثامنة صباحا . إنها ليست شركتنا الوطنية العملاقة فحسب ، بل موعدنا مع الغد الأجمل حتماً في وطن الشمس والشروق الذي لا يغيب إلا ليشتاق ويتوق لشروق آخر على مر الأيام وسرمدية الدهر..