وجه مكافحون بمناسبة اليوم العالمي للامتناع عن التدخين الذي يصادف اليوم" 31 مايو" انتقادات لاذعة للجنة الوطنية لمكافحة التبغ وقالوا إنها تمارس دور "المتفرّج" تجاه قضية مكافحة التدخين بالمجتمع السعودي وابدوا أسفهم على جهودها. وقالوا إنها ضعيفة ولا ترتقي إلى مستوى طموحات المسئولين والمهتمين بقضية مكافحة التدخين، مؤكدين في الوقت نفسه لم نلمس لها أي جهود منذ إنشائها في صفر من العام 1428ه. مشيرين إلى ان وزير الصحة هو رئيسها ووزارته هي المتضرر الأكبر من قضية الأمراض الناتجة عن التدخين حيث تنفق الوزارة سنويا 5 مليارات ريال على علاج مرضى التدخين كما ان وزير الصحة هو المسئول عن إصدار اللوائح التنفيذية لهذا الأمر. وقال أمين عام الجمعية الخيرية لمكافحة التدخين "نقاء" سليمان الصبي: تعشم المكافحون خيرا بإطلاق هذه اللجنة ولكن للأسف على ارض الواقع لم نشهد لها أي حراك يخدم القضية. وأضاف: حتى نظام مكافحة التدخين الذي تمت إجازته قبل أكثر من 6 سنوات لم تتحرك اللجنة تجاه تفعيله وإصداره، مشيرا إلى ان اللجنة يجب ان تغير استراتيجيتها بعد الجمود الذي ظلت متسمة به منذ إطلاقها، وأشار الصبي الى ان اليوم العالمي للامتناع عن التدخين حمل هذا العام شعار (الاتفاقية العالمية لمكافحة التبغ.. ضمان لمجتمع خال من التدخين) يمثل دعوى لتجديد الالتزام ببنود الاتفاقية الإطارية ويأتي على رأسها إصدار نظام شامل لمكافحة التدخين وتمنى الصبي ان تفتح اللجنة صفحة جديدة تكون أكثر ايجابية وحراكا في التعامل مع قضية مكافحة التدخين بشكل يلبي طموحات القيادة والمجتمع معا. من جانبه قال عبدالله سروجي الرئيس التنفيذي السابق لجمعية "كفى": يجب على اللجنة الوطنية لمكافحة التبغ ان تعمل على تفعيل انضمام المملكة للاتفاقية الإطارية لمكافحة التبغ عبر التزام جميع القطاعات المعنية بها في المملكة، وأضاف: اللجنة مطالبة بتلمس أوجه القصور فيما يتعلق بالمكافحة وسط المجتمع من خلال متابعة ملف نظام مكافحة التدخين الذي ظللنا ننتظر صدوره منذ فترة طويلة، وقال ان تفشي التدخين في الأماكن العامة بات مشهدا عاديا ومتكررا وأكثر من يدفع ثمنه غير المدخنين خصوصا الأطفال مما يهدد حياتهم ويعرضهم للمخاطر الصحية، وأضاف: أصدرت العديد من دول المنطقة كالإمارات وعمان أنظمة لمكافحة التدخين تنفيذا لبنود الاتفاقية الإطارية واشتملت أنظمتها على عقوبات قاسية تطال كل المخالفين متسائلا: لماذا لا تخطو المملكة مثل هذه الخطوات، وذكر سروجي أن قضية التدخين تمثل تهديدا حقيقيا للموارد البشرية والاقتصادية وتودي بحياة ما يقارب من 33 مدخنا شهريا حسب الإحصائيات خلاف حوادث الحريق بسبب التدخين. يذكر ان مجلس الوزراء قد وافق على إطلاق اللجنة الوطنية لمكافحة التبغ في صفر 1428ه حيث تؤكد موجهات اللجنة على حماية أفراد المجتمع من وباء التدخين والحد من نسبة تعاطي التبغ وسط أفراد المجتمع وفئات المجتمع السعودي وبخاصة صغار السن، كما نصت على رسم السياسات العامة واللوائح لمساعدة المدخنين وحماية غير المدخنين.