نظم المركز الثقافي الإعلامي للشيخ سلطان بن زايد آل نهيان محاضرة للدكتور خالد عزب مدير الاعلام في مكتبة الاسكندرية بعنوان "ادارة السياسيات الاعلامية" وذلك بمقر المركز في أبوظبي. وتحدث المحاضر عن اهمية إدارة السياسات الإعلامية، مشيرا الى انها تشكل تحدياً جديداً أمام دول العالم فدول المستقبل لن يكون لها وجود حقيقي دون أن تكون لها سياسات إعلامية. واضاف ان إدارة السياسات الاعلامية هي من الفنون الدبلوماسية شديدة التعقيد والتركيب وتتطلب قراءة جيدة يومية من شخص ما للحياة السياسية والثقافية والأحداث الجارية حتي يتسنى لهذا الشخص اتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب. واشار الدكتور عزب الى ان صناعة هذه السياسات ليست بالسهولة التي قد يتخيلها البعض، فهي تحدد للمؤسسة أهدافها وطريقة الوصول اليها وفلسفتها وعملية التغيير اللازمة في الوقت المناسب، فضلاً عن كونها الوسيط الفعال بين المؤسسة والجمهور لخلق حالة من التوافق بينهما. وتطرق المحاضر الى ماهية السياسات الإعلامية مشددا على اهمية الإقناع ولغة الحديث ولغة الخطاب كوسيلة من وسائل الإعلام، في عصر السماوات المفتوحة والإنترنت، قد يبدو مستغربا أن العديد من المؤسسات بل حتى الحكومات تلجأ إلى الاتصال المباشر بالجماهير، لأن العلاقة المباشرة تحمل حميمية التواصل الإنساني حتى الولاياتالمتحدةالأمريكية واليابان تلجآن إلى مثل هذا النوع من الدعاية، فالولاياتالمتحدة لديها برنامج الزائر، حيث تستضيف من خلاله أحد الأشخاص المرشحين في بلد ما للصعود السياسي أو الثقافي أو الإجتماعي لزيارة الولاياتالمتحدة لمدة شهر، لينبهر بذلك البلد ، تم من خلال هذا البرنامج استضافة شخصيات تبوأت مناصب عليا فيما بعد في بلادها سواء من أوروبا أو إفريقيا أو آسيا أو أمريكا اللاتينية، الملفت للنظر أن كل فرد ممن استفاد من هذا البرنامج أعد ملف مسبقا عنه، حدد من خلاله ميول وأهواء هذا الشخص وما يحبه وما يكره، بحيث تخطط الزيارة وفق هذه الدراسة التي هي في جانب منها لها بعد نفسي وآخر انثروبولوجي، وتحدث عن تجربة ادارة السياسات الاعلامية للرئيس الراحل جمال عبد الناصر، حيث كان طلبة المدارس والعامة من الشعب لديهم حالة إبهار بكاريزما الزعيم، لذا كان يرسلون له طالبين صورة شخصية منه، سرعان ما يقوم مكتبة بإرسالها ممهورة بتوقيعة، كما تناول د. عزب الحضور الإعلامي مشيرا الى هناك أشخاص ليس لديهم حضور إعلامي وآخرين تجذبهم الكاميرا، بل وآخرين يخطفون الكاميرا والفرق بينهم شاسع، مشددا على اهمية الأداء الإعلامي وتجنب السلبيات الخاصة مشيرا الى ان الرئيس جورج بوش الأبن احتاج لمعالجات عديدة وتدريبات حتى يصبح لديه قابلية جماهيرية . وشدد عزب على اهمية تفهم طبيعة الجمهور المخاطب كوسيلة أساسية من وسائل النجاح الإعلامي مشيرا الى أن كثيرا من الساسة لجاؤوا إلى حيل عديدة لكسب الجمهور، كنابليون عند غزوه لمصر يشهر إسلامه ويتبنى منشورات تدعو المسلمين في مصر لمساندته ضد ظلم المماليك، ويحضر الموالد الإسلامية، بل نرى الرئيس السادات يبرع حين يرتدي أحدث الأزياء في القاهرة وعند سفره خارج مصر، ويلبس الجلباب والعباءة في ميت أبو الكوم، ولكل واحدة دلالتها.واضاف ان السادات كان رجل إعلام عشق الصحافة منذ صغره.