عندما سقط المدرب البرتغالي مورينهو في أول مواجهة «دربي» مع فريقه الإنتر أمام غريمه التقليدي إيه سي ميلان في الدور الأول من الدوري الإيطالي لهذا الموسم، خرج بعد المباراة بتصريح أربك أنصار النادي عندما قال: «الجمهور يفكر في الفوز بلقاءات الدربي وأنا أفكر في الفوز ببطولة الدوري» أي أن الفوز بالدربي بين الأنداد لا يعني التفوق، فالمقاييس الاعتبارية ترتبط بنهاية الموسم لا بفوز عابر، على الجانب الآخر كان المدير الفني لنادي الاتحاد السعودي كالديرون يقود فريقه بنفس فكر مورينهو، حيث وضع استراتيجية عمل فني عالية الجودة بدءاً من تطوير مواهب الاتحاد في الأرجنتين، وحقق هذا المعسكر هدفه باكتشاف وصقل مواهب كان يحتاج الاتحاد لأكثر من 50 مليون ريال للحصول على أمثالهم من الأندية الأخرى إن وجدوا، ثم من معسكر أبها التحضيري وبعدها بدأت معمعة المنافسات المحلية والتوقفات والمنافسات الخارجية، ووسط كل ذلك كان الصوت الإعلامي النشاز ينخر في أوصال العمل الفني لكالديرون، ووصل الأمر للمطالبة بإعفائه وهو متصدر للدوري وزادت حدة النقد الجارح بعد الخسارة الأولى والوحيدة للفريق أمام الأهلي في لقاء الدربي الذي يشغل الصحافي المتعصب أو الجمهور السطحي ولا يتوقف عنده من يفكر على المدى البعيد. كالديرون بعد الخسارة من الأهلي لم يفكر بنفس الفكر الضيق الذي تحدث عنه المندفعون والمستنفعون، وإنما فكر في الدوري فقط وكيف يفوز باللقب الأهم وتحقق له ذلك بالعمل المثالي والجهد المتوالي من مجلس الإدارة والعضوين المؤثر والفعال ورئيس هيئة أعضاء الشرف وأصحاب العقول المتزنة، وبين تفكير مورينهو وكالديرون تتوقف لغة الكلام على الأقل في المحيط العربي، فالمدرب المحترف المتمكن يفكر في موسم كامل، والمدرب «النصف كم» يفكر في الفوز بلقاء دربي أو بطولة هامشية ويحصل على مساحة ضوء أكبر من إمكاناته ومن قدراته، واستقرار أي فريق فنياً يساعده في شق الطريق نحو الإنجازات بقوة، بينما بعثرة أوراق العمل الفني في الأندية بالتعاقد مع مدربين جدد بعد كل هزة يفسد العمل طوال الموسم، وخير مثال وضع الاتحاد الموسم الماضي الذي تعاقد مع خمسة مدربين فشلوا جميعاً، والهلال يكرر المشهد هذا الموسم بتناوب خمس قيادات فنية على الفريق من بداية الموسم إلى الآن، ففقد الفريق هويته وتحول من فريق مرعب إلى فريق يمشي جنب الحيط لا يهش ولا ينش. والفكر التدريبي يختلف عن فكر التسطيح، ومشوار المدرب البرتغالي مورينهو ومدرب الاتحاد كالديرون يؤكد أهمية النفس الطويل ومنح المساحة الكاملة للجهاز الفني، فالثمن في النهاية تحقيق بطولة الدوري وهي البطولة الأهم في نظر كل المدربين البارزين.