هنالك عبارة شهيرة للعالم النمساوي «سيغموند فرويد» ملخصها: «إن الأحلام هي تعبير عن الرغبات التي لا نستطيع أن نحققها في الواقع». وقد بقيت الأحلام مجرد طريق خيالية يتوسّم فيها صاحبها أملاً يرجو أن يصبح ذات يوم واقعاً. وحدهم أصحاب الفكر المتوقّد، والعزيمة الصادقة قادرون على تحويل الأحلام إلى منجزات راقية، وهؤلاء كوكبة نادرة تمر في حياة الشعوب لِماماً، وتترك بصماتها المميزة في سجلها الذهبي. أستطيع أن أوكد بأن هذا السجل يضيء فخراً واعتزازاً باسم خادم الحرمين الشريفين، الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- ملك المملكة العربية السعودية، والذي استطاع بما يتصف به من وعي وحكمة وعزيمة راسخة أن يعكس تلك النظرية، وأن يجعل الأحلام مجسّدة في عهده الزاهر في عشرات المنجزات الحضارية الراقية، التي تقدّم للعالم وجه مملكتنا المظفرة بأبهى سمات المدنية الزاهرة والتقدم العلمي المرموق. بالأمس القريب، وتحديداً يوم الأحد 12/6/1432ه، تفضّل -حفظه الله- بافتتاح المدينة الجامعية لجامعة الأميرة «نورة بنت عبدالرحمن» بمدينة الرياض، كأول جامعة متخصصة للبنات، هذه المدينة الجامعية التي بُنيت وشمخت بتوجيهات ومتابعة ملكية كريمة، أولاً بأول، على أحدث طراز، وبزمن لم يتجاوز السنتين والنصف،... نعم سنتان ونصف، وخرج إلى النور هذا الصرح الحضاري العريق ممتداً على مساحة 8.000.000 ثمانية ملايين متر مربع، أقيمت عليها كل المرافق البحثية والإدارية. ومباني الكليات والمعاهد التابعة لها، إضافة لمباني الخدمات المساندة، وإسكان أعضاء هيئة التدريس والطالبات، بطاقة استيعابية للكليات التابعة لها تقدر ب60.000 ستين ألف طالبة, وقد تم تجهيزها وتأثيثها بأحدث وأدق التجهيزات العلمية والالكترونية، مما يجعلها قادرة -بإذن الله- ثم بفضل سواعد أبناء الوطن الغالي، على تحقيق مطامح وتطلعات خادم الحرمين الشريفين، للارتقاء والتطور بالجامعات السعودية نحو المعايير العلمية العالمية. وبالإضافة إلى روعة وفخامة مباني هذا الصرح الشامخ، وتصميماته الهندسية الراقية، موقعه المتميز على مدخل مدينة الرياض، كأول ما يقابل ضيوف المملكة وزوارها..، وذلك وحده مدعاة لتقديم آيات الثناء والعرفان لخادم الحرمين الشريفين، وتحيات الإكبار والاعتزاز لما يقدمه لأبناء وبنات الوطن الغالي.. ولا بد أن منجزاته المتواصلة ستُسطّر في صحائف التاريخ، وستتألق بالضياء حكاية بطلها رجل غير عادي، حوّل الأحلام إلى حقائق، ونَقَل المملكة العربية السعودية نقلة حضارية مشهودة ترمقها الدول الحديثة بعين الإعجاب والتقدير، وتُفرد لها مكانتها السامية في موكب التقدم الحضاري المعاصر. فالله أسأل أن يحفظ للأمة قائدها الوفي وراعي مسيرتها خادم الحرمين الشريفين الملك «عبدالله بن عبدالعزيز»، وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير «سلطان بن عبدالعزيز»، والنائب الثاني صاحب السمو الملكي الأمير «نايف بن عبدالعزيز»، وأسبغ عليهم جميعاً ثوب الصحة والعافية. * الملحق الثقافي بسفارة خادم الحرمين الشريفين بدمشق