يحتفل الشعب السعودي هذه الأيام وفي كافة مدنه ومناطقه بذكرى مرور ست سنوات على تسلّم خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز مقاليد الحكم، ملكاً للمملكة العربية السعودية، ونحن حين نحتفل بهذه المناسبة نستعيد ما وعد به –حفظه الله- حين بدأ عهده الميمون بعهد قطعه على نفسه حيث قال: (( أعاهد الله ثم أعاهدكم أن أتخذ القرآن دستوراً والإسلام منهجاً، وأن يكون شغلي الشاغل إحقاق الحق وإرساء العدل وخدمة المواطن )). ومنذ توليه -حفظه الله- مقاليد الحكم في 26/6/1426ه لم نرَ منه –حفظه الله- إلا وفاءً بالعهد، وإنجازاً للوعد. ففي عهده الميمون شهدت المملكة العربية السعودية إنجازات حضارية وتنموية كبيرة ونهضة شاملة لم تكن لتتحقق في هذه الفترة الوجيزة، لو لم يكن صاحبها عبد الله بن عبد العزيز آل سعود -القائد الذي صدق الله ما وعد- متسلحاً في ذلك بكتاب الله وسنة رسوله وبنظرته الثاقبة وعزيمته الصادقة. لقد تميز عهده -حفظه الله- بالإنجازات الباهرة في مختلف المرافق التعليمية والاقتصادية والثقافية والعمرانية والاجتماعية والصناعية، وحضور متميز على الساحة السياسية الدولية، جعل المملكة من الدول المؤثرة في صناعة القرار العالمي. ولا يستطيع المتتبّع للمسيرة الظافرة حصر وجوه التقدم والنهضة مهما أوتي من مقدرة، لكن الوقائع شاهدة على هذه المنجزات الرائعة التي تحققت في بلادنا الحبيبة وقدمتها للعالم بأبهى صور المدينة الزاهرة. ولعلّ آخرها ما تفضل به -حفظه الله- من أوامر ملكية حرص من خلالها على تلمس احتياجات أبنائه المواطنين في شتى مجالات الحياة، وتوفير كل سبل الأمن والاطمئنان والعيش الكريم، وكذلك افتتاحه المدينة الجامعية لجامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن، هذا الصرح العلمي الحضاري الذي شيّد على أحدث طراز ووفق أرقى التقنيات، هذه المنجزات ستبقى بالتأكيد خالدة وستسطر في سجل التاريخ الذهبي. إننا ونحن نتحدّث عن النجاح الباهر الذي حققته المملكة في هذه الحقبة اليسيرة من الزمن نسلّط الضوء على مرفق حضاري وطني نال اهتمام خادم الحرمين الشريفين، ونعني به مجال التعليم العالي الذي أولاه -حفظه الله- اهتماماً كبيراً، إيماناً منه بأن العلم والمعرفة روافد أساسية لبناء المجتمعات وتقدم الحضارات. لقد بلغ عدد الجامعات الحكومية أربعاً وعشرين جامعة، تضم في جنباتها مختلف التخصصات العليا، منها ستّ عشرة جامعة تم إحداثها في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، شيدت مبانيها على أحدث طراز ووزّعت على جميع مناطق المملكة مع توفير كافة الوسائل والإمكانيات لرفع كفاءتها والارتقاء النوعي والكمي بالتعليم العالي، بالإضافة إلى ثماني جامعات أهلية ليصل العدد الإجمالي للجامعات بالمملكة العربية السعودية إلى اثنتين وثلاثين جامعة، كذلك من المشاريع المهمة في هذا المجال والتي أولاها -حفظه الله- اهتمامه الابتعاث الخارجي لأبناء المملكة للدراسة والبحث في أرقى الجامعات العالمية، وفي تخصصات تتوافق مع احتياجات سوق العمل لتسهم في نهضة الوطن وتطوره. وقد بلغ عدد الطلبة السعوديين المبتعثين للدراسة في الخارج حوالي (120.000) طالب وطالبة، إلى غير ذلك من المنجزات والمشاريع الموجهة للارتقاء بالتعليم العالي والبحث العلمي إلى مصاف الدول العالمية المتقدمة علمياً، والتي لا يتسع هذا المقال لسردها، وهذه المنجزات مشهودة وملموسة في الواقع. يسعدني من الأعماق أن أرفع بهذه المناسبة الكريمة لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، ولسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز، ولسمو النائب الثاني الأمير نايف بن عبد العزيز أسمى آيات التهاني والتبريكات، سائلاً المولى جل جلاله أن يحفظ لنا قائدنا وراعي مسيرتنا خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، وسمو ولي العهد الأمين والنائب الثاني، وألبسهم لباس الصحة والعافية، وأدام على هذه البلاد نعمة الأمن والأمان واستقرار الأوطان. *الملحق الثقافي السعودي بسورية