أصدر مجموعة من الشباب في العاصمة الليبية طرابلس امس بيانا أعلنوا فيه اعترافهم بالمجلس الوطني الانتقالي ممثلا وحيدا للشعب الليبي ، كما دعوا باقي المعارضين في العاصمة إلى الاستعداد "لساعة الصفر للبدء في الانقضاض على كل آليات وعربات" كتائب الزعيم الليبي معمر القذافي. وجاء في البيان الذي حمل رقم واحد وصدر عن «شباب السراي الحمراء طرابلس»: نحن أهالي مدينة طرابلس العاصمة والحاضنة لأطياف كل قبائل ليبيا الشرفاء من شرقها وغربها إلى جنوبها.. نعلن ونؤكد في بيان طرابلس الأول بأننا جميعاً ومن هذه المدينة العريقة الاعتراف الكامل بالمجلس الوطني المؤقت لثورة الشباب 17 فبراير وممثلا وحيدا لكل تراب ليبيا، لاسترداد بعون الله سيادتنا وكرامتنا كي تصبح ليبيا بين الأمم حرة ديمقراطية دولة مؤسسات وقانون ولتساهم في إحقاق الحق والأمن والسلام لها وللعالم أجمع". وشدد البيان على أن الثورة الليبية بدأت في مهدها مسالمة إلا أن كتائب القذافي قامت "بقصد مسبق ومبيت بتحويل مسار ثورة 17 فبراير من مسيرات مسالمة مطالبة بالديمقراطية ولإخماد وكسر هذه الثورة بالعنف المسلح والتفوق العسكري لدى القذافي وكتائبه الإجرامية وبدأ في زرع الفتن لتقسيم تراب الوطن الواحد من خلال الترويج للزج بقبائلنا الليبية في حرب أهلية وعنف مسلح قبلي، وبالتالي يحدث تراجع عالمي لتأييد شعوب العالم لهذه الثورة". وحث البيان شيوخ القبائل على دعوة من "انخرطوا من أبنائهم في كتائب القذافي الإجرامية بالتمرد والانشقاق ورفض أي أوامر لسفك دماء إخوتهم الليبيين، والانضمام إلى دعم مسار ثورة 17 فبراير". كما حثت "الثوار في طرابلس" على الانتباه من تستر النظام وباستخدامه لسيارات الأجرة والمدنية وسيارات الإسعاف لكتائبه الإجرامية والدراجات النارية للمباغتة والتربص والخطف والقتل أو إعطاء المعلومات. ودعا البيان الثوار بالبقاء "على أهبة الاستعداد انتظارا لساعة الصفر للبدء في تنفيذ الموت والانقضاض على كل الآليات وعربات الكتائب". على صعيد آخر قالت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون خلال زيارة امس الى بنغازي، معقل الثوار شرق ليبيا، ان الاتحاد الاوروبي سيوصل تقديم الدعم لحركة التمرد طالما أراد منه الليبيون ذلك. وأعلنت اشتون خلال مؤتمر صحافي مقتضب مع رئيس المجلس الوطني الانتقالي، الهيئة السياسية للثوار، مصطفى عبد الجليل "اننا نريد دعم (المعارضة) وليس الان فقط، بل طالما اراد الشعب الليبي منا ان نكون هنا". واضافت اشتون التي وصلت صباح امس الى بنغازي "إنني باسم دول الاتحاد الاوروبي السبع والعشرين، يشرفني ان أكون هنا اليوم للتعبير عن دعمي". وتابعت ان الاتحاد الاوروبي الذي يدشن مقر بعثة تمثله في بنغازي، يرغب في مساعدة الليبيين في مجالات "الاصلاحات الأمنية والاقتصاد والصحة والتربية والمجتمع المدني بطبيعة الحال". ليبيات في تظاهرة مؤيدة للقذافي أمام فندق ريكسوس في طرابلس الذي يقيم به الإعلاميون الأجانب (ا ف ب) واشارت اشتون الى ملصقات على طريق المطار وضعها الثوار وكتب عليها "وي هاف دريم" او "لدينا حلم". من جانبه رحب عبد الجليل "بدعم الاوروبيين المتواصل" منذ بداية الانتفاضة وقال "نتطلع الى دعم الاتحاد الاوروبي لتأمين حدودنا الجنوبية". وهي الزيارة الاولى لمسؤول بهذا المستوى الى بنغازي. وفور وصولها زارت اشتون ساحة الحرية في بنغازي، على شاطئ البحر حيث صفق لها الجمهور. وستدش اشتون بعثة تمثل الاتحاد الاوروبي في فندق تيبستي ببنغازي. وقبل ذلك قالت في بيان صدر عن مكتبها في بروكسل "يشرفني ان التقي الذين قاتلوا من اجل الديمقراطية ومستقبل افضل في ليبيا". واضافت "ان فتح مكتب للاتحاد الاوروبي دليل قوي على دعمنا للشعب الليبي. الاتحاد الاوروبي يقرن الاقوال بالافعال". ميدانيا قال طبيب ليبي إن مقاتلا من المعارضة على الأقل لقي حتفه السبت عندما اشتبكت المعارضة مع القوات الموالية للزعيم الليبي معمر القذافي بين اجدابيا التي تسيطر عليها المعارضة وبلدة البريقة النفطية إلى الغرب والتي يسيطر عليها القذافي. وقال الطبيب في مستشفى واقع في بنغازي بشرق ليبيا إن أربعة أصيبوا خلال الاشتباكات مضيفا أن جنازة المقاتل ستكون الأحد. واندلع قتال في وقت متأخر من مساء السبت حول نقطة الأربعين على بعد 40 كيلومترا إلى الغرب من اجدابيا وعلى الطريق إلى البريقة وهي بلدة نفطية تبادلت المعارضة وقوات القذافي السيطرة عليها أكثر من مرة منذ بدء الانتفاضة في منتصف فبراير شباط. والبريقة الآن في يد القذافي. وفي الأسابيع الاولى من انتفاضة ليبيا تحول القتال على الجبهة بين الشرق مركز المعارضة والغرب الذي تسيطر عليه قوات القذافي إلى معارك من الكر والفر ابتداء من اجدابيا بامتداد شريط ساحلي يمتد أكثر من 200 كيلومتر إلى الغرب. وأصبحت الاشتباكات الآن اكثر تقطعا ولم تتغير الجبهة منذ أسابيع.