لقي أنس مشعان سويلم العنزي -رحمه الله- حتفه غرقا، وهو في رحلة غوص يرافقه صديقه عمر عبدالله ساعد الشريف. القصة أن الصديقين قصدا ذلك المكان فجراً واستأجرا المعدات اللازمة لعملية الغوص وخرجا في المرة الأولى بسلام ثم نزلا للمرة الثانية الا ان الأمواج كان قد قذفت بهما الى أماكن بعيدة غير ان خظ الغواص عمر كان جميلا حينما خرج على يمين حبل العوامات فشاهد سقالة بها نفر من الناس فاتجهوا نحوه وانزلوا به عند العوامات.. واخبره عمر ان صديقه أنس مازال في القاع حيث انقطع عنه الهواء وحينما توجه هؤلاء الشباب لتلك المنطقة لم يجدوا أثرا لأنس فتم إبلاغ حرس الحدود الذي وصلت دورياته في سرعة البرق وكانت تتكون من مجموعة من الغواصين.. فبدأت عملية البحث الطويل والتي استغرقت لساعات طوال دون جدوى!! اشترك في هذا البحث المضني فريق من الضباط والجنود وتوجه مجموعة منهم نحو الشمال والأخرى نحو الجنوب وغاصوا الى أعماق البحر بحثا عن أنس لمدة (36) دقيقة وذلك وسط أمواج هائجة ومتلاطمة بجانب قوة التيار وسوء الرؤية.. وامتد هذا البحث حتى حلول الليل وعم سواد الظلام. وفي الصباح الباكر بدأ البحث من جديد من خلال قارب لحرس الحدود وكان بجانب تلك الفرق مجموعة من المتطوعين الذي جاهدوا كثيرا في العثور على الغريق.. وباتت كل المحاولات بالفشل حتى جاء اقتراح من احدهم بعدم تتبع البوصلة والاستعانة بالشعب المرجانية وبفضل من الله تعالى شوهد المرحوم (أنس) وقد استقر في عمق كبير بقاع البحر.. وحينما وصلوا إليه في ذلك القاع السحيق كان الغريق ملقيا على ظهره يميل جسمه ذات اليمين وذات الشمال وكانت قدمه اليمين بدون زعنفة وخلا وجهه من النظارة أما الحزام فكان ملفوفا على خصره واستعانوا بنفخ ال(BCD) ولكنه لم يكن في جوفه أي هواء وتم فك الحزام حيث كان يرقد على عمق (6608) قدم أي (220) مترا من قاع البحر. ورغم المحاولات المكثفة لم يستطع الفريق من تحريكه مما دفع أحدا من حرس الحدود باستعمال كل قوته ليرفع الغريق الذي بدأ يطفح في سطح البحر.. وحملوه على القارب.. فكان ذلك بفضل المولى عز وجل ثم من خلال الجهود التي بذلها الشباب والذين شاركوا في هذه العملية بتنسيق تام سواء ان كانوا من حرس الحدود أو المتطوعين حيث عملوا بيد واحدة حتى عثروا على جثة الغريق (أنس).