مع افتتاح مراكز الانتخابات البلدية لقيد الناخبين وتسجيل المرشحين للانتخابات القادمة في كافة أنحاء المملكة، تقدمت أعداد كبيرة للترشح لهذه الانتخابات، على أمل الظفر بالفوز بأحد المقاعد المحدودة للمجالس البلدية في المدن والمراكز والمحافظات، وغني عن القول إن أعداداً من هؤلاء المرشحين يجمعون بين الأمانة والكفاءة، بل ولديهم ما يقدمونه من خلال المجالس البلدية، لكن فئة أخرى قد لا تحمل هاتين الصفتين المهمتين، ساعين إلى تحقيق مصالحهم الشخصية بعيداً عن الصالح العام، كالحصول على المكافأة الشهرية، أو خدمة أحيائهم وقراهم وممتلكاتهم الخاصة على حساب العدالة في توزيع الخدمات بشكل عادل. "الرياض" تُلقي نظرة على رأي المواطنين في المرشحين، وآمالهم منهم في المجالس المقبلة. 100 شخص في البداية قال الأستاذ "هاشم الشهري" -ضابط متقاعد ورجل أعمال-: إنني قررت في وقت سابق الترشح للانتخابات البلدية، بل واستعددت لإقامة حملة انتخابية كبيرة تشمل كافة أجزاء المدينة، لكن بعد التقصي وجدت أن عدد من رشح نفسه لخوض الانتخابات يفوق (100) شخص لمدينة صغيرة، وبعضهم لديه خطط يمكن وصفها بالخيالية، والتي لا يمكن تنفيذها على أرض الواقع، مضيفاً أن بعض خططهم لم تنفذ حتى في المدن الكبرى في المملكة، ذاكراً أن منهم من يهدف إلى الحصول على المكافأة الشهرية المقررة لعضو المجلس البلدي، إلى جانب الحصول على مكانة اجتماعية رغم إعلانهم أن نيتهم وشعارهم هو خدمة الوطن في أي موقع. عقد الآمال وأوضح الشاعر "عبد الله بن سفر" أنه إذا لم يكن أعضاء المجلس البلدي ذوي خبرة وبعد نظر وأمانة وقوة إرادة، فلن يكتب لهم النجاح، مضيفاً: "نعم قد نبالغ كثيراً في عقد الآمال على المجلس البلدي، ولكن حبذا لو أننا لمسنا إيجابية واحدة للمجلس في دورته السابقة، وقد يكون له ايجابيات لكنني شخصياً لم أجدها نهائياً"، مشيراً إلى أن المواطنين يحلمون بأشياء كثيرة تنقصهم، لكن يبدو أن هذه الأحلام لا توجد إلا في خيال الشعراء، مرجعاً هذا التعثر في تحقيق الأحلام إلى المواطنين أنفسهم، بفرشهم الأرض بالزهور لكل مسؤول يتولى مسؤولية في البلد، بينما لا يخطئونه إذا أخطأ. من يسعى إلى تحقيق أهدافه الخاصة يصطدم ب«وعي الناخبين» وقدرتهم على الاختيار! أمانة كبيرة وتمنى "سعد اللامي" من كل مرشح كعضو في المجلس البلدي، أن يعلم أنه قد حمل أمانة كبيرة، وأنه محاسب أمام الله ثم أمام مجتمعه وأبناء مدينته، مبيناً أنه متى ما استشعر الأمانة فسيرى عظم المسؤولية الملقاة على عاتقه، أما بالنسبة للمكافأة الشهرية المعطاة من الدولة لعضو المجلس البلدي فقال: "عسى معها ألف عافية"، وأنها قليلة في حق من يعمل بكل جد وإخلاص لخدمة بلدته ومدينته، وقبل ذلك وطنه. معرفة النظام وأكدت الأستاذة "أم هيثم" على أنها لا تختلف كثيراً في النظرة السلبية للمجلس من قبل الكثير، لكنها تؤكد أن هناك مجالس بلدية في بعض مناطق المملكة أسهمت بدور بارز وراق في التطوير، مضيفةً: "لعل المجلس البلدي بالمدينةالمنورة خير دليل على ذلك"، مبينةً أن المشكلة في المجالس السابقة هي أن بعض الأعضاء في شتى المناطق انتخبوا لأجل تبادل المصالح بينهم، وافتقر كثير منهم سابقاً إلى المعرفة بنظام المجالس البلدية، وكذلك بنظام الشؤون البلدية، وهذا في حد ذاته معضلة لتنفيذ المطلوب منهم على أكمل وجه، داعيةً إلى إعطاء الصوت لمن له أهلية ومعرفة ودراية بالأنظمة، ومن ذوي الخبرة في نشاط البلديات ومهامها. آخر المشوار وقال "عبد الرحمن آل فرحان": إنه في هذه الأيام انتشرت إعلانات الانتخابات البلدية في المملكة انتشار النمل على الحلوى، بل ولا يكاد يخلو شارع في المملكة من عبارة: "صوتك أمانة"، مضيفاً: "غداً تنتشر صور المرشحين في كل مدينة وقرية وصحيفة، وكل ما ينفقه المرشح على حملته يأمل في تعويضها من المكافأة التي سيتقاضاها مستقبلاً"، ناهيك عن "الفشخرة" و"الجاه" وبناء العلاقات، موضحاً أن هذه الظاهرة لها رائحة "الديموقراطية"، لكن أقولها وبصراحة: "يا خوفي من آخر المشوار"، متمنياً أن لا يكون المجلس الجديد مشابهاً للمجلس السابق، مما يضطر المواطنين إلى عدم المشاركة في المرات القادمة. صواريخ النقد وعن حسنات المجالس البلدية السابقة، أوضح "آل فرحان" أنه إذا كان للمجلس البلدي من ايجابيات، فهي تحمله مشكوراً صواريخ النقد طيلة الخمس سنوات الماضية، فبعد أن كان رئيس البلدية في فم المدفع قبل نظام الانتخابات البلدية، أصبحت المجالس البلدية الآن هي من يتلقف النقد، مضيفاً أن المشروعات الفاشلة يتحملها المجلس، والمشروعات المتعثرة يتحملها المجلس أيضاً، وكل فضيحة صغرت أو كبرت في دهاليز البلدية لن يتجرع وزرها سوى المجلس، واسألوا أعضاء المجالس السابقين!. التوازن مطلوب ونصح أي مرشح بضرورة المحافظة على التوازن في الدعاية الانتخابية وبين الصلاحيات الممنوحة للمجلس، وكذلك التوازن في العبارات المقنعة للناخبين، مضيفاً أنه يجب أن يبتعد المرشح عن تضخيم الذات، فالأربع سنوات ليست بالفترة الطويلة التي تنسي الناس الوعود المزيفة، مشيراً إلى أنه وفي كل الأحوال ندعو الله بالتوفيق للمرشحين في خدمة مدنهم في أرجاء المملكة.