كشف ل «الرياض» أ.د عبدالله بن محمد الحمدان أستاذ هندسة التصنيع الغذائي والحيوي بقسم الهندسة الزراعية بكلية علوم الأغذية والزراعة ومستشار منظمة الأغذية والزراعة FAO في مجال تقنيات وتصنيع التمور ورئيس تحرير مجلة النخيل والتمور عن جهود وتحركات جادة تهدف لتحويل صناعات منتجات النخلة من تراث إلى مشروعات تجارية ذات جدوى اقتصادية، كما كشف عن الانتهاء من تصميم مركز حضاري وتقني للتمور والنخيل على المستوى العالمي وكان يتحدث بمناسبة تدشين كرسي تقنيات وتصنيع التمور في جامعة الملك سعود الذي يشرف عليه، حيث تناول جوانب عديدة.. فإلى محصلة الحوار: * «الرياض» نسعد باطلاع القراء على أهم إسهامات الكرسي العلمية والبحثية وخدمة المجتمع؟ - د. الحمدان: أشكر صحيفة الرياض على الاستضافة ورغبتها الاطلاع على أنشطة الكرسي والذي تم تدشينه يوم الأحد الماضي والذي مر على إنشائه سنة كاملة والذي يؤمل أن يسهم في دفع المنتج الغذائي الاستراتيجي للمملكة والذي كان غذاء لأجدادنا إلى أن يكون سلعة عالمية.. وذلك عبر البحث المتواصل والابتكار وتوطين التقنية من خلال الكراسي البحثية ومراكز أبحاث النخيل والتمور. وبفضل الله ثم دعم معالي مدير الجامعة ووكيل الجامعة للبحث العلمي والدراسات والمشرف على برامج الكراسي فقد حصلت برامج الكرسي على مصنع تمور الجامعة وعلى جملة من الأبحاث المدعومة التي تعدت ميزانياتها 12 مليون ريال مدعمة من قبل مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية وشركة سابك وعمادة البحث العلمي بالجامعة. وهذه ساهمت في ابتكار العديد من المنتجات الجاهزة للتسويق التجاري. وطموحنا لا يتوقف.. فقد تم تكوين فريق بحثي متميز للاستفادة من باقي أجزاء النخلة على مستوى تجاري. وذلك بالاستفادة من سعف وجريد وكرب وليف النخيل في صناعات متعددة تتمحور حول مبدأين: أن يكون التصنيع آلياً ومجدياً اقتصادياً. كما أن الطموح بدأ في تخطيط بل وتصميم مركز نموذجي عالمي متميز للنخيل والتمور في وادي الرياض للتقنية يواصل ما بدأته الكراسي والمراكز البحثية ذات العلاقة. * «الرياض»: حبذا لو تعطينا نبذة عن إنتاج النخيل من التمور والمنتجات الأخرى في المملكة؟ - د. الحمدان: يعتبر النخيل من أهم المحاصيل الزراعية في المملكة العربية السعودية. وتشكل التمور محصولاً استراتيجياً يعتبر جزءاً أساسياً من الأمن الغذائي للمملكة العربية السعودية، حيث يقدر إنتاج المملكة بحوالي المليون طن سنوياً تشكل حوالي 18% من الإنتاج العالمي للتمور. وحري بأن تكون المملكة الدولة الرائدة في مجال التقدم التقني والاستفادة من نخيل التمر ومنتجاتها المختلفة. ومن ثم توطين هذه التقنية عبر إدارة ودعم سلسلة من الدراسات والبحوث المتميزة التي تصب في هذا المجال. ومن ثم فهذا يستوجب إنشاء كرسي متخصص لديه الإمكانات والكفاءات اللازمة، يعنى بتطوير تقنيات صناعة التمور والمنتجات المشتقة الأخرى من منتجات النخلة. وقد حققت المملكة العربية السعودية تقدماً كبيراً في العديد من المجالات، ومنها دعم التعليم العالي والبحث العلمي، ولا أدل على ذلك من تضاعف تمويل التعليم العالي ليصل إلى 12% من ميزانية الدولة. وخلال سنوات قليلة تضاعف ما خصص من الناتج المحلي لدعم البحث العلمي من 0,25 % إلى (1.1%) وهو في طريقه إلى مصاف الدول المتقدمة (في حدود 2,0%) مما يستدعي دعم أبحاث وتقنيات أهم منتجات المملكة الزراعية وهي التمور. * «الرياض» وماذا عن مبررات إنشاء كرسي تقنيات وتصنيع التمور؟ د. الحمدان: تبنت دول كثيرة في العالم فكرة كراسي ومراكز التميز في مجالات متخصصة لمحاصيل متخصصة مثل ماليزيا (نخيل الزيت)، والولايات المتحدةالأمريكية (الذرة)، ونيوزيلندا (الكيوي)، وكوبا (قصب السكر)، وحققت تقدما كبيرا في هذا المجال من خلال هذه المراكز والمؤسسات البحثية المتقدمة. وقد وافق مدير جامعة الملك سعود أ.د. عبدالله بن عبدالرحمن العثمان على إنشاء كرسي تقنيات وتصنيع التمور وبدعم ومتابعة من وكالة الجامعة للدراسات العليا والبحث العلمي ممثلة في أ.د. علي بن سعيد الغامدي وكيل الجامعة للدراسات العليا والبحث العلمي. ولعل تبني جامعة الملك سعود لهذا الكرسي يشكل نقلة نوعية في الأبحاث المتميزة لتقنيات وتصنيع التمور التي تتعاون فيها الخبرات المحلية مع نظيرتها العالمية للوصول إلى نتائج تؤكد الدور المتميز للمملكة من خلال النتائج التي يمكن أن تتحقق من مثل هذه المراكز. ولعل من نافلة القول إن الإبداع لمثل هذه الكراسي تحتاج إلى توفر الإدارة والإستراتيجية لهذا النشاط وتوافر التجهيزات التي تدعم روح المبدرات وتوطين التقنية والتي تتيح لمثل هذه البحوث أن تجرى بشكل متميز ويطمح كرسي أبحاث التمور إلى الاستفادة من التمور عبر الدراسات والمشاريع البحثية الرائدة للرقي بمنتجاتها لتنافس، بل تتفوق، على مثيلاتها من محاصيل أخرى. وخاصة مع إنشاء المجلس الدولي للتمور – والذي يتطلب وجود مراكز وكراسي استشارية وبحثية تدعم هذا التوجه وتتركز أنشطة الكرسي على الدراسات والأبحاث المتعلقة بمستقبل تصنيع التمور والاستفادة منها وكذلك الصناعات التحويلية والتقنيات المرتبطة بها. ومن جانب آخر سيعمل الكرسي على الاستفادة من منتجات النخلة الأخرى، والتي تشمل على سبيل الأخشاب والألياف والمنتجات الصناعية المتنوعة الاخرى. ومن ثم تحويل صناعة منتجات النخلة من حرفة يدوية (غالباً ترتبط بالتراث) إلى نطاق آلي وبمستوى تجاري بعد تكامل الدراسة الفنية والتسويقية لها. * «الرياض» ولكن ما هي أهم أهداف الكرسي التي يأمل تحقيقها؟ د. الحمدان: تنطلق رؤية الكرسي في الريادة في الدراسات والأبحاث والمنتجات الابتكارية للصناعات التحويلية للتمور ومنتجات النخلة من خلال رسالته في تبني وإجراء ودعم الدراسات والأبحاث والابتكارات لتفعيل الاستفادة من التمور ومنتجات النخلة وتوطين التقنيات المرتبطة بها ومن أهداف الكرسي إجراء الدراسات والأبحاث النوعية لصناعة التمور ومشتقاتها والتسويق، وتشجيع بحوث الدراسات العليا لها. وكذلك نشر الوعي بأهمية النخيل والتمور بإصدار مجلة متخصصة للنخيل والتمور والدوريات والمطويات الخاصة بذلك. وعبر إقامة الورش والدورات والندوات والمعارض ذات العلاقة بالنخيل والتمور. بالإضافة إلى إيجاد قاعدة معلومات دولية خاصة بأبحاث ودراسات التمور والنخيل والصناعات التحويلية المرتبطة بها، وإنشاء موقع خاص بذلك على شبكات المعلومات العنكبوتية وتوفيرها. ومن ثم تفعيل تسويق التمور ومنتجات النخلة وتطوير المواصفات القياسية لها. ومنها التنسيق مع المراكز البحثية والجهات ذات العلاقة للمساهمة في وضع إستراتيجية شاملة لصناعة التمور ومنتجات النخلة الأخرى. وأخيراً تشجيع المبادرات والاختراعات لتطوير آليات الجني وتطوير صناعة التمور ومشتقات النخلة، وتوطينها. * «الرياض» ماذا عن الهيئة الإدارية والعلمية للكرسي؟ - د. الحمدان : هناك العديد من الإدارات والوحدات التنظيمية لهذا الكرسي تضمن تنظيم خطة العمل وتنفيذها، وتشمل: 1- وحدة التخطيط والبحوث والدراسات: تقوم هذه الوحدة بوضع الخطط والاستراتيجيات من بحوث ودراسات للكرسي من خلال خطة عمل مجدولة على المدى القصير والطويل. كما تعتبر هذا الوحدة نقطة وصل بين إدارة الكرسي ومراكز البحوث المختلفة للاستفادة من البحوث المنتهية والجارية والعمل على الاستفادة منها. 2 - وحدة العلاقات العامة والمتابعة والتنسيق والشؤون الدولية: تهدف هذه الوحدة إلى الاستفادة من المنظمات والهيئات الإقليمية والدولية كمنظمة الأغذية والزراعة (FAO) والبنك الدولي والهيئة العربية للاستثمار والإنماء الزراعي والمنظمة العربية للتنمية الزراعية والبنك الإسلامي وغيرها. وتشمل أيضاً التنسيق مع مراكز التميز العالمية والجامعات ذات العلاقة بالنخيل والتمور، وذلك للاستفادة من تجاربها والتعاون معها في المجالات ذات العلاقة. 3- وحدة الشئون الإدارية والمالية: تقوم هذه الوحدة بتقدير الميزانية الخاصة بالكرسي وتنظيم الموارد البشرية والمالية. 4 - وحدة تقنية المعلومات: تهدف هذه الوحدة إلى القيام بتسهيل ومتابعة أوعية المعلومات من وإلى الكرسي. وتشمل كذلك الاهتمام بالنشر وإنشاء الأوعية المعلوماتية المختلفة من مجلة متخصصة ومطويات وموقع على الإنترنت ومنتديات متخصصة بالنخيل والتمور. 5 - وحدة الإدارة العامة للتصنيع: تهدف هذه الوحدة إلى العمل على تطوير منتجات تحويلية وصيدلانية وعقاقير طبية وتطوير خطوط الإنتاج لها، وذلك حسب المواصفات والمقاييس التصنيعية المثلى للتمور ومشتقاتها، ومطابقة الجودة للمنافسة في الأسواق المحلية والخارجية. ومن أولويات الكرسي التركيز على المواصفات القياسية للتمور والمساهمة في تنظيم تسويق التمور داخلياً وخارجياً. وكذلك تطوير الصناعات التحويلية للتمور وتوطين التقنية. ومن ضمن الهيئة العلمية للكرسي: أ.د. عبدالله بن محمد الحمدان استاذ هندسة التصنيع الغذائي مشرف الكرسي. أ.د. حسن بن عبدالله القحطاني أستاذ علوم وتقنية الأغذية – عميد كلية علوم الأغذية والزراعة. د. راشد بن سلطان العبيد استاذ مشارك قسم الانتاج النباتي ومدير محطة الأبحاث والتجارب الزراعية. د. عبدالرحمن بن سعد الداود استاذ مشارك قسم وقاية النبات. أ.د. عبدالرحمن بن صالح الخليفة أستاذ علوم وكيمياء الأغذية. أ.د. سفر بن حسين القحطاني استاذ السياسات الزراعية. أ.د. بكري حسين حسن استاذ هندسة التصنيع الغذائي د. خالد عبدالواحد محمد أحمد استاذ مساعد هندسة التصنيع الغذائي. الاستاذ الزائر أ.د. عادل عبدالقادر (California, Davis) أ. بن هادي اليحيى جامعة المكسيك ومنسق الفاو الإقليمي. والعديد من الزملاء والخبراء من مختلف الأقسام والكليات. * «الرياض»: تطرقت في فيلم الكرسي لأهم أعمدة البحث العلمي، فما المقصود بها؟ - د. الحمدان: يقوم الكرسي في أنشطته على التركيز على صناعات التمور ومنتجات النخلة واقتراح الحلول للعقبات التسويقية التي قد تواجهها. وسوف يساهم الكرسي في إيجاد الحلول المناسبة لبعض المعوقات المتعلقة بإنتاج التمور وحمايته من الآفات وحفظ التمور والصناعات المتعلقة بتطوير الاستفادة منها في الأغراض الصيدلانية والغذائية، حيث ستتم الاستفادة من مكونات التمر الطبيعية في تصنيع الدواء وتقليل الاعتماد على المواد الكيميائية ذات الآثار الجانبية العالية. إضافة إلى استكمال ما تم إنجازه في السابق من أبحاث تتعلق بتصنيع التمور ومشتقاته، وبدء دراسات جديدة في المجال الحيوي والطبي اعتماداً على ما تم إجراؤه عالميا، وسوف يعمل الكرسي ليكون مرجعا علميا متميزا في هذه المجالات وتتنوع أعمدة الكرسي البحثية لتشمل الأعمدة التالية وبرامجها المختلفة.