فكرة الملك المؤسس عبدالعزيز آل سعود -رحمه الله- عن الوحدة والتوحيد والعرب والعروبة والكيان المتآلف لا يستطيع مؤرخ إلا أن يراها، بل ويطريها ويثني عليها ثناء حسنا. تضمّن الجهد عزماً وعقيدة وقناعة. وهذا في رأيي هو الذي جعل المملكة العربية السعودية أنموذجاً حياً لأي طموح مخلص يقصد وحدة العرب. وحدة دولة الإمارات كذلك ، جاءت عن قناعة ورغبة. وجاء مجلس التعاون لدول الخليج العربية بعد أن رأى شعبه الأنموذجين. وضم مجلس التعاون بابا أو أبوابا تضيء السبيل لمن يرغب من الأقطار العربية أن يتعاون أو يأخذ النموذج أو يعطي مالديه. نعم. مجلس التعاون خطط لعمل مشترك ، وواجهت مسيرته تحديات ، بعضها لا قِبََل له بها ، ووصل إلى حصيلة تمكنت اقتصاديا من فتح مجالات واسعة ، هدفها الأول والأخير الأمة رخاء. ولكونها التجربة الأولى لم تخل من معوقات الوصول إلى الغاية ، وإن اقتربت منها. ازدادت بشدّة ضرورات تأسيس ما عرف فيما بعد باسم الاتحاد الأوروبي. مدفوعا بالرغبة في إعادة بناء أوروبا ومن أجل القضاء على احتمال وقوع حرب شاملة أخرى. أدى هذا الشعور في النهاية إلى تشكيل "الجماعة الأوروبية للفحم والصلب" الجماعة الأوروبية للفحم والصلب عام 1951 على يد كل من " ألمانيا (الغربية)، فرنسا، "إيطاليا"، ودول بينيلوكس ( "بلجيكا" و "هولندا"و "لوكسمبورغ"). أول وحدة جمركية عرفت بالأصل باسم المؤسسة الاقتصادية الأوروبية (European Economic ). بلاد اختلفت فيها الألسن والعادات والطوائف بدأ اتحاده بال.." فحم " ، ومضت حتى صار " اليورو " يتحدث.. ! وبكل لغات العالم. الملك عبدالله بن عبدالعزيز وإخوته قادة دول المجلس منحوا دولا عربية أخرى بعض المساحة لينشطوا في أكثر من مجال متاح. والنتائج الطيبة ستظهر قريبا إن أراد الله ذلك.